أصبح الترامادول كالوباء في سرعة انتشاره، فلقد تحول عقار الترامادول في السنوات الأخيرة من مجرد عقار مسكن مركزي للألم إلى احتلال الصف الأول من المخدرات في مصر بجانب إدمان الحشيش و البانجو.
وحسب ما تردد على لسان أحد سائقي سيارات الأجرة، حيث قال “لقد أصبح الترامادول عملة البلد” أي أنه أصبح يُستخدم كرشوة في المصالح الحكومية لتخليص الأوراق بدلاً من النقود ..
وكشف تقرير صدر مؤخراً عن صندوق مكافحة الإدمان و التعاطي التابع لرئاسة الوزراء أن نسب إدمان الترامادول قد ارتفعت كثيراً في الآونة الأخيرة حيث بلغت نسبته 53% ..
وقال أحد المدمنين – وهو شاب يبلغ من العمر 27 عاماً ومتزوج و مدمن ترامادول منذ ستة سنوات – أنه بدأ تعاطي الترامادول نظراً لطبيعة عمله المستمرة ليلاً ونهاراً.
وأضاف الشاب أن حبة الترامادول تجعله قوياً جنسياً وأن تلك الحبة تجعل فترة العلاقة الجنسية مع الزوجة يطول وأن مفعول الترامادول يشبه مفعول المنشطات الجنسية.
إلا أنه في بعض الأحيان لا يشعر بلذة الجماع ويفقد الإحساس به تماماً ولا يصل لمرحلة النشوة الجنسية……. وبالطبع كل هذا الكلام من أن الترامادول منشط جنسي وما يشابهه أوهام ولا أساس له من الصحة كما بينا في برنامج علاج ادمان الترامادول ..
وقد أضاف الشاب أن كميات الترامادول قد كثرت في السوق وبالتالي رخصت أسعاره حيث أن سعر الشريط أصبح 8 جنيه بدلاً من 20 أو 25 جنيه.
كما يقول سائق يعمل في مجال النقل الثقيل أنه و زملاؤه من السائقين لا يمكنهم متابعة عملهم بدون تعاطي الترامادول حيث أنهم يقودون سيارات النقل لمدة قد تصل لأكثر من 12 ساعة متواصله، وأن السيارات تكون محملة ببضائع باهظة الثمن ويجب عليهم أن يكونوا متيقظين دائماً، ولا شيء يمنحهم ذلك – على حد قولهم – سوى الترامادول ..
كما اتضح أيضاً أن ادمان الترامادول لم يعد يقتصر على الرجال فقط، حيث بعض الفتيات الآن تتعاطى الترامادول ، حيث قالت إحدى الفتيات – وهي من طبقة اجتماعية راقية – أنها تتعاطى وتدمن على الترامادول منذ حوالي 3 سنوات لأنها تعاني من مشاكل عائلية تجعلها على الدوام عصبية المزاج .. وتعاطي الترامادول – على حد قولها – يفقدها الشعور بأي ألم جسدي أو نفسي ولا يذكرها بأي مشاكل ويجعلها تعيش في عالم من اللاشعور ..
وبالطبع – وكما وضحنا قبل ذلك – في برنامج علاج الترامادول أن الترامادول يسبب الإدمان بالتعاطي المستمر له وأنه غالباً يُستخدم كعلاج مع مرضى السرطان أو مرضى العظام ذوي الحالات الحرجة والمتأخرة والذين يعانون من آلام شديدة.
والترامادول مركب يشبه الأفيون الطبيعي في تأثيره على الجسم لأنه يسبب حالة من هدوء الأعصاب والسعادة المؤقتة مع القدرة على بذل المجهود إلا أنه يدمر خلايا المخ تدريجياً فلا يستطيع متعاطيه الاستغناء عنه، بل ويضطر لزيادة الجرعة بالتدريج للحصول على الأثر المطلوب .. ولا يمكن التعافي منه إلا في مستشفى علاج ادمان متخصص وله من الخبرة والاحترافية في مجال الطب النفسي وعلاج الادمان ما يؤهله لذلك.
تم التحديث في 29 نوفمبر، 2022 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان