يتبادر دوماً هذا السؤال إلى أذهان الذين حاولوا التوقف عن المخدرات فى مصحات علاج الادمان ولكن فشل علاجهم في النهاية، والسؤال هو: ما هي اسباب فشل علاج الادمان عند بعض المرضى؟
عند الحديث عن الادمان يجب أن نعلم أننا نتحدث عن مرض من أقدم وأصعب الامراض فى العلاج والتأهيل النفسى والسلوكي.
وقد وصلت صعوبة الامر ان بعض الدول تخلت عن علاج الادمان وانتهجت منهج بديل بوضع المدمن تحت المتابعة والمراقبة لتقليل المشاكل والزج به في السجون.
ورغم كل هذه المحاولات إلا أنها لم تؤتي ثمارها ومازال الادمان الخطر المدمر الاكبر اجتماعيا واقتصاديا.
راجع من هنا كيف يمكن علاج الادمان اجتماعياً ونفسياً
ضرورة التأهيل السلوكي والنفسي
من واقع خبرتنا مع مرض الادمان مازلنا نصر على ان تأهيل المريض وعلاجه سلوكيا ثم دمجه تدريجيا في المجتمع هو السبيل الوحيد الاكثر فاعليه فى علاج الادمان مهما كانت صعوباته.
فغالبًا ما تكون إعادة التأهيل بسبب تعاطي المخدرات أو الكحول عملية معقدة جدا، ومتعددة الاطراف، لكن مازالت النتائج تعطى الأمل في مساعدة المرضى واسرهم في نجاح التأهيل وإعادة حياتهم إلى مسارها الصحيح، والتخلص من أثار الإدمان المتعددة.
وصعوبات التأهيل تختلف من مريض للثاني لأن الموضوع يتعلق بطريقة التفكير الخاطئ سواء بوعي أو بدون وعى والاحاسيس المعقده والروابط الشرطية والتغييرات الناشئه داخل المخ خلال فترات التعاطي والتي تؤثر بشكل او بأخر على اختلافات استجابات المرضى.
ومن ثم فمن أجل أن ينجح العلاج من الإدمان يجب أن يتغلب إعادة التأهيل على التغيرات في الدماغ والمسارات العصبية لأن الإدمان غيّر طريقة تفكير الشخص وغير من سلوكياته وجعله يقوم بأعمال مشينة وخلق حياة سريه كان من المستحيل أن يوافق عليها قبل ادمانه وغير طريقه علاقته بنفسه وبالأخرين ونظرته للمجتمع ككل.
لكن هناك أشياء من الممكن أن تساعد مرضى الادمان على التعافي الناجح وأشياء أخرى من الممكن أن تؤدي إلى فشل إعادة التأهيل.
هذه الأخطاء لا تقع فقط على عاتق مريض الإدمان لكن الكل مشترك فيها سواء الشخص المتعافي أو الأهل او بعض المستشفيات أو المراكز العلاجية أو اسباب متعلقة بثقافة المجتمع ككل.
لو كنت تبحث عن تفاصيل وعلامات الانتكاس يمكن أن تعرف عنها المزيد في هذه المقالات:
أما الغرض من هذه المقالة فهو اكتساب الوعي لتقليل اسباب فشل إعادة التأهيل ولمساعدة الجميع على تعلم الأفعال اللي هتساعدهم على استمرار التعافي.
أولاً أخطاء المريض التي تؤدي لفشل علاج الإدمان
يجب أن نكون واضحين امام أنفسنا ونتفق على هذه النقاط:
- أن الذي حدث سنوات الادمان مستحيل أن يتم إصلاحه في ايام بسيطة
- البحث عن حل سريع للادمان هو اشبه بوهم المخدر
ومن ثم من أشهر الأخطاء التي تسبب الانتكاسة ترك العلاج في وقت مبكر قبل انهاء كافة المراحل العلاجية كامله أو الاكتفاء بعمل اعراض انسحابيه.
يجب أن يعلم المريض أيضاً أن ادعاء القدرة والسيطرة على النفس ومقابله اصدقاء التعاطى القدامى يسبب الانتكاس عاجلا او أجلا.
أيضاً الدخول في علاقة عاطفية قبل انهاء عملية التأهيل والاستعداد والتوازن النفسى لعمل علاقة صحية هو من أسباب فشل علاج الادمان عند بعض المرضى.
فبعض الأطباء المتخصصين يوصون بالبقاء لمدة عام كامل على الأقل بعد التعافي قبل الانخراط في علاقة عاطفية كالخطوبة والزواج مثلا لأنه يعرض المتعافي لكتير من الضغوط وهو يكون نفسيا غير مؤهل وبالتالي يكون عرضة للانتكاسة.
أيضاً محاوله تصحيح الامور سريعا من خلال الارتباط بوظائف غير مناسبة، فبعض الوظائف لا تناسب المدمنين المتعافين بسبب الضغط النفسي أو البدني الذي يمارس عليهم، او بعض الوظائف التى تفرض عليهم التعامل مع الأدوية وخصوصا المخدرة منها.
من الممكن أيضاً أن يحدث الانتكاس إذا كان المدمن يعاني من مشاكل في الصحة العقلية أو الامراض النفسية المصاحبة مثل الذهان والبايبولر والتي نسمميها بحالات تشخيص مزدوج.
ومن ثم فإن الشق الخاص بالمرض النفسى لابد من متابعته بشكل منتظم، لان عدم انتظام المريض في متابعه للطبيب النفسي والالتزام بالجرعات الدوائية ممكن يسبب الانتكاس.
ضعف جودة الحياة وتدنى الرعاية الذاتية مثل سوء التغذية وعدم النوم الجيد وعدم الاهتمام بالصحه أو الاسراف في السلوكيات اليومية وبالتالي تؤثر على الاداء الجسدي وتزيد من الاضطرابات النفسية الموجودة وغالبا ما تسبب الانتكاسة.
الكبرياء والثقة الزائدة ومحاوله الإثبات للاهل انه يستطيع عمل كل شىء من الممكن جدا أن تجعل المتعافي يكون على استعداد لوضع نفسه في مواقف مليئة بالمخاطر لكسب ثقه مزيفه.
الاستعجال وقلة الصبر أيضاً من ضمن أسباب فشل علاج الادمان لأنه مهم جدا في فترة التعافي من الإدمان التحلي بالصبر حتى استكمال الشفاء.
ويتصور بعض الناس ان التعافي سيتم في غضون أسابيع أو اشهر قليلة، والحقيقة انهم يجب أن يكونوا يقظين مدي الحياة تجاه سلوك المريض لان الانتكاسه الفعليه يسبقها انتكاسات سلوكية ملحوظه لابد ان يلاحظها الاهل والمحيطين.
كما ان الحساسيه تجاه المخدرات مزمنه مدى الحياه ولن يستطيع استخدام اى مخدر مهما كانت مدة بقاؤه ممتنعا عنه حتى ولو لسنوات من التعافى، حيث أن يظل المتعافي ممنوعاً من استخدام اى مخدر وممنوع التهاون مع أى محاوله استخدام ولو بسيطه.
ومن الممكن إدراج الوحدة والعزلة على أنهم من الاسباب القوية للانتكاس عند بعض المرضى، خصوصا البعد الاجتماعى عن انشطه الاسره وكذلك البعد عن زمالات التعافى.
عدم قدرة المتعالج على ادارة مشاعره وخصوصا الغضب والاستياء لأنهم خطرين على المتعافين ويعتبر هذا مؤشر انخفاض قدرتهم على قبول أنفسهم أو تقبل الحياة بشروطها وبالتالي يسبب اتخاذ قرارات غير صحيحة، ومع تكرار رفض الحياة يكون المتعافي معرض للانتكاس.
استبدال متعة بمتعة أو لذه ثانية وهذه نسميها الإدمانات الاخرى ومن أشهرها ادمان العلاقات الحميمية والعاطفية، أو ادمان الشراء أو غيرها من الإدمانات الثانية والتي يكون الغرض الاساسى منها الاشباع الفورى مثل المخدر تماماً.
ثانياً أخطاء الاهل التي تسبب فشل علاج الإدمان
من الأخطاء اللي بتقع فيها الأسر خصوصًا في المجتمعات العربية هو الخوف من وصمة العار وثقافة العيب وخصوصًا ان شخصية المدمن مرتبطة في الاذهان الشرقية بانه نقيصه اخلاقيه أو جرم وليس مرض.
راجع من هنا أخطاء الأسرة في التعامل مع الابن المدمن أو البنت المدمنة.
ولهذا السبب تتجاهل الأسرة علاج ابنها أو تلجأ إلى أساليب غير صحيحة وغير مفيدة مثل حبس الشاب او المراهق في المنزل من غير معرفة الأسباب التي أوصلته للإدمان سواء كان كحول أو مخدرات أو تدخين.
ويستخدم الأهل أسلوب العقاب والتعنيف كأسلوب لحل المشكلة ثم يفاجئوا بعدم جدوى كل ذلك لأن السلوك الادمانى قهرى وضد المنطق والعواقب، ولابد من علاجه بشكل تأهيلى سليم.
ومن الأخطاء التي يقع فيها الأهل في التعامل مع الابن المدمن:
- عدم الاهتمام بخطورة ترك أدوية المهدئات أو ادوات حقن في أماكن سهلة أن يصل المتعافي لها، لأنه لا يصح أن يرى أو يتعامل مع هذه الأشياء بعد تعافيه، خصوصا لو كان يستخدمها في فترة ادمانه.
- وجود شخص مستخدم للمخدرات أو الخمور بالأسرة ممكن ألا يكون مدمن ولكنه مستخدم فوجود شخص مثل هذا خطر جدا على المتعافي، ويجب أن يتم إبعاده عن مثل هؤلاء الأشخاص.
- الاستمرار في اعطاء الابن المتعافي الأموال من غير وعى كنوع من التعويض من بعض الأهالي، أو الاستمرار في التماس الاعذار للأخطاء السلوكية التي تكون مؤشر انتكاسه.
- أيضاً من أسوأ المشاعر التي من الممكن أن يتعرض لها المتعافي أن الاهل تتعامل معه بمنطق العُزلة والبعد عن الناس والمجتمع لمجرد أنه كان مريض مدمن، فبرامج التأهيل تساعد المريض على الحياة المتوازنة وتؤهله ان يكون له ادوار حياتيه داخل وخارج المنزل.
- وجود شخص يبرر افعال وتصرفات المدمن ظنا منه أنه يساعده ويحتويه ولكن الحقيقة هي العكس فهذا السلوك يزيد من شعور افراد الأسرة باللامبالاة تجاه التصرفات الخاطئة التي يقوم بها الابن المدمن، كما يزيد من تجاوزات المتعالج ويفسد العلاج. ومن ثم فهذا الشخص سواء الاب او الام يحتاج إعادة تأهيله في جلسات خاصه خلال فترات علاج الابن لأنه الحلقة الاضعف بالاسره التي يستغلها المريض فى تمرير رغباته وسلوكه الادمانى أثناء مراحل العلاج.
- من أشهر الأخطاء هو القبول الاجتماعي المبالغ فيه من الاهل للمريض، فالأهل عندما يكتشفون وجود مريض مدمن في الأسرة يحسون انهم أحد اسباب المرض رغم ان الحقيقة ليست كذلك لأن هناك ابناء اصحاء عاشوا في نفس المناخ الاسرى، وهذا يدفعهم لتعويض المريض بالهدايا غير المبررة اثناء العلاج والاحتفال به في الاجازات، والوعود بهدايا أخرى بعد انتهاء مرحله العلاج. وهذا يجعل نظرة المريض للتعافي على انه مساومه مشروطه بتحقيق رغبات معينه مثل السفر او الهدايا الغالية، وللأسف هذا يفسد التعافي لأنه بمجرد تحقق الشرط يفقد هدفه.
- النقطه التاليه فى اخطاء الاهل في علاج الادمان هو دورهم العلاجى فى القرارات اثناء مراحل العلاج المختلفه. فبمجرد دخول المريض لأحد برامج التعافي لابد من التزامه بحضور كافه فقرات العلاج النفسي واتمام كافه الاهداف العلاجيه والمراحل المتعدده لان هذا يساعده على التعافي بشكل صحيح ومتدرج، أما رفض المريض لفقرات العلاج وبرامج التأهيل أو اكتفاؤه بأجزاء معينه منها فهذا يوضح صعوبه حالته بالمقارنه بأقرانه داخل منظومه العلاج. لأن المريض ليس هو الذي يحدد طريقة علاجه، لكن فريقه الطبى والاطباء هم الذين يحددون اللازم لحالته. وهذا يتطلب دوراً علاجيا مساندا من الاهل، ولابد من اخذه على محمل الجد، لانه فى بعض الاوقات الاهل يعطون فرص غير منطقية للمريض بناءا على وعود لا يستطيع الوفاء بها لانها أكبر من قدراته ومهاراته الفعلية. ولا نلوم المريض على طريقه تفكيره ورغباته السريعه فى العلاج والتجربه لان هذا جزء من شخصيته الإدمانية، لكن المسؤولية تكون في تدخل الاهل الخاطئ في العلاج واتخاذ قرارات فردية تسبب تعدد الانتكاسات وتجعل علاج المريض أصعب بكثير في كل تجربة عن قبلها.
ثالثا أخطاء المجتمع التي تؤدي الي فشل علاج الإدمان
المعلومات المغلوطة حول طبيعة مرض الادمان
الادمان مرض له اسباب متعددة اما تكون نفسية وفيها يحاول الشخص الذي يلجأ للمخدرات أن يجد حل عن طريق استخدام المخدرات حتى تغير له حالته النفسية او يكون لاسباب عضوية ووراثية والتي فيها هرمونات الدماغ تكون غير منظمة وبعض انواع المخدرات تؤثر على طريقة عملها، وهذا معناه أن الشخص حتى لو لن يكون مدمن مخدرات فإنه سيكون مدمن لأي شيء آخر وينتهى لنفس النتيجة.
نظرة المجتمع العربي لمريض الإدمان
المجتمعات العربية الشرقية ذات طبيعة محافظة تُعلي من قدر قيم المجتمع الأخلاقية والتعاليم الدينية وبطبيعة الحال ترفض كل ما يتعارض معهم رفضاً قاطعاً.
وهذا يجعل نظرة المجتمع العربي لمريض الإدمان مُحملة بقدر كبير من اللوم والاتهام، ونستطيع القول أن المجتمع العربي يصور مرضى الإدمان بانهم وحوش منحلين اخلاقيا وسلوكيا و يهددون أمن وسلامة الآخرين ومستعدين لفعل أي شيء مقابل الحصول على جرعة المادة المخدرة.
ولعل بعض الأعمال الدرامية كان لها دور كبير في ترسيخ الصورة النمطية السلبيه عن مريض الإدمان بسبب تناولها السطحي ومناقشتها غير الموضوعية لهذه الظاهرة وطرق علاجها.
هذا غير ان المجتمع ممكن يعطي بعض الفرص للمتعافين الرجال علي العكس تماما بالنسبة للمدمنة البنت التي يوصمها بالعار حتى بعد التعافي، فى انحياز ذكوري واضح لتقييم المتعافين من المرضى.
هذا غير ان المجتمع غير متفهم لطرق التعافي من المرض ويظل مفهوم الإرادة والعزيمة والبعد الدينى هو المرجعية الاكثر تداولا في اي نقاش مجتمعي عن الإدمان بين الناس وللاسف هذا يسبب كثير من المحاولات الفاشلة للعلاج التي تؤذى المريض اكثر وتحبط الاهل.
تأثير نظرة المجتمع على المدمن المتعافى
نستطيع القول أن نظرة المجتمع العربي لمريض الإدمان هي أحد العوامل الرئيسية المسببة لحالات انتكاس مرضى الإدمان بعد التعافي وخاصه الفتيات.
وهذا لأن النظرة هذه غالباً ما تحمل كثير من اللوم والاتهام وأحياناً تحمل شيء من الشفقة وتصدير احساس بالاختلاف.
وفي جميع الحالات تسبب مشاعر متضاربة لمريض الإدمان رغم تعافيه، وتعمق احساسه بالرفض والغربة وبأنه منبوذ من المجتمع.
ويولد عنده إحساس بالدونية وتنشط الصوره الذاتيه السلبيه وتضعف ثقته بتعافيه وممكن أن يتطور الأمر إلى حد الدخول في نوبة من الاكتئاب الحاد، وبالتالي الانتكاس وعودته مرة ثانية للإدمان بعد التعافي.
وحاليا برامج التأهيل تجتهد لتجهيز المريض للتعامل مع صعوبات الرفض سواء من العمل او الزواج نتيجة ماضيه. وعليه تقبل هذا حتى تبدأ النجاحات فى حياته فى فرض واقعها عليه كمتعافي، وأيضاً نحاول تغيير ثقافه المجتمع تدريجيا.
رابعاً أخطاء بعض المراكز العلاجية التي تسبب فشل علاج الإدمان
- من الاخطاء الشهيرة في علاج الادمان استخدام ادوية مخدرة بديله فى اعراض الانسحاب واشهرهم السابوتكس أو الميثادون. وهذه الأدوية هي أيضاً مخدرة وتحتاج لفتره انسحاب منها بعد استخدامها وللأسف هناك مدمنين كتير أدمنوا عليها. وحتى تاريخ كتابة هذه المقالة فإن استعمال هذه الأدوية غير مصرح به قانونياً في مصر وأغلب الدول العربية ويعتبر استخدامها مخالف للقانون.
- الاعتماد على سحب المواد المخدرة من جسم المريض كوسيلة للعلاج وعدم تأهيله نفسيا وسلوكيا فى مجتمع علاجى وهذا يسبب انتكاسة بعد الخروج من فتره الانسحاب مباشرةً، لان الاعتمادية الإدمانية اساسها نفسي وعقلي وهذا يحتاج تأهيل جمعى لمده طويله.
- عدم التشخيص الدقيق والذي يشمل دراسة تشخيصية لحاله المريض بداية من الشيت العلاجي بتفاصيل تاريخه المرضى الخاص به وأسرته، مع استبيان الاضطرابات النفسية المصاحبة أو المسببة للإدمان، واختبارات نفسيه متكاملة، وتجهيز خطط علاجية مرحلية وتغييرها من فتره للثانية حسب استجابات المتعالج ووعيه، لكن الاكتفاء بالبرامج العامه التي تقدمها المراكز وبعض مستشفيات علاج الادمان للجميع لا تساعد كل المرضى فى الاستشفاء من مشاكلهم الشخصية.
- من الاخطاء الشهيرة في علاج الادمان اعتماد بعض المراكز بشكل كامل على المتعافين دون الاطباء والاخصائيين أو تهميش ادوارهم أو العكس أن تهمل بعض المستشفيات دور المتعافين او منظومه التأهيل الجمعي، بل يجب التوازن بين الفرق العلاجية. لكن طبعا قائد أي مجموعة علاجية يجب أن يكون طبيب استشارى استاذ ورئيس قسم وصاحب خبرات كبيرة. لأن الإدمان مرض نفسي مصنف عالمياً يصيب الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمريض.
- عدم وجود علاج نفسي أسري قوى يعالج الصراعات والمشاكل والامراض النفسية بين أفراد العائلة ويعيد للأسرة التماسك الوجداني والعاطفي ويساعدهم على علاج مشاكلهم ويدربهم على اكتساب الوعي والمهارات، لمساعدة المريض واسرته على اعادة الحدود الصحية بينهم وتحديد شكل الالتزامات والواجبات مره تانية من جديد.
- انهيار التحالف العلاجي بين المريض واسرته والفريق العلاجي، وهذا بسبب اختلاف وجهات النظر وترتيب الاولويات، وبالتالي يعقد عملية التعافي ويكون السبب في فشلها.
- قدره المركز أو المستشفى على تقديم الخدمات واهمها:
- المكان الجيد مثل خدمات الإقامة والأنشطة المتنوعة.
- العلاج المناسب تحت اشراف اطباء وفرق علاجية محترفه.
- التأهيل القوى مثل البرامج العلاجية الشاملة للتغيير السلوكي.
مفهوم المستشفيات النفسية حاليا أصبح شامل، فالمكان الجيد أصبح من العوامل المؤثرة في علاج الادمان ومن ثم لابد من توافر كل عوامل المجتمع العلاجى الشامل، حتى يكون المجتمع العلاجي المصغر صورة منضبطة من المجتمع الخارجي.
وبالتالي لابد من توافر العديد من الانشطة، فتطوير سلوكيات المرضى بالإضافة لأنظمة العلاج الثابتة تحتاج لأنشطه رياضيه وثقافيه وفنيه وعمليه وملاعب وحدائق ونادى رياضي وهذه الأمور ممكن ألا تكون متوفرة في كافة المستشفيات أو المراكز، وهذا ينتقص من الخدمات المقدمه للمريض ويقلل من استجاباته واندماجه بالمجتمع العلاجي.
كيف نحافظ على التعافي؟
اهم جزء لمنع الانتكاس هو حضور البرنامج العلاجي بالكامل وعدم تركه في وقت مبكر لأن العلاج ليس فقط جسدي ولكن يشمل العلاج النفسي.
الالتزام بخطة الدعم التي تتبعها بعد التخرج من البرنامج، والالتزام بالبرنامج المحدد وهذا من أفضل الطرق لمنع الانتكاس.
حضور اجتماعات أو مجموعات دعم التعافي للزمالات المختلفه لان الاجتماعات تساعدك في الوصول للأشخاص الذين يفهمون معاناتك وشد اذرك لمنع الانتكاس.
اكتشف هوايات جديدة أو معاودة ممارسة هوايات قديمة انقطعت عنها بسبب الادمان.
اجعل جسمك يتحرك ويندمج بالحياه سواء كان الأمر يتعلق بالمشي أو الركض أو اليوجا أو ركوب الدراجات أو السباحة أو أي شيء آخر.
استخدم دفتر يومياتك كطريقة لتتبع حالتك المزاجية وافكارك واستخدم طرق التأمل الواعى فى تحديد اهدافك ، ووضع خطة لمتابعتها بانتظام.
قبول الحياة بشروطها بدون احكام لان دورك كمتعافى هو تغيير نفسك وليس الاخرين.
وتذكروا قاعدة المساعدة التي تقول (ايد بتتمد تطلب مساعده وايد بتتمد عشان تساعد حد تانى، فمش هيكون عندك يد تانية تتعاطى بيها ابدا).
تم التحديث في 2 سبتمبر، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان