تعني الانتكاسة ببساطة العودة إلى إدمان المخدرات بعد التوقف والعلاج من المظاهر والسلوكيات الإدمانية، وهذه الانتكاسة لها عواملها وأسبابها، وظروفها.
كما أن لها علاماتها الخاصة والتي يمكن أن نتعرف عليها بسهولة، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال الذي يتناول 10 علامات للانتكاسة متنوعة ما بين علامات تتعلق بالعلاج والعوامل الاجتماعية والنفسية وغيرها من العلامات.
العلامة الأولى: تغيّر سلوك المدمن المتعافي
بعد فترة العلاج يعيش المدمن المتعافي الذي يبدأ في مرحلة جديدة بعيداً عن السلوكيات الخاصة بالإدمان، لكن مع ضغوط الحياة والمشكلات الحياتية التي يتعرض لها المدمن قد ينتكس المدمن ولكنه لا ينتكس جملة واحدة ولكن هناك بعض العلامات التي تنذر بالخطر ومؤشر خطير على رجوع المدمن مرة أخرى إلى إدمان المخدرات.
ويعتبر سلوك المدمن المتعافي و المتماثل للشفاء هو المؤشر الأول لعلامات الانتكاسة، وذلك لأن جزء من العلاج النفسي الذي يخضع له المدمن من قبل التماثل للتعافي هو العلاج السلوكي والمهاري والنفسي.
فإذا كان هناك خللاً كبيراً في هذه السلوكيات فإن هذا يعني أن هناك علامة من ضمن العلامات الخطيرة قد ظهرت.
ومن السلوكيات المتغيرة للمدمن في هذه المرحلة زيادة الجدل بشأن جدوى اكتمال العلاج، كما أنه يبتعد رويداً رويداً عن استكمال علاج الادمان والذهاب للأطباء من أجل العلاج النفسي والسلوكي.
كذلك يبدأ المدمن المتعافي بتدخين السجائر في محاولة لتذكر ذكريات الإدمان السابقة كما يبدأ في الرغبة الشديدة لإدمان المخدرات.
كما تصاحب تلك السلوكيات بعض التغيّرات الفسيولوجية و النفسية مثل تناول كميات كبيرة من الطعام على غير المعتاد.
أو زيادة مشاعر الاكتئاب أو المرح والشعور ببعض المشاعر السلبية المفاجئة والحزن الشديد بدون سبب وغيرها من التغيّرات النفسية.
هذه السلوكيات والمشاعر تعني انه يشهد صراعاً داخلياً يمثل علامة من علامات الانتكاسة والعودة لإدمان المخدرات مرة أخرى.
العلامة الثانية: الوحدة والانعزال عن الجميع
يحاول الأطباء النفسيين في إطار برنامج علاج المخدرات في علاج المدمن الخاضع للعلاج مهارياً وسلوكياً ومن ضمن أساليب العلاج محاولة تدريب المدمن المتعافي على عدم الانعزال عن الناس والانخراط في المجتمع المحيط.
والقيام بالأنشطة الاجتماعية المختلفة، لذلك فإن الرجوع للعزلة والبعد عن المجتمع المحيط والوحدة هي علامة من علامات الانتكاسة والعودة مرة اخرى إلى عالم الإدمان.
العلامة الثالثة من علامات الانتكاسة: الذكريات المؤلمة
هذه الذكريات المؤلمة التي يعاني منها المدمن يعني أنه لم يشفى تماماً وأنه قد يرجع إلى إدمان المخدرات في أي وقت.
فهذه علامة أخرى من علامات الانتكاسة، فالذكريات مثل السجن الذي يحبس المدمن فيه.
وقد يكون الندم الشديد وعدم نسيان ذكريات الإدمان والسلوكيات والأماكن المرتبطة بهذه الرحلة المؤلمة سبباً في اليأس من النفس واليأس من التغيير.
وبالتالي قد تكون مفتاحاً ومدخلاً للإدمان والانتكاسة مرة أخرى.
العلامة الرابعة من علامات الانتكاسة: عدم الذهاب إلى جلسات العلاج
جلسات العلاج النفسي سواء كانت الجلسات الفردية التي تقتصر على المدمن وطبيبه النفسي أو الجلسات الجماعية مثل جلسات المدمنين المجهولين تعتبر من الجلسات العلاجية الهامة في المراحل النهائية قبل التعافي.
إلا أنها مرحلة ممتدة تساعد على الشفاء، لذلك فإن الامتناع عن جلسات العلاج النفسي خاصة الجلسات الجماعية علامة من علامات الانتكاسة الشائعة.
العلامة الخامسة: آلام ومشاكل جسمانية
على الرغم من أنك قد تندهش أن الآلام الجسمانية قد تكون من علامات الانتكاسة، إلا أن هذا صحيح في معظم الحالات وربما الأمر متعلق و مرتبط بالحالة النفسية.
لكن هذا التفسير غير دقيق، فإن الأمر أيضا يتعلق بالحالة الفسيولوجية لمريض الإدمان السابق خاصة أولئك الذين يمتنعون عن ممارسة العلاج فترة من الزمن حتى تمام التعافي والشفاء من المخدرات.
لذلك يكون هؤلاء هم الاكثر عرضة للانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات لأنها تمثل الشفاء لهم من وجهة نظرهم.
العلامة السادسة: مشاكل في العلاقة مع الآخرين
يعاني المدمن المتعافي و الذي يبدو أنه في طريقه للانتكاسة والعودة إلى الإدمان مرة أخرى من وجود مشاكل بينه وبين الآخرين.
وهذه مشاعر نفسية سلبية يعاني منها المدمن المتعافي وهذه المشاعر ربما تكون تبريراً خفياً للعودة مرة أخرى إلى المخدرات وإدمانها.
ومن هذه المشكلات:
- صعوبة الثقة في الآخرين والتشاجر معهم بسبب مشاكل تبدو تافهة.
- المعاناة من بعض المشكلات الجنسية مثل الخوف من ممارسة العلاقة الجنسية أو عدم القدرة على السلوك الجنسي الصحيح وبالتالي الخوف من السيطرة على بعض السلوكيات.
- صعوبة تكوين علاقات جديدة أو سليمة مع اصدقاء جدد، وربما هذا بسبب سيطرة العزلة على المدمن المتعافي الذي يفكر في الانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات.
لذلك فإن هذه السلوكيات مجتمعة تعد علامة هامة من علامات الانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى المخدرات إذا استمرت فترة من الزمن.
العلامة السابعة: الإلحاح النفسي والرغبة والشوق إلى تعاطي المخدرات
تعتبر هذه من علامات الانتكاسة التي تعني قرب انهيار المدمن المتعافي وقرب تعاطيه للمخدرات، وهي بعض المشاعر النفسية التي تتمثل في الإلحاح النفسي الشديد بضرورة الرجوع لتعاطي المخدرات والهروب من المشكلات والضغوط الحياتية والنفسية والتي من بينها الإلحاح نفسه.
يختلط الإلحاح بالرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات والرجوع مرة أخرى إلى تلك الدائرة، حتى يصل المدمن المتعافي في تلك الحالة إلى مرحلة الانهيار خاصة إذا لم يطلب المساعدة من الغير.
العلامة الثامنة من علامات الانتكاسة: صعوبة حل المشكلات الحياتية
من علامات الانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات هي صعوبة حل المشكلات والضغوط الحياتية وعدم وجود طريقة للحل.
مما يجعل المدمن المتعافي يبدأ يفكر جدياً في الهروب من هذا العالم الصعب إلى عالم المخدرات الواسع الأفق والبعيد عن الصعوبات التي يواجهها الفرد.
وجديراً بالذكر فإن الصعوبة في حل المشكلات الحياتية يعني فشلاً في مراحل العلاج النفسي لأن من ضمن مهام هذا العلاج والبرامج العلاجية المختلفة هو محاولة تدريب الفرد المتعافي على حل المشكلات الحياتية وفق المهارات والسلوكيات الجديدة التي يغرسها العلاج النفسي في نفسه، ويدربه عليها.
وذلك لأن المشكلات والضغوط الحياتية تعتبر سبباً من أسباب الإدمان والانتكاسة معاً.
العلامة التاسعة: الفراغ علامة من علامات الانتكاسة
يعد الفراغ علامة من علامات الانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات، حيث يصبح المدمن فارغاً ويحاول أن يستغل وقت الفراغ هذا في أمور قد تبدو مقدمات للإدمان مرة أخرى، والتفكير والرغبة في التعاطي.
العلامة العاشرة والأخيرة: البحث عن الأصدقاء القدامى مرة أخرى
علامة هامة من علامات الانتكاسة هو الرجوع مرة اخرى إلى الأصدقاء القدامى الذي كان المدمن يتعاطى المخدرات معهم.
بل ويقوم بالاتصال بهم من اجل بداية التعاطي والتردد على أماكن الإدمان مرة أخرى، وبالتالي الوقوع في فخ الانتكاسة.
وفي نهاية هذا المقال؛ فإن هذه العلامات تعتبر مقدمات لبداية الانهيار النفسي للمدمنين المتعافين، ولكنها لا تحدث لجميع المتعافين ولكن لنسبة منهم، خاصة اولئك الذين لم يكملوا العلاج أو أهملوا الركن النفسي وحل المشكلات المرتبطة بحياة الإدمان السابقة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل إذا حدثت الانتكاسة فإنها النهاية؟
بالطبع لا، ولكن يجب القيام والعودة والمحاولة مرة أخرى ويمكنك من هنا الاطلاع على خطوات علاج الادمان بعد الانتكاسة لمعرفة ما يجب عليك فعله.
شاهد هذا الفيديو الذي يتحدث عن قطار الانتكاسة أو المراحل التي يمكن أن تحدث للمدمن المتعافي إلى أن يسقط في فخ الانتكاسة.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان