هناك الكثير من الطرق لعلاج الإدمان على المواد المخدرة المختلفة، والتي لا يخضع المدمن إليها إلا بعد فترة طويلة من التعاطي عادة.
ولكن كلما أدرك الفرد الحالة التي وصل إليها كان من السهل علاجه، ويقع الدور الأكبر على العائلة والأصدقاء في ملاحظة وضع المدمن الصحي والتغيرات النفسية والمزاجية التي تطرأ عليه، لتوجيهه بشكل إيجابي للعلاج.
وقد تطور العلم والطب بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة فأصبح هناك عدد كبير من أدوية علاج الإدمان التى يمكنها أن تساعد المدمن على التعافي بصورة سريعة وسليمة، وتمنع حدوث أى انتكاسات أخرى.
الطبيب هو من يحدد
يجب أن يلجأ المدمن إلى طبيب يقوم بتوجيهه لتلقي العلاج المناسب للمرحلة التي وصل إليها، وقد يوجه إليه بعض النصائح في المراحل الأولى تمكنه من تقليل معدل تناوله للمادة المخدرة.
أو يرشده للجهات الوطنية ومجموعات الدعم التي يمكنها مساعدته على التعافي، ثم يبدأ بعد ذلك وصف أدوية علاج الإدمان التى تساعد على علاج أعراض الانسحاب المؤلمة.
وتقوم تلك الأدوية بتخفيف الألم الناتج عن التوقف عن التعاطي، بالإضافة إلى سحب السموم من الجسم، وعلاج الضرر الذي يقع على الأعضاء الداخلية للإنسان نتيجة تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة.
أدوية علاج الادمان
صممت الكثير من طرق المعالجة لتتناسب مع الأشخاص المدمنين بكافة أنواعهم، ما بين المخدرات وحتى الإدمان النفسي الذي يتمثل في ادمان الموبايل أو الألعاب الإلكترونية أو حتى إدمان الطعام أو الجنس.
وهناك العديد من ادوية علاج الادمان التي ثبت فعاليتها في تخليص الجسم من السموم، وتستخدم غالبا المعالجة بالكلام مع ادوية علاج الادمان للوصول إلى الفعالية القصوى للعلاج، والمعالجات السلوكية المعرفية والتي تعتبر من الطرق ذات الكفاءة العالية في حل المشكلات الإدمانية.
أدوية علاج الادمان من الأفيون
الأفيون هو المادة الخام الأولية المستخرجة من نبتة الخشخاش، وقد بدأ استخدام هذه المادة منذ آلاف السنين.
ويعتبر مخدر المورفين هو المادة المكررة أكثر من الأفيون، وقد استخدمت في القرن التاسع عشر على نطاق واسع أثناء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تسبب تعاطي هذا المخدر فى الإدمان وانتشاره، وتأثيراته السلبية، لذلك يجب استخدام ادوية علاج الادمان من الأفيون فحسب.
وهناك مجموعة من الأدوية المشهورة في علاج إدمان الأفيون هي بيوترانس ” Butrans”وسوبوتكس ” Subutex” وريفيا ” Revia” والبوبرينورفين.
تنتمي هذه الأدوية إلى مجموعة الأدوية المسكنة المستخدمة في علاج الإدمان وآلام المواد المخدرة (Narcotics) والأفيونيات (Opiates). ويقلل من من ظهور الآثار الجانبية للإدمان.
واستعملت في البداية كمسكن للأوجاع الحادة بجرعات صغيرة، عن طريق حقن وأقراص تذوب تحت اللسان.
تمت ابتداءً من عام ٢٠٠٢ الموافقة عليه، كأحد ادوية علاج الادمان خاصة للأشخاص الذين أدمنوا على الأفيونيات.
ويؤخذ هذا الدواء عن طريق أقراص تذوب تحت اللسان بجرعات كبيرة، شمل هذا الاستعمال أدوية سوبوتكس (Subutex) وسوبوكسون (Suboxone).
سوبوتكس يحتوي فقط على بوبرينورفين وهو مخصص لأولئك الذين هم في بداية العلاج.
وسوبوكسون يحتوي على بوبرينورفين بالإضافة إلى نالوكسون (Naloxone)، وهي مادة تعمل على تثبيط عمل الأفيونات، ويستعمل كعلاج مداومة لحالات الإدمان على الأفيونات.
بالإضافة إلى ذلك، ففي السنوات الأخيرة تتوفر في الأسواق أيضًا تشكيلة من الملصقات (BuTrans patches) والمخصصة لعلاج الآلام المزمنة الناتجة في الغالب عن أمراض سرطانية خبيثة أو للاستعمال بعد العمليات الجراحية.
وبالطبع يجب أن يكون تعاطي أو أخذ أي جرعات من هذه الأدوية تحت إشراف طبي من قِبل مستشفى علاج ادمان متخصص.
وذلك لأنه قد يتم الإدمان على أياً من هذه الأدوية عند تعاطيها بدون إشراف علاجي، ويمكن من هنا معرفة المزيد عن علاج ادمان البوبرينورفين.
مجموعات الدعم
وفضلا عن أدوية علاج الإدمان التى تعتبر أهم مرحلة في التعافي من الإدمان، يحتاج المتعافي إلى الدعم النفسي.
وهو ما تقدمه مجموعات الدعم النفسي، حيث تساعد هذه المجموعات الكثير من الناس للتعافي من إدمانهم.
بالإضافةً إلى وحدات الرعاية الصحية الخاصة بالإدمان المعدة لمقابلة المدمنين حتى إن لم يكونوا قد قرروا بعد للإقلاع.
وتشجعهم هذه الوحدات على الحديث حول إدمانهم وتحاول تشجيعهم للإقلاع عنه، من خلال توعيتهم بأضرارها، وسماعهم قصص المتعافين، التي تجعلهم يتخذون قرار العلاج.
لذلك تعتبر الخدمة المخصصة للإدمان على الكحول وخدمات إدمان المخدرات المحلية إحدى الوسائل المهمة للإقلاع عن الإدمان.
وتعد مجموعات المساعدة الذاتية شديدة الأهمية لأنها تجعل للفرد شبكة علاقاتٍ تكون عون له في قراره بالإقلاع حينما يغيب دور العائلة والأصدقاء.
وتقدم الدعم اللازم في فترة إعادة التأهيل، حيث تساعد مراكز إعادة التأهيل الكثيرين في تجاوز مراحل انسحاب المخدر الأولى.
والبدء في تغيير نمط حياته مما يمكنه من الاستمرار في خطته للتعافي من الإدمان، بخطوات ثابتة.
وقد يحتاج المتعافي إلى انواع مختلفة من أدوية علاج الادمان التى تساعد المتعاطي على عدم حدوث الانتكاسة أو ظهور علامات الانتكاسة خلال أي وقت قريب.
أدوية علاج الادمان والعلاج بالكلام
بالإضافة إلى إعطاء المدمن ادوية علاج الادمان، هناك طرق أخرى مساعدة يمكن عن طريقها مساعدة الشخص المتعافي، ومنها العلاج بالكلام.
يبدأ العلاج غالبا بإقناع المدمن بأن يفكر جدياً بالطريقة التي يمكن أن يصبح بها أفضل دون أن يتم الحكم عليه بأنه ضعيف لا يملك القدرة على التعافي.
فلابد أن يؤمن بأنه يستطيع الإقلاع ليجعل حياته أفضل، وأن بإمكانه حل المشكلات التي تجعله يتناول المخدر للهرب من الشعور بالعجز وعدم القدرة على مواجهتها ومن ثم تتم مراحل علاج المخدرات على أكمل وجه.
ويناقش المختصون المدمن في كيف يرى مستقبله، والعوائق التي من الممكن أن يواجهها خلال مرحلة التعافي، التي يتغير فيها، وما الذي سيعتمد عليه للتغلب على هذه العوائق.
وذلك ليتمكنوا من تحديد المراحل التي يظنها المدمن صعبة، ووضع خطط للتعامل معها في الحالات المختلفة، حتى يتعافى بنجاح، دون أن ينتكس مرة أخرى ويعود إلى تناول المخدرات مرة أخرى.
بالإضافة إلى وضع الخطة الدوائية واختيار ادوية علاج الادمان المناسبة للمرحلة التي يمر بها المتعافي من الإدمان.
ومن خلال التحدث مع المتعافي يتم تشخيص حالته وتحديد العلاج المناسب فيما بعد خروجه من المصحة والتعامل مع الأشخاص العاديين في مجال محيطة الطبيعي.
ويبدأ المتخصصون في تحديد الهدف الذي يجب أن يتمسك به المدمن، ليعدوا له جميع الموارد الممكنة بالتعاون مع عائلته وأصدقائه.
والأشخاص الذين يهتمون فعلاً لأمره يشجعونه على تقليل الكمية التي يتناولها، وشغل وقت فراغه لصرفه عن التفكير في الجرعة التي يريد تعاطيها.
وكل هذه الخطوات ستساعد في تغيير نمط حياته، والذي يعتبر خطوةً كبيرةً جداً، لأن المدمن بمجرد أن يتعاطى المواد المخدرة فإن حياته كلها تدور حول تعاطي المخدر، والحصول عليه.
ولا يعتبر الإقلاع عن الإدمان أصعب مرحلةٍ في التعافي وإنما الاستمرار في الإقلاع هو الأصعب.
في النهاية لا ينكر أحد خطورة الإدمان ولا أضراره التى تفوق لحظات السعادة الوهمية التى يعطيها المخدر.
ومن حسن الحظ أن هناك علماء وباحثون خصصوا أجزاء كبيرة من أوقاتهم لوضع خطط علاجية للتخلص من تلك المشكلة تشمل ادوية علاج الادمان والعلاج السلوكي ومجموعات الدعم التى يمكنها أن تخلص المدمن من تلك المشكلة، وتضعه على الطريق الصحيح مرة أخرى.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان