ادمان السيلفي به الكثير من الأضرار، فقد يدفع الكثيرون الثمن حياتهم من أجل التقاط صورة سيلفي، ومن ثم قد يكون التقاط صورة سيلفي أحد مسببات الوفاة بسبب التهور والاندفاع وراء هذه الأمور.
من المؤكد أنك شاهدت يوماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الصور السيلفي المجنونة التي يلتقطها مهووسي السيلفي.
وقد يدفع الكثيرون ثمناً من حياتهم من أجل التقاط صورة سيلفي، حيث وصل بهم الأمر إلى أخذ صور من أعلى مناطق في العالم أو أمام قطار وغيرها.
مما قد يترتب على جنون التقاط صورة سيلفي إلى أنه أصبح من أحد مسببات الوفاة أحياناً بسبب التهور في التقاط الصور.
وسنتناول في هذا المقال الحديث عن كل ما يخص إدمان السيلفى وأضراره.
انتشار صور السيلفي
لقد انتشرت ظاهرة صور السيلفي بصورة غير طبيعية بين جميع فئات المجتمع، كما انها اصبحت مهنة يرتادها الكثيرون من الهواة المهووسين في التقاط صور السيلفي.
حيث ظهر مصطلح السيلفي وانتشر انتشاراً عالمياً بعد صورة السيلفي الشهيرة التي تم إلتقاطها من قبل (ألين دي جينيريس) في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانين مع أشهر نجوم هوليوود.
فمنذ ظهور الهواتف المزودة بكاميرات ومع تطور جودتها كل عام أصبحت هذه الظاهرة وهي ظاهرة السيلفي تستهوي الرجال والنساء وكذلك الأطفال والمراهقين حتى أصبحت حالة من الاضطراب العقلي يسميها الأطباء النفسيين بـ إدمان السيلفي.
ولقد اهتم بهذه الحالة الأطباء حيث قاموا بالعديد من الأبحاث لاكتشاف ما هو الذي يستدعي المصابون بإدمان السيلفي على إلتقاط هذا الكم من الصور.
أسباب التقاط صور السيلفي
- الرغبة في الحصول على الإعجاب والكثير من التعليقات.
- الرغبة في الشعور بالقبول من الناس.
- الشعور بالاهتمام والاهمية.
- التواصل مع الآخرين.
- جني الكثير من الأموال من وراء التعليقات على الصور التي تنشر على فيسبوك وانستقرام وتويتر.
ومع تزايد الهوس بين الكثير من الشباب والمراهقين من الجنسين بالتقاط صور بطريقة السيلفي، مما يترتب عن ذلك من مخاطر أدت إلى سقوط هذا النوع الجديد من الإدمان إلى حالة من التهور.
ولقد حذر الكثير من العلماء من خطر إدمان السيلفي حيث أظهرت الأبحاث التي قام بها العلماء على الأشخاص الماصبين بإدمان السيلفي أنه يحول المرء إلى سلفتيس.
إدمان السيلفي يحول صاحبه إلى سيلفتيس
وهو مرض عقلي يصيب عشاق التقاط الصور بطريقة السيلفي، فهي عبارة عن رغبة قهرية بالتقاط الصور في أماكن وأوضاع خطيرة جداً بدون مبالاة بالخطر الذي قد يحدث من وراء هذه الصورة، ويرى العلماء أن إدمان السيلفي يدور حول 3 مستويات الآتية.
أنواع المصابين بإدمان السيلفي
- معتدل: هو الذي يلتقط أكثر من 6 صور في يومياً، ولا يحرصون على نشرها بمواقع الاتصال الاجتماعي
- المتوسطة: هم أصحاب الحالة الحادة من الاضطراب، الذين يلتقطون أكثر من 6 صور في يومياً، لكنهم لا يقومون بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الهوس: هم اصحاب الحالة المزمنة، وهي التي يجد الشخص نفسه أمام رغبة لا تقاوم من أجل التقاط الصور بطريقة السيلفي له، ثم رغبة في نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وينشر هؤلاء المنتمون لهذا المستوى جميع صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مهما كان عددها.
كما أن أصحاب هؤلاء المستويات لايبالون عن بحجم الاخطار التي قد تلاحق بهم جراء إصرارهم على التقاط صور مثيرة تحوز إعجاب الكثيرين، وتجمع قدراً كبيراً من التفاعلات بصفحات التواصل الاجتماعي، وهذا ما شدد عليه الأطباء انه نوع جديد من الإدمان وهو إدمان السيلفي.
أضرار إدمان السيلفي
تدمير الصداقات و العلاقات الإنسانية
قد تذهل إذا علمت أن تلك الصور التي يلتقطها أصحابها بهدف كسب العلاقات الاجتماعية والتقرب من عائلتهم وأصدقائهم، هي السبب الأول في تشتيت انتباههم لهم، بل وستفقدك أيضا أصدقائهم ومعارفهم، حيث أنهم يسأمون تلك الصور السيلفي المتكررة في اللحظة الواحدة.
تفقد صاحبها التركيز وتعزله عن الآخرين
عادة ما تشير ” السيلفي ” إلى نرجسية وهي حب صاحبها الجنوني لنفسه، وما إن يبدأ بالتعود على التقاط العديد من الصور حتى تبدأ عليه أعراض العزلة الاجتماعية وينعزل عن الآخرين وعن مشاعرهم تدريجيا.
ضرر بالبشرة
قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل كبيرة في بشرة الوجه، حيث أظهرت الأبحاث أن تعريض الوجه بشكل منتظم للضوء والإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج من الهواتف قد يصيب البشرة بالتلف، ويسرع من الشيخوخة، كما أن جانب الوجه الذي يتم توجيه الهاتف إليه يكون أكثر عرضة للضرر ويصاب بتجاعيد أكثر بالمقارنة بباقي الجوانب.
التعرض للتنمر
بعد يتم نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ينتظر أصحاب إدمان السيلفي التعليقات والاعجابات بها، وذلك قد يكون خطيراً، حيث أنهم قد يتعرضون للتنمر الإلكتروني ما قد يصيبهم بالإكتئاب والعزلة.
وأحياناً قد يعرض الكثير من الأطفال والمراهقين إلى الانتحار، وذلك لما يحصدونه من الشبكات الاجتماعية التي يمكن أن تعطي انطباعات خاطئة جداً عن الذات.
التعرض للبلطجة
نشر صور سيلفي (ذاتية) مع إفصاحك عن التفاصيل الكاملة لحياتك الخاصة، قد يجعلك عرضة للبلطجة الإلكترونية، مما قد يعرض حياتك أنت وعائلتك للخطر.
النرجسية
تؤدي إلى النرجسية من حيث يصبح المرء يحب نفسه ويصبح ولاؤه الأول لنفسه.
تؤدي سقوط الوفيات ووقوع الحوادث
ذلك بسبب التهور في اتخاذ الصور، كما حدث في روسيا لإحدى الشابات حيث أطلقت النار خطئاً باتجاه رأسها عندما كانت تلتقط صورة “سيلفي” مع مسدس.
هل إدمان السيلفي له علاقة بالأمراض العقلية؟
وفي هذا السياق ظهرت إحدى الدراسات والتي قامت بربط خطورة هذه الصور وبين الأمراض العقلية، حيث توصلت إلى نتائج حقيقة هي أن الأشخاص الذي يعشقون الصور الشخصية يقضون ساعات طويلة في محاولة منهم للحصول على صور شخصية لهم تخفي عيوبهم التي يشعرون أنها تظهر بوضوح للآخرين.
في حين أن الآخرين لا يرون في ذلك الشخص أي عيوب، ولكنها مجرد وساوس وتهيؤات يعاني منها الشخص المُدمن للصور الشخصية.
إدمان السيلفي واضطراب تشوه الجسم
ووفقا لاستشاري لأبحاث الطبيب النفسي البريطاني الدكتور (ديفيد فييل) والذي أظهرت أن التقاط الكثير من صور السيلفي يعد من أحد أعراض اضطراب تشوه الجسم.
وهو اضطراب نفسي حيث يصبح المرء مهووسا بعيوب وهمية في مظهره، مما يترتب هذا الشعور بالاكتئاب، وهذا قد يؤدي إلى لجوء المرء إلى العديد من عمليات التجميل، إعتقاداً منه أنها ستكون الحل الأمثل له.
وعلى الرغم من أن الدراسات والأبحاث التي أجريت من قبل الكثير من العلماء والتي أظهرت أن النساء يقمن بالتقاط السيلفي أكثر من الرجال.
وقد وجدت أن 34% من النساء يقومون بالتقاط وتعديل صورهم قبل نشرها مقابل 13% من الرجال، وأكد البروفيسور فوكس أن معظم الناس لا يعتقدون أنّ الرجال يفعلون هذا النوع من الأشياء، لكنّهم بالتأكيد يفعلون.
وفي نهاية المقالة نود أن نطلعك على بعض النصائح التي يجب أن تتبعها للتخلص من إدمان السيلفي وهي أن تحاولوا ألا تكونوا مهووسين بصور السيلفي ولا تقومون بملء صفحات التواصل بصوركم الخاصة لأن هذا يوحي للآخرين بمدى حبكم لأنفسكم وجنونك بها.
كما ينبغي عليكم ألا تنشروا صوراً تقلل من قيمتكم أمام الآخرين ولا تحاولون التعبير بها عن حالتك النفسية.
تم التحديث في 30 سبتمبر، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان