علاج إدمان التسوق يخلصك من أسوأ أنواع الإدمان السلوكي، ليس في الأمر غرابة، فإن إدمان التسوق أحد اسوأ أنواع الإدمان السلوكي على الإطلاق.
وذلك ليس فقط بسبب آثاره السلوكية على الفرد ولكن لسهولة الإدمان عليه وارتباط المخ بسلوك هام قد نواجهه جميعاً كل يوم.
فما هو إدمان التسوق وما هي طرق التخلص منه وما هي أخطاره الحقيقية، نتعرف عليها من خلال هذا المقال.
إدمان التسوق .. رغبة دائمة في شراء الأشياء
قبل الحديث عن طرق علاج إدمان التسوق علينا أن نفهم ما هو العدو الذي نواجهه كل يوم، هل التسوق في حد ذاته عدواً يجب الحذر منه؟
إنه ليس عدو في حد ذاته، بل رغبتنا الدائمة في الشراء هي من تتحول إلى إدمان يغيّر سلوكياتنا وكيمياء المخ لدينا، فهي مشكلة لا تقل خطورة عن إدمان المخدرات.
لأن المزيد من الشراء يساعد المخ على إفراز هرمونات السعادة والتخدير والمتعة في المخ، ومع التعوّد فإن المخ يطلب المزيد منها وبالتالي يؤثر في سلوكياتنا نحو المزيد من الشراء.
هذه الحالة السابقة لا تختلف كثيراً عن إدمان المخدرات أو غيرها من أنواع الإدمان.
هل إدمان التسوق جديد؟
هناك عدة أمور تجعل علاج إدمان التسوق ضرورياً، حيث أن إدمان التسوق ليس جديداً، فهو موجود منذ القرن التاسع عشر.
حيث اكتشف العلماء سلوكيات تؤثر على البشر أثناء الشراء، ورغبة بعض الناس في الشراء النهم دون أن يحتاجون لذلك الأمر فقط من أجل إشباع الرغبة والهروب من مشكلات حياتية وضغوطات يمرون بها.
وهوس الشراء أو إدمان الموضة صنفه بعض العلماء على أنه سلوك معبر عن حالة الوسواس القهري أو اضطراب ثنائي القطب وهذا ما أشارت إليه كل من المنظمات النفسية البحثية في الولايات المتحدة و ألمانيا.
هذا التصنيف يجعل إدمان التسوق من ضمن أخطر أنواع الإدمان لأنه يؤثر على الحالة النفسية للإنسان وإصابته ببعض أنواع الأمراض العقلية.
وهو ما جعل العلماء يضعون طرق علاج إدمان التسوق التي تعددت ما بين الطرق الدوائية والعلاج النفسي والسلوكي والمعرفي.
هل كل من يشتري مدمناً؟
للحديث أكثر عن علاج إدمان التسوق، نريد أن نجيب على هذا السؤال الهام، فهل بالفعل كل من يشتري مدمناً؟
بالطبع لا، فإننا جميعاً تدفعنا الرغبة في شراء ما نحتاجه، لكن في المقابل هناك من الناس تشتري وفقاً لرغبتها التي تسير ورائها، سواء كان الشراء هذا لتلبية إحتياجات أساسية أم لا، لكن ما الذي يفرق بين السلوكين؟
نتعرف في النقاط التالية عن علامات إدمان التسوق وأعراضه الواضحة والتي تستوجب علاج إدمان التسوق الذي نتحدث عنه بعد قليل.
علامات ادمان التسوق
المبالغة في الشراء
هذه أولى علامات إدمان التسوق، فالرغبة الملحة التي تواجهنا في الشراء تجعلنا في متعة دائمة نحو شراء الإحتياجات وغيرها.
فكلما اشتهينا شيئاً اشتريناه حتى لو كان هذا الشيء لدينا منه الكثير أو كان هذا الشيء ليس من احتياجاتنا سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل.
لذلك فإن المعدل العالي والإفراط في الشراء يجعل التسوق غاية لابد من إدراكها وليست وسيلة لتلبية الحاجيات لدينا.
لذلك تأتي المبالغة في هذا الشراء والتسوق على رأس العلامات الخطيرة للإدمان والتي تستوجب علاج إدمان التسوق.
إشباع الرغبة بأي وسيلة
هذه العلامة قد تنطبق على جميع أنواع الإدمان بداية من إدمان المخدرات وحتى أنواع الإدمان السلوكي.
حيث يزيد المدمن من جرعات المخدر من أجل إشباع الرغبة وفقط بغض النظر عن ما يواجهه من أخطار في سبيل ذلك هذا سبب كافي من أجل علاج إدمان التسوق.
كذلك فإن إدمان التسوق بعد قليل يتطلب زيادة الشراء من أجل تلبية الرغبة الملحة لدينا في شراء الأشياء.
ومهما واجهنا من أخطار بسبب ذلك الأمر، وهذا أمر يجعل علاج إدمان التسوق ضرورياً من أجل الصحة النفسية والعقلية أيضاً بسبب الآثار العميقة على تلبية هذه الرغبة.
الندم والعزلة
إن شعور الندم والعزلة من علامات إدمان التسوق وغيره من أنواع الإدمان، فهذا الشعور يتولد عندما تأتينا الرغبة الملحة في الشراء ونلبي رغباتنا مهما تطلب الأمر.
فهذا السلوك الإدماني يتبعه شعور الندم لأن الإنسان انساق وراء رغبته وشهوته في شراء شيء لم يحتاجه بالفعل.
وهنا تأتي العزلة أيضاً وهو سلوك طبيعي على إدمان أي شيء بحيث يحب المدمن الانعزال وعدم الاختلاط مع الآخرين، وبالتالي فإن علاج إدمان التسوق لابد ان يكون نفسياً أيضاً للتخلص من هذا الشعور.
إنفاق الكثير من الأموال
إن إنفاق الأموال من الأشياء والعلامات المهمة الدالة على مظاهر الإدمان فإن الشراء يتطلب أموال كثيرة، وإنفاق هذه الأموال الكثيرة معناه أن الشراء ليس طبيعياً بل تحول إلى إدمان لذلك يجب علاج إدمان التسوق للتخلص من هذه العادة الذميمة.
التسوق من أجل تخطي المواقف الصعبة في الحياة
وهذه من العلامات التي يولي علاج إدمان التسوق اهتماماً بها وذلك لأنها من العلامات السلوكية والنفسية الخطيرة، وهو ما يجعل إدمان التسوق مرضاً نفسياً وسلوكياً يجب علاجه.
وبعد أن تعرفنا على هذه العلامات، فإن علاج إدمان التسوق أصبح ضرورة لأولئك الأشخاص الذين يعانون من هذه العلامات والمخاطر وهو ما نتحدث عنه في السطور القليلة القادمة.
علاج إدمان التسوق .. 3 طرق هامة دوائياً ونفسياً وسلوكياً
إن العلامات السابقة التي تحدثنا عنها، والإحصائيات العالمية حول إزدياد الإدمان على التسوق خاصة بعد تطور عمليات الشراء عبر الإنترنت جعلت من طرق علاج إدمان التسوق ضرورية ومتنوعة ما بين الطرق الدوائية والسلوكية والنفسية وهذه الطرق هي:
علاج إدمان التسوق من خلال الاعتراف بالمشكلة
كثيراً من الناس لا يعتقدون بأن الرغبة الملحة الدائمة في الشراء علامة أكيدة من علامات الإدمان، بل يظنون أنه شيء عادي.
لكن الأمر يتعلق الآن بالوسواس القهري وبعض الأمراض النفسية الأخرى التي تظهر بسبب تغيير كيمياء المخ نتيجة هذه الرغبة الملحة.
لذلك أولى طرق العلاج هو الاعتراف أن الفرد يواجه سلوكاً غير سوياً و مشكلة لابد من حلها وأنه يمارس هذا الإدمان بكامل وعيه ومدركاً لخطورته وآثاره.
اللجوء إلى جلسات العلاج النفسي والسلوكي
من طرق علاج إدمان التسوق الهامة هو اللجوء إلى طبيب نفسي من أجل علاج المشكلات التي دفعت إلى إدمان سلوك هوس الشراء.
ومن أجل التحكم في السلوكيات الشخصية ومعالجة الآثار النفسية المترتبة على هذا الإدمان مثل الاكتئاب ونوبات القلق والعصبية.
والتدريب على مهارات وسلوكيات جديدة تساعد الفرد على حل مشكلاته الحياتية دون اللجوء إلى سلوكيات مغايرة تخفف من هذه الضغوط مثل الإدمان على التسوق.
الطرق الدوائية
يتطلب علاج إدمان التسوق بعض الأدوية الهامة والتي تتمثل في أدوية مضادات الاكتئاب التي تكون في حالات الإدمان مساعدة فقط على العلاج ولكنها ليست كافية على كل حال.
فإن العلاج النفسي يتطلب بعض الأدوية التي تعمل على تحسين المزاج بعيداً عن سلوكيات الإدمان على التسوق وغيرها وهو ما تفعله هذه الأدوية بالضبط.
في النهاية؛ فإن علاج إدمان التسوق من الأمور الضرورية لعلاج كافة المظاهر السلوكية والاضطرابات المعرفية التي تتغير من الوقت جرّاء الرغبة الملحة في الشراء الذي يتحول بعد قليل إلى هوس يرتبط ببعض الأمراض النفسية وهنا جاءت اهمية العلاج.
تم التحديث في 29 سبتمبر، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان