يحتاج المتعافين من إدمان المخدرات إلى العديد من المساعدات على جميع المستويات حتى يضمنوا الوقاية من الانتكاسة والشفاء والتعافي النهائي من إدمان المخدرات.
في هذا المقال محاولة منا للمساعدة على وضع خطة الوقاية من الانتكاسة عبر 5 نصائح رئيسية يمنعون المدمن المتعافي من الرجوع مرة أخرى إلى فخ إدمان المخدرات.
ما هي الانتكاسة ولماذا نضع خطة للقضاء على مظاهرها؟
الانتكاسة هي ببساطة الرجوع مرة أخرى إلى تعاطي وإدمان المواد المخدرة بعد الخضوع لخطوات العلاج الجسماني والنفسي والسلوكي.
وهي ظاهرة تنشأ بسبب العديد من العوامل التي يتعرض لها المدمن المتعافي، وقد تكون هذه عوامل تتعلق بالعلاج السابق والاسلوب الخاطئ في التعامل مع المدمنين.
وقد تكون عوامل نفسية ذاتية، وقد تكون عوامل مادية وغيرها من العوامل التي تحيط بالمدمنين.
وهذه الانتكاسة لها العديد من العلامات التحذيرية، التي يجب على المدمن وعلى الأسرة والأصدقاء المحيطية بالمدمن أن ينتبهوا إليها جيداً.
لأنها تعتبر مقدمات حقيقية للعودة مرة أخرى إلى فخ الإدمان، لذلك لابد من إيقاف علامات الانتكاسة واليقظة والوعي تجاهها.
وهذا الإيقاف يتطلب وضع خطة الوقاية من الانتكاسة للقضاء على مظاهرها ووقف الانهيار النفسي الذي يعاني منه المدمن قبل رجوعه مباشرة إلى سلوك الإدمان.
ماهي خطة الوقاية من الانتكاسة؟
خطة الوقاية من الانتكاسة هي عبارة عن خطة قد يضعها الفرد المدمن المتعافي الذي يشعر بالرغبة مرة أخرى في تعاطي وإدمان المخدرات.
وقد تضعها الأسرة من أجل منع المدمن من الرجوع والانتكاسة مرة أخرى، فهذه الخطة بالأساس موجهة إلى المدمنين واسرهم من أجل اليقظة والوعي والقضاء على مظاهر الانتكاسة.
لذلك نتناول من خلال 5 نصائح هامة للمدمنين والأسرة والأصدقاء تمثل أساساً خطة الوقاية من الانتكاسة:
كن يقظاً واغلق جميع المنافذ والأبواب
إن الانتكاسة مثل اللص الذي يسرق إنجازاتك الذي قمت به، هذا الإنجاز الذي يتمثل في القوة والإرادة والرغبة في اجتياز الإدمان والقضاء عليه تماماً.
وذلك من خلال مراحل العلاج الذي قمت بالمرور عليها والنجاح فيها، لذلك تأتي الانتكاسة وكأنها مثل اللص الذي يحاول الدخول إلى بيتك وسرقة هذا النجاح الباهر الذي حققته، لذلك كن يقظاً وحذراً واغلق جميع الأبواب والمنافذ لحماية نفسك من السرقة!
وهذه اليقظة تتمثل في بعض النصائح الهامة للمدمن في الفترة الأولى من التعافي والخروج من المصحة أو المستشفى العلاجية، وهذه النصائح مثل:
إياك والعزلة
إذا كنت تعاني من البطالة وعدم العمل في هذه الفترة، فإن هذا مؤقتاً فلا تقلق، وابدأ في الانخراط في العمل المجتمعي والاشتراك في الأنشطة الاجتماعية المفيدة التي تقضي بها على عزلتك وفراغك.
ابتعد تماماً عن أصدقاء السوء
هؤلاء الذين كانوا السبب في بداية تجربة تعاطي المخدرات وإدمانها هؤلاء قد يكونوا سبباً في الانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى المخدرات، لذلك ابتعد عنهم تماماً.
استمر في علاجك النفسي والسلوكي
اعلم أن مراحل العلاج لا تنتهي بالأمر بل إن هناك بعض العوامل الهامة التي تمثل التعافي والشفاء تماماً على المستوى النفسي والسلوكي من ظاهرة الإدمان، لذلك الاستمرار في العلاج أمر هام للغاية في خطة الوقاية من الانتكاسة.
القضاء على التوتر والضغوط والمشكلات الحياتية وحلها بسهولة
قد تكون نصيحة خيالية ومثالية، لكنها على العكس من ذلك فإنها تعتبر من أهم أركان خطة الوقاية من الانتكاسة التي لابد أن يضعها المدمن للقضاء على أي مظهر من مظاهر العودة مرة أخرى إلى التعاطي والإدمان.
في العلاج النفسي وفي طريق التعافي من إدمان المخدرات هناك بعض التمرينات العلاجية والنفسية التي تساعد على طرق حل المشكلات والضغوط الحياتية بسهولة وبدون توتر وقلق.
فهذه التمرينات إذن ليست ضرباً من الخيال ولكنها جزء من خطة العلاج النفسي والسلوكي الذي يضعه المتخصصون من أجل القضاء على سلوك الإدمان.
ففي بداية الأمر شكّلت هذه الضغوط والمشكلات الحياتية التي يتعرض لها المدمن بشكل يومي أو غير يومي سبباً كبيراً من أسباب الإدمان.
لذلك يلجأ إلى تعاطي المخدرات للهروب من العالم الصعب والواقع المرير، لذلك فإن التعرض لهذه الضغوط سيكون منطقياً.
لكن الأكثر منطقية هو طريقة التعامل معها بشكل لا يلجأ المدمن المتعافي معها إلى الهروب مرة أخرى إلى التعاطي، وهذا من خلال التدريب السلوكي والمهاري الذي يتعلمه المدمن المتعافي أثناء العلاج النفسي.
اطلب من المحيطين بك المساعدة
لا تتردد في طلب المساعدة من المحيطين بك، فهي جزء من خطة الوقاية من الانتكاسة فإذا شعرت بالشوق والرغبة في تعاطي المخدرات وإدمانها مرة اخرى، أو وجدت في نفسك ان عوامل الانتكاسة بدأت تغزو عقلك وقلبك فإن مساعدة الغير لك قد تكون ناجية في تلك الحالة.
تحدث مع اصدقائك ومحبيك وعائلتك عن شعورك الجديد بعد التعافي وعن ما تشعر به حيال التعاطي والإدمان.
هذه الطريقة هامة من أجل اليقظة والوعي المحيط بك وزيادته، ففي حالة الانتكاسة تأتي المساعدة كطوق نجاة ينقذك من الغرق في بحرها المتلاطم.
ساعد نفسك بتفريغ مشاعرك
تحتاج في إطار خطة الوقاية من الانتكاسة أن تخلو بنفسك لمدة دقائق معدودة كل يوم تدون فيها المشاعر التي تشعر بها في هذا اليوم، وعن الإنجازات التي تقوم بها، وعن الأيام الصعبة التي مرت بك، هذا يعني تفريغ مشاعرك أول بأول حتى تتعرف على مكنونات ذاتك.
هذه الطريقة هي جزء من خطة الوقاية من الانتكاسة فهي محاولة لمساعدة نفسك من الوقوع في فخ الإدمان، إنها حيلة نفسية عظيمة حاول أن تدركها وتنفذها يومياً.
الأسرة جزء مهم من خطة الوقاية من الانتكاسة
إن الأسرة جزء هام من خطة الوقاية من الانتكاسة وذلك لأن الأسرة تمثل الوعاء الحقيقي الذي يعيش فيه المدمن المتعافي خاصة في حياته الجديدة البعيدة عن سلوكيات الإدمان.
اعرف المزيد عن دور الأسرة في علاج الإدمان من هنا.
لذلك فإن هناك بعض النصائح الخاصة للأسرة من أجل نجاح خطة الوقاية من الانتكاسة وهذه النصائح هي:
- مراقبة المدمن جيداً خاصة في تغيّر السلوكيات المفاجئ ومحاولة معرفة هذا التغيير وحل المشكلات التي تطرأ بسبب هذا التغيير.
- مساعدة الأسرة للمدمن من النواحي العاطفية والنفسية ومحاولة الاحتواء.
- تهيئة الأجواء في المنزل بحيث يبتعد المدمن المتعافي قدر الإمكان عن المشكلات والضغوط الحياتية.
- مساعدة المدمن المتعافي على استكمال العلاج النفسي وبرامج التعافي الهامة للغاية في تلك المرحلة.
- القضاء على عزلة المدمن المتعافي والتي تشكل سبباً قوياً من أسباب الانتكاسة.
- معرفة ما يدور حول المتعافي مثل معرفة الأصدقاء الجدد أو رجوع المدمن المتعافي مرة اخرى إلى أصدقاء السوء وغيرها من تلك الأمور.
وفي النهاية؛ فإن خطة الوقاية من الانتكاسة تحتاج للاستشارة النفسية الهامة والتواصل مع الطبيب النفسي كجزء من العلاج وبرنامج الرعاية الشاملة بعد التعافي وبرامج الوقاية من الانتكاسة التي تضعها المستشفيات والمصحات العلاجية لضمان نجاحها والوصول لنتائج مبهرة في حياة المدمن المتعافي ومنعه من تعاطي وإدمان المخدرات مرة أخرى.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان