إن أسباب إدمان الابناء للمخدرات أمر خطير يجب مواجهته من الجذور حيث أن إحصائيات كثيرة تحدثت عن تلك الخطورة في كل الدول العربية تقريباً، ونسبة تعاطي الأبناء و المراهقين في تزايد مستمر، فما هي الأسباب ياترى؟
في هذا المقال نتناول العديد من الأسباب التي أكدت عليها العديد من الدراسات حول تعاطي الأبناء وإدمانهم على المخدرات.
إنها عدة عوامل أسرية وبيئية خطيرة يجب التوعية بها ومعرفتها ومواجهتها للقضاء على تلك الظاهرة خاصة في سن الأطفال و المراهقين في المرحلتين المتوسطة و الثانوية من التعليم.
إذا كنت تظن أن إدمان المخدرات بعيداً عن أبناءك فأنت مخطىء تماماً، صحيح أن تربية الأبناء عامل حاسم في منع هذا الخطر عنهم، إلا أن عوامل اخرى لا يمكنك السيطرة عليها قد تكون سبباً في إهمال الابناء وبالتالي دخول هذا الخطر إليهم.
وفيما يلي العديد من أسباب إدمان الأبناء للمخدارت:
الإهمال الأسري أخطر أسباب إدمان المخدرات
من أولى أسباب إدمان الأبناء للمخدرات الإهمال الأسري، وهذا الإهمال له العديد من المظاهر من بينه عدم اهتمام الأب أو الأم بالابناء منذ الصغر.
وخاصة في مرحلة المراهقة وهي تعتبر من أخطر المراحل العمرية التي تمر بالإنسان و تتمثل مظاهر الإهمال الأسري في:
- عدم الاهتمام بمعرفة أصدقاء الأبناء في المدرسة أو النادي أو في أي مكان آخر، وعدم الاهتمام بمعرفة ظروفهم أو اسمائهم أو طباعهم، وهذا يعتبر من الأسباب التي تدفع الطفل أو المراهق إلى تعاطي المخدرات وبالتالي إدمانها بعد ذلك.
- عدم الاهتمام بمشاعر ومشاكل الأبناء خاصة في سن المراهقة، ومن المعروف ان هذا السن تتغيّر فيه طباع الأبناء عموماً بسبب ما يمرون به من هرمونات وتغيّرات جسمانية عديدة، لذلك على الآباء أن يقوموا باحتواء الأبناء وعدم التسفيه من آرائهم، وهذه دعامة كبيرة للغاية من أجل القضاء على أي فرصة يمكن ان تجعل الإدمان على المخدرات بديلاً للآباء و الأمهات.
- عدم التركيز مع العلامات الغريبة التي يتميز بها المدمنين من الأطفال، فهذا من مظاهر الإهمال الأسري في العموم، حيث يوجد العديد من الآباء و الأمهات لا يقومون بالتركيز في تلك المظاهر الغريبة التي يتصف بها الأطفال الذين تعاطوا المخدرات.
عدم التربية الصحيحة من أسباب ادمان للمخدرات
من أسباب إدمان الأبناء للمخدرات الهامة هي عدم التربية و التنشئة الصحيحة للأبناء وذلك لأن التربية على الوازع الديني و الأخلاقي من أهم الأمور التي تحمي الأبناء من الوقوع في الزلل و الخطأ ومن بينها بالطبع تعاطي وإدمان المخدرات.
لذلك فإن عدم التربية على ذلك من الأمور الخطيرة التي تصل بالأبناء إلى ارتكاب الأخطاء العديدة.
لذلك على الآباء تربية الأطفال والمراهقين على العديد من النقاط التربوية الهامة مثل:
- مراقبة الله عز وجل في كل السكنات والحركات حتى يكون رادعاً لعدم ارتكاب الخطأ والزلل و القيام بجميع الطاعات مثل الصلاة التي تنهى الإنسان على ارتكاب الخطأ والتوبة عنه سريعاً.
- الوازع الأخلاقي، والبعد وتجنب السلوكيات الخاطئة مثل الكذب و التخفي عن أعين الجميع لارتكاب الأخطاء، فهذه السلوكيات والتربية على الصراحة و الصدق وعدم التخفي في حد ذاته يساعد على كشف الحقيقة مبكراً سواء تعاطي المخدرات أو غيرها من الأخطاء التي يقع فيها المراهقين.
- الحوار مع الأطفال و المراهقين على الدوام يومياً دون تعنيف، بل اعتياد الأطفال والمراهقين على الحكي عن المشاكل التي يواجهونها أو المواقف اليومية التي يتعرضون إليها في المدرسة أو غيرها.
التدليل الزائد عن الحد سبب آخر هام يقع فيه الكثير من الأسر
من أسباب إدمان الأبناء للمخدرات هو التدليل الزائد عن الحد، وهذا التدليل يتمثل في العديد من المظاهر، فليس فقط التدليل هو عدم المعاقبة عند ارتكاب الأخطاء، ولكن يتمثل في بعض الأمور الخطيرة الأخرى ومنها:
- إعطاء أموال زائدة عن الحد الطبيعي للأطفال و المراهقين، وهذه الأموال بلا شك تغريهم لارتكاب كل ما هو غير مألوف ومنه الإدمان على المخدرات.
- من مظاهر التدليل الشهيرة أيضاً عدم محاسبتهم على السلوكيات الخاطئة التي يرتكبونها في حق الغير أو في حق الوالدين أنفسهم، و عدم المحاسبة تلك من السلوكيات الخطيرة على المستوى التربوي والتدليل الزائد التي يجب أن تنتهي على الفور.
- مظاهر التدليل تلك قد تكون عاملاً وسبباً من أسباب إدمان الأبناء للمخدرات وجعله شيئاً عادياً لهم.
إدمان الأب والأم .. قد يكون عاملاً مهماً لإدمان الأبناء
من أسباب إدمان الأبناء على المخدرات الهامة هي إدمان أحد الأبوين الأب أو الأم وتعاطيهم للمخدرات، فهذا بلا شك يجعل الأبناء يقلدون الآباء في التعاطي منذ الصغر.
فقد يكون هذا التعاطي تقليداً لهم فحسب ثم ينتهي عند الإدمان الكامل في فترة المراهقة الخطيرة.
ومن الأسباب المرتبطة أيضاً بتعاطي الآباء و الأمهات للمخدرات هي توافر المواد المخدرة أمام الأطفال و المراهقين مما يدفعهم دفعاً للتجربة في التعاطي وتقليد الآباء.
غريزة الفضول سبباً من أسباب إدمان الأبناء للمخدرات
إن الفضول من ضمن الصفات التي يتصف بها الأطفال و المراهقين، إنهم يحاولون استكشاف الواقع و الحياة من حولهم.
وهو ما يجعلهم يرون أن المخدرات قد تكون مواد يمكن تجريبها وتعاطيها كنوع من التجديد، فإذا أضفنا العوامل الأخرى مثل التدليل وتوفر المال وأصدقاء السوء، فإن تعاطي المخدرات ثم إدمانها يبدو منطقياً إلى حد بعيد.
التفكك الأسري وحالات الطلاق المتزايدة في المجتمع قد تكون سبباً قوياً
إن الإحصائيات تشير إلى تزايد حالات الطلاق و التفكك الأسري في البلدان العربية، وتعتبر تزايد تلك الحالات سبباً كبيراً في تجاه الأطفال والمراهقين لارتكاب الأخطاء والزلات المتعددة ومنها تجربة تعاطي وإدمان المخدرات.
حيث تعتبر حالات الطلاق والتفكك الأسري سبباً في الإهمال الأسري، وتعرض الأطفال والمراهقين لهزات نفسية عنيفة قد تؤثر عليهم وتدفعهم نحو تعاطي وتجربة إدمان المخدرات.
أصدقاء السوء من أقوى أسباب إدمان الأبناء للمخدرات
من الأسباب القوية التي ينبغي أخذها في الاعتبار هو وجود أصدقاء السوء في دائرة حياة الابن أو البنت، فهؤلاء الاصدقاء قد يكونوا السبب الرئيسي في تجربة تعاطي المخدرات.
حيث من المعروف ان صديق السوء يغري صديقه على تجارب عديدة قد تضره في المستقبل القريب من ضمنها بالطبع تجربة تعاطي وإدمان المخدرات.
ويتمثل أصدقاء وزملاء الأبناء في النوادي أو المدرسة أو الجامعة وغيرها من الأماكن التي يتردد عليها الأبناء بشكل يومي.
وفي نهاية معرفة أسباب إدمان الأبناء للمخدرات، فإن إحصائيات كثيرة توضح خطورة تعاطي الأبناء الصغار للمخدرات.
فعلى سبيل المثال فقد اظهرت إحصائيات عن المخدرات أن حوالي 2% من الفئة العمرية ما بين 12- 19 عام في مصر تعاطوا المخدرات و لو لمرة واحدة.
بينما إحصائية أخرى أكدت أن أطفال الأردن تعاطوا الحبوب المخدرة بنسبة تقارب 5% من عدد الأطفال والشباب المراهقين من الجنسين.
ونسبة متقاربة في كل من العراق و المغرب وغيرها من الدول العربية، وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة و القضاء عليها.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان
بارك الله بيك على المعلومات القيمة