توجد علاقة معقدة بين الماريجوانا والاكتئاب ويمكن أن نقول عنهما أنهما مترافقان. حيث أن ادمان الماريجوانا له العديد من الأخطار التي تحيط بالمدمن.
وهذه الأخطار تنقسم ما بين الأمراض العضوية جراء تناول الجرعات من هذا المخدر الخطير، وما بين الأمراض النفسية التي يُصاب بها المدمن على مخدر الماريجوانا.
هذا يعني ضرورة معرفة الماريجوانا عن قرب بالتفصيل، فما هو الماريجوانا؟
ما هو مخدر الماريجوانا ؟
ينتشر ادمان الماريجوانا في العديد من دول العالم، ولعل الولايات المتحدة الأمريكية بها أكبر نسبة للمدمنين على مخدر الماريجوانا.
وهذا المخدر يُستخرج من نبات القنّب وهو من النباتات القديمة التي تعتبر الأصل في ظهور المخدرات مثل الحشيش والماريجوانا.
وقد استخدام الإنسان منذ آلاف السنين نبات القنّب الهندي في العديد من الصناعات مثل صناعة الحبال والأقمشة وغيرها من الصناعات.
إلا أن الاستخدامات الطبية البدائية كانت هي الأشهر من خلال استخراج المخدرات من زهرة القنّب الهندي، واستخراج بعض الزيوت التي لها خصائص طبية.
ومن ضمن أهم المخدرات والزيوت التي يتم استخراجها زيت الراتينج وهو زيت له نفس خصائص الحشيش.
ومن هنا ظهر كل من الحشيش والماريجوانا في الاستخدامات الطبية البدائية لدى الإنسان منذ آلاف السنين.
تطوّر الأمر في العصر الحديث، وتعددت استخدامات الحشيش والماريجوانا في التخدير أو الاستخدامات الطبية البدائية أو استخلاص الأدوية.
ولكن أصبحت من المخدرات القاتلة للإنسان ويزيد من أخطار الأمراض العضوية والنفسية التي يُصاب بها كل من يدخل فخ الإدمان على هذه النباتات.
هل يوجد فرق بين مخدر الحشيش والماريجوانا ؟
الماريجوانا قريب جداً في الشبه من الحشيش كما أنه له نفس كما أنه لهما نفس التأثير تقريباً وأيضاً تتشابه الأخطار التي تنتج عن إدمان الماريجوانا مع الأخطار التي تتنتج عن إدمان الحشيش.
والحشيش هو السائل المجفف من المادة الصمغية المستخرجة من نبات القنب بينما الماريجوانا فهي الأعشاب أو رؤوس نبات القنب بعد أن يتم قطفها وتجفيفها وطحنها لتكون مسحوقاً يتم تعاطيه بعد ذلك بعدة طرق سنتعرف عليها.
تابع من هنا الفرق بين الماريجوانا والحشيش
طرق تعاطي الماريجوانا
هناك العديد من طرق تعاطي مخدر الماريجوانا حيث يقبل المدمنين على هذا المخدر ويقومون بالتعاطي من خلال الوسائل التالية:
التدخين
حيث يتم وضع مخدر الماريجوانا مع التبغ، ثم القيام بلف ورق البفرة، وبالتالي القيام بتدخين الماريجوانا مثل السجائر العادية، وهو قريب الشبه بتدخين الحشيش أيضاً.
الاستنشاق
من ضمن الطرق الشهيرة التي يتعاطى من خلالها المدمن على مخدر الماريجوانا، حيث يتم وضع نبتة القنّب في الماء المغلي حتى تخرج المادة الفعالة للماريجوانا، وبالتالي يتم استنشاقها عن طريق الأنف.
بالفم
من خلال وضع مسحوق الماريجوانا بعد إعداده وطحنه ووضعه في المنتجات والسلع الغذائية، حيث يمكن للمدمن أكل هذه المنتجات مخلوطة بالماريجوانا وبالتالي يصل تأثير المخدر للمعدة ومنها امتصاصه في الدم.
الأمراض النفسية الناتجة عن ادمان مخدر الماريجوانا
أكدت التقارير الطبية والعلمية التي أجريت على كافة المدمنين الذين يتعاطون جرعات منتظمة من الماريجوانا أن هناك العديد من الأمراض النفسية التي يعاني منها المدمنين والتي يجب علاجها قبل فوات الأوان، وقبل حدوث مضاعفات خطيرة على المدمن.
وهذه الأمراض النفسية التي يعاني منها المدمن على الماريجوانا، على سبيل المثال:
الماريجوانا والقلق
يعاني المدمن من بعض نوبات القلق، وذلك بسبب سيطرة المخدر على الجهاز المركزي العصبي، وقد أكدت التقارير على أن نوبات القلق من ضمن المضاعفات الشديدة التي يعاني منه المدمنين بعد تعاطي الماريجوانا.
الماريجوانا والاكتئاب
كل مظاهر الاكتئاب المرضي الشديد تظهر على مدمن الماريجوانا، حيث أوضحت العديد من الدراسات العلاقة بين الماريجوانا والاكتئاب وأنه أحد الأسباب في تغيير كيمياء المخ والخلل فيها.
وهو ما يعني نتيجة مفادها إصابة أكيدة بالاكتئاب لكل من يتعاطى جرعات الماريجوانا.
الماريجوانا وأعراض الفصام والذهان
يعتبر الفصام والذهان من الأمراض النفسية الشهيرة التي قد يعاني منها مدمني المخدرات، وقد أكدت الدراسات الطبية أن الماريجوانا سبباً في الإصابة بكل من الفصام والذهان بنسبة كبيرة قد تصل إلى نصف المدمنين.
كما يمكن أن تعاني بعض الحالات من مضاعفات شديدة أخرى جراء التعاطي.
الماريجوانا والبارانويا
البارانويا من ضمن الأمراض النفسية التي قد يعاني منها المدمن بسبب تعاطي الماريجوانا وذلك بسبب الخلل في كيمياء المخ.
هذه كانت بعض جوانب الأخطار النفسية الناتجة عن ادمان الماريجوانا ذلك المخدر الذي يعتبر المسؤول الأول للأمراض النفسية الحالية التي يعاني منها المدمنين وذلك مقارنةً بالمخدرات الأخرى.
أخطار الماريجوانا على سلوكيات المدمن
يعاني المدمن من بعض الأخطار العديدة على السلوكيات الاجتماعية، حيث يسبب ادمان الماريجوانا الاعتماد الكامل عليه للنشوة والسعادة.
وبالتالي ينتج عنه الخروج عن السيطرة والغضب الشديد بعد توقف الماريجوانا ولو لفترة قصيرة.
وقد أكدت الدراسات الطبية والعلمية المختلفة أن ادمان الماريجوانا له آثار كبيرة على المخ، حيث يعاني المدمن من اضطرابات المزاج والعصبية الشديدة، والتي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم في كثير من الأحيان تحت تأثير الماريجوانا.
وهذا يعني أن علاج ادمان الماريجوانا يجب أن يتضمن علاج الأمراض النفسية والسلوكيات الاجتماعية التي تضرر بسبب ادمان الماريجوانا لفترات طويلة.
ما هي أهم اعراض انسحاب مخدر الماريجوانا؟
توجد العديد من الأعراض الانسحابية التي تظهر على المدمن بعد توقف جرعات الماريجوانا، وهذه الأعراض هي:
- الشعور الدائم بعدم الراحة في الجسم
- آلام العضلات والعظام الشديدة
- العصبية غير المبررة
- تقلبات المزاج الحادة
- اضطرابات النوم، والإصابة بالأرق المزمن
- نوبات حادة من الإسهال
- الإصابة بأعراض الاكتئاب والتفكير في الانتحار
- الرغبة الشديدة في تعاطي جرعات الماريجوانا
هذه الاعراض الانسحابية سرعان ما تنتهي بعد فترة من العلاج العضوي الكاملة ضمن خطة علاج ادمان الماريجوانا.
هل علاج الادمان على الماريجوانا يتم عبر مراحل معينة؟
هناك عدة مراحل لعلاج ادمان الماريجوانا وقد قسمها الأطباء في مستشفى دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان إلى عدة مراحل وهي:
مرحلة التدخل العلاجي
وهي المرحلة التي يتم فيها علاج الجسم من الأضرار العديدة التي تلحق بالمدمن على مخدر الماريجوانا، مثل علاج الأعراض الانسحابية، وسحب السموم من الجسم، والتحاليل والفحوصات لعلاج الأعراض العضوية الأخرى التي تظهر على المدمن بعد التوقف عن ادمان الماريجوانا.
مرحلة التقييم
وهي المرحلة التي تعتبر البدء في التعافي الحقيقي من ادمان الماريجوانا والتي تعتمد على التشخيص النفسي للمريض، وتحليلات الصحة النفسية والسلوكية، والاعتماد على العلاج النفسي الدوائي، والجلسات الفردية لتعديل السلوك وعلاج الاكتئاب الناتج عن فترة الادمان، هذا إلى جانب وضع برنامج للتعافي من ادمان الماريجوانا.
وقد تختلف هذه المراحل مع بعضها حسب الخطة العلاجية الموضوعة، وحسب فترة الإدمان وطريقة التعاطي، ومدى الضرر النفسي والعضوي الذي لحق بمريض الادمان.
إلا أنه من الطبيعي اختيار مستشفى علاجي متخصص في ادمان الماريجوانا لخطورة هذا الإدمان على الإنسان.
هذه كانت أهم الأسئلة الشائعة التي تتضمن ادمان الماريجوانا والعلاقة بين الماريجوانا والاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى وقد تعرفنا فيها أيضاً على كيفية العلاج من إدمان هذا المخدر.
تم التحديث في 7 أغسطس، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان