دواء الليرولين هو عقار طبي ومسكن قوي يسبب الإفراط فى تعاطيه الادمان، الأمر الذي قد يصبح مشكلة تحتاج لتدخل طبي فوري، ويعتبر علاج ادمان الليرولين فى مكان متخصص أولي خطوات التخلص من تلك المشكلة.
وقد انتشرت خلال السنوات الأخيرة في المجتمع العربي أنواع جديدة من المخدرات، فلم يعد سوق المخدرات متوقف علي الهيروين والكوكايين بسبب ارتفاع أسعارهم.
فضلا عن التضييق الأمني والحملات الأمنية والتخوف من آثارهم الجانبية المميته، فبدأ البعض في اللجوء إلى العقاقير الطبية، ومنها الترامادول.
والذي دخل الآن ضمن المخدرات، وصدرت تعليمات أمنية مشددة بعدم بيعه بدون وصفة طبية، مما جعل البعض يلجأ إلى الأدوية البديلة، ومنها الليرولين، والذي يسبب الإدمان، ويحتاج علاج ادمان الليرولين إلى الرعاية الطبية المتخصصة.
ما هو الليرولين
قبل التحدث عن علاج ادمان الليرولين لابد أن نعرف أولا ما هية هذا العقار، ويمكن القول أن الليرولين هو دواء طبي مسكن، وهو أحد بدائل ليريكا والترامادول.
وهو مسكن قوي للجهاز العصبي ويتم وصفة طبيا للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرضي السكري، ومرضي السرطان فى المراحل الأولي، ومرضي التلف الحبل الشوكي، كما أنه يعالج الآلام الناتجة عن نوبات الصرع.
وتعمل آلية عقار الليرولين الذي يشبه الناقلات العصبية “جابا” التي تعمل على موازنة الاشارات الكهربائية فى الجهاز العصبي مما يؤدى إلى تقليل ومنع حركة الخلايا العصبية.
لماذا زاد ادمان عقار الليرولين
كما ذكرنا سابقًا فإن دواء الليرولين هو بديل للترامادول، بالإضافة إلى سهولة الحصول عليه، كما أن سمعة هذا العقار والمتعلقة بزيادة القدرة الجنسية للرجل.
فآلية عمل هذا العقار هي تقليل الشعور بالأطراف التناسلية، مما يزيد من المدة الزمنية للعلاقة الحميمة، مما يزيد من تعلق الرجال بهذا العقار.
لكن مع إدمان هذا الدواء يصبح مفعوله أقل وبالتالي يلجأ الشخص إلى زيادة الجرعة، فيقع فى دوامة الإدمان التي تسبب مشاكل كثيرة منها الضعف الجنسي وفي بعض الأحيان العجز الجنسي التام مثله مثل حال الترامادول مع الجنس والعلاقة العكسية بينهما.
أعراض ادمان عقار الليرولين
تناول عقار الليرولين له بعض الآثار الجانبية التي تبدأ علي شكل اضطراب الرؤية، وضعف التركيز، الاحساس الدائم والمزمن بالدوار والشعور بثقل في الرأس، وعدم الشعور بالأطراف، ومنها الأعضاء الجنسية،
وتلك الأعراض طبيعية ويمكن السيطرة عليها من خلال تعديل الجرعات كل فترة أو حتى تغير الدواء لتقليل الآثار الجانية.
لكن مع زيادة تعاطي هذا العقار فإن هذا الدواء يتحول لإدمان وتزداد الآثار السلبية، وتبدأ آثارها السيئة فى الظهور بقوة، حتى يصل إلى مرحلة عدم القدرة على اكمال العلاقة الجنسية بدون هذا الدواء، فيبدأ في تعاطيها بكميات كبيرة
ومن الأثار السلبية والى تدل عل إدمان عقار الليرولين هو عدم القدرة علي الاستغناء عن تناول الجرعات فى الميعاد المعتاد.
وعدم تعاطي العقار ينتج عنها الشعور بالصداع والشعور الدائم بالدوار والدوخة المريعة، بالإضافة جفاف الفم الذي ينتج عنه روائح كريهة.
والاستسقاء في الأطراف وتورمها بسبب احتباس السوائل بالجسم، فضلا عن الشعور بصعوبة وضيق في التنفس، بسبب تأثر الجهاز التنفسي العلوي بهذا العقار، وضعف وانعدام التركيز وعدم وضوح الرؤية بشكل تام.
كما أن من الآثار السلبية لعقار الليرولين النفسية هي الإحساس بالعزلة والشعور بالوحدة، فضلا عن أنه يسبب السمنة وزيادة ملحوظة في الوزن.
وقد يؤدى تعاطيه إلى هلاوس سمعية وبصرية، وقد يؤدى إلى زيادة السموم بالجسم، مما يؤدى إلى تكون حصوات الكلى المؤلمة التي تؤدى إلى نوبات شديدة من الآم والتشنجات.
فضلا عن أنه يسبب انتشار الأورام الخبيثة في الجسد، وخاصة الساقيين والكفين والوجه، فضلا عن المشاكل المرضية الأخرى مثل التبول اللاإرادي والإصابة بسلس البول.
بالإضافة إلى الشعور الدائم والإحساس بالنعاس والإجهاد الدائم والتعب الشديد، بالإضافة إلى الضعف الجنسي وانخفاض الرغبة الجنسية حتى تنعدم تماماً.
ويسبب ادمان هذا العقار خلل في وظائف الكبد وحدوث تليف في الكبد، وهبوط الصفائح الدموية إلى أقل معدل وهي المسؤولة عن المناعة في الجسم، مما يؤدى لزيادة الأمراض والضعف العام بالجسم.
الآثار النفسية السلبية لحبوب الليرولين
يسبب عقار الليرولين الادمان، مما يؤدى إلى العديد من الآثار السلبية لهذا الدواء، والتى تتخطي بكثير آثارها الجيدة، ومن أبرز تلك الآثار الإصابة بحالات الاكتئاب الشديد بسبب الإدمان وعدم الرغبة فى التحدث مع الآخرين.
كما أن من آثار هذا الدواء العزلة والوحدة، كما إن المتعاطي يعاني دائما من حالات الهذيان والهلاوس السمعية والبصرية التي قد تطول أو تقصر بحسب الجرعة التي يتعاطاها المدمن.
كما إن المدمنين على عقار الليرولين يعانون دائما من التشنجات والإصابة بنوبات من الصرع الشديدة والتي من شأنها أن تدفع مدمن ليرولين للتفكير في الانتحار، أو التفكير في إيذاء نفسه بطريقة مميتة.
حيث يؤثر العقار على مناطق الاحساس بالمخ، مما يجعل المدمن منعدم الشعور بالخوف من الموت أو الخوف من استخدام الأدوات المميتة.
وللأسف فإن عدم خوفه هذا خطير جداً وقد يصل به للتنفيذ الفعلي، أو حتى إيذاء الآخرين بدون أي ذرة ندم، ربما يشعر بخطوة ما فعل بعد انتهاء مفعول العقار.
كما أن إدمان دواء ليرولين يسبب بعض الاضطرابات النفسية الشديدة والتى يحتاج تشخيصها وعلاجها إلى كثير من الوقت والمال والمتخصصين.
وذلك لعلاج تلك الأعراض النفسية التي قد تشمل نوبات القلق المرضية المتكررة والتوتر وغيرها من العوارض التي تسببها إدمان هذا العقار.
علاج ادمان الليرولين
إن علاج ادمان الليرولين ليس بالأمر الهين، ولكنه أيضا ليس مستحيلا، لكنه يتطلب الإرادة والعزيمة واعتراف المدمن بتلك المشكلة ورغبته فى التعافي تماما من تلك المشكلة.
ولابد أن يكون الاقلاع عن تلك المشكلة تحت إشراف طبي ونفسي متكامل خلال جميع مراحل علاج ادمان الليرولين.
وذلك للسيطرة على المشاكل التي قد يعاني منها المدمن ومنها الآلام المصاحبة لأعراض الانسحاب والعزلة والاكتئاب وحتى المشاعر السلبية التي قد تصل إلى محاولة الانتحار، خاصة بعد تخوفه من وصمة بالعار بسبب الادمان.
وتواجده داخل مصحة نفسية يتيح مراقبته طوال الوقت، والتدخل الطبي أي كان نوعه في أي وقت، مما يضمن التعافي السريع من الادمان وضمان عدم حدوث أي انتكاسة مرة أخرى.
مراحل علاج إدمان ليرولين
يمر علاج إدمان ليرولين بعدة مراحل تتحدد حسب شدة التعاطي ومدته، ورغبة المتعافي وحالته الجسدية والعمرية وغيرها من العوامل التي يحددها الطبيب المناسب، وفي كل الأحوال هناك عدة مراحل حتى يتم علاج ادمان الليرولين ومنها:
المرحلة الأولى علاج أعراض الانسحاب الناتجة عن ادمان عقار الليرولين
فى تلك المرحلة، يتم التركيز فقط على تخليص الجسم من السموم والسيطرة على الأعراض الانسحابية التي تشتمل على:
- آلام شديدة في الجسم
- فقدان الشهية
- التعب المزمن
- الاضطراب العصبي وعدم القدرة على الوقوف
- التبول اللااردي والصداع الشديد
وتستمر تلك المرحلة ما بين 3 -7 أيام حسب مدة التعاطي وشدته.
المرحلة الثانية وهي التأهيل النفسي
وفي تلك المرحلة يتم اختبار برنامج علاج ادمان يختلف من مدمن لآخر ويجب أن يتضمن العلاج المعرفي السلوكي الفردي والجمعي.
المرحلة الأخيرة الدعم المجتمعي
حيث يحتاج المدمن إلى مجموعات الدعم التي تساعد المدمن على الخروج والاندماج في المجتمع.
تم التحديث في 2 أغسطس، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان