إن ادمان الأدوية مثل المهدئات والمنومات والمسكنات من أحد أنواع الإدمان الشائعة في الوقت الحالي والتي يعاني منها الكثير من الناس.
حيث أن الأدوية أصبحت ضرورة لا غنى عنها في العديد من البيوت، وسنتناول في هذا أسباب إدمان الأدوية وأضراره وكيفية علاجه وكيف نحمي أبنائنا منه.
ما المقصود بإدمان الأودية؟
يعتبر إدمان الأدوية هو اضطراب سوء استخدام الأدوية وهي مرض يعاني منه بعضاً من الناس، حيث إنه مرض يصيب دماغ المصاب ويؤثر على سلوكياته.
فالأدوية الطبية التي يصفها الطبيب للشخص المصاب بحالة طبية يسئ استخدامه في غير أغراضها الطبيبة المخصصة لها، مما يؤثر علي نشاط الدماغ، ويصبح الشخص المصاب في حالة إدمان عليها.
ما هي السبب وراء إدمان الأدوية؟
- الإرهاق أو العمل المفرط
- الفقر
- سوء الحالة النفسية للفرد ومعاناته من القلق والإكتئاب
- عدم الثقة بالنفس
- السمنة
- مشاكل أسرية
- الإفراط في شرب الكحوليات، ومن ثم إدمانها
ماهي نوعية الأدوية التي يتم الإدمان عليها؟
ومن بين هذه الأدوية التي يدمنها المريض والتي تسبب أعراضاً إدمانية عند إساءة استخدامها في غير أغراضها المخصصة لها مثل مشتقات الأفيون، الحشيش، الكحول، النيكوتين.
فيمكن اعتبارهم كأدوية، فهي توصف أحياناً لعلاج الآلام، فهي غير أنها تؤثر على الخلايا العصبية ووظيفتها في نقل المعلومات ومعالجتها تؤثر أيضاً على النواقل العصبية التي تصل خلايا المخ ببعضها.
فمثلاً الحشيش والهيروين والذين لهم نفس التركيب الكيميائي للنواقل العصبية، ويترتب على هذا الشبه تقوم هذه المواد المخدرة بخداع المستقبلات بخلايا المخ، وتنشيط الخلايا العصبية وإرسال إشارات غير طبيعية.
وعلى الرغم من أن المسكنات تعتبر أدوية فعالة لتسكين وعلاج الكثير من الآلام، ولكن الإسراف في استخدامها دون إشراف من قبل من طبيب متخصص قد يؤدي إلى مضاعفات حيث يختلف فاعليتها عن تلك المحدد لها، وقد يصل الأمرفي النهاية إلى الوفاة لتعاطي المريض جرعات عالية منها.
راجع من هنا اضرار المسكنات على النساء
وتعتبر أيضاً مثبطات الجهاز العصبي من ضمن هذه المواد التي توجد في الأدوية التي يصفها الطبيب النفسي لعلاج القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
بالإضافة إلى المحفزات التي توصف لعلاج السمنة والاضطرابات المتصلة بتشتيت الانتباه والقدرات الذهنية، وغيرها من الأدوية المستخدمة في غير أغراضها.
ما هي آثار إدمان الأدوية على المخ؟
وتمثل مادة الدوبامين من أكثر المواد التي تؤثر عليها الأدوية، فهي توجد بالمخ، وهي عبارة عن مادة كيميائية توجد في الأماكن المسئولة عن الحركة والعاطفة والإحساس بالسعادة.
ولذلك عند تعاطي المريض الأدوية التي تعمل على زيادة مادة الدوبامين أو ما يشبها في التركيب يؤدي ذلك إلى زيادة الشعور الزائف بالنشوة والسعادة.
ومع الوقت عند تكرار المريض تناول هذا الدواء يبدأ المخ في تقليل أو عدم إنتاج مادة الدوبامين حتى يعتاد على تناول هذه الأدوية.
وبالتالي يصبح المريض في حاجة مستمرة لتعاطي هذا الدواء، حيث لا يستطيع الإستغناء عنه.
وبالتالي يؤثر على المدى البعيد على تغيير شكل و تركيب خلايا المخ و خاصةً في المناطق المسئولة عن اتخاذ القرارات والتعلم والذاكرة والسلوك.
وهذا بدوره يجبر المريض لتناول هذه الأدوية باستمرار، ويعتبر هذا هو السبب الرئيسي في إدمان الأدوية لدى بعض المرضى.
وعلى الرغم من أن إدمان الأدوية على تلك الأدوية التي يصفها الطبيب إلا أنه لا يتوقف عليها فقط، وإنما لتلك الأدوية المتاحة في الصيدليات للإستخدام بدون روشتة طبية.
وعلى سبيل المثال المادة الفعالة التي توجد في أدوية السعال وباقي الأدوية المتاحة دون وصف الطبيب.
وبالتالي إذا تناول المريض بعض الملاعق من الشراب السائل أو عدة أقراص فإن هذا لا يؤثر عليه بضرر.
أما إذا تناول جرعات عالية من هذا الدواء، فإنه يؤدي مشاكل بالحواس وخاصة حاستي النظر والسمع، بالإضافة إلى إصابة المريض بالتشويش الذهني والارتباك وألم في المعدة وهلاوس.
وعادة ما يبدأ إدمان الأدوية بتجربة بسيطة لدواء ما في موقف ما، ومن ثم يبدأ المريض مع الوقت بزيادة الجرعة حتى يحصل على المزيد من السعادة الزائفة.
ومع ذلك تختلف درجة الخطورة ووصول المريض لحالة الإدمان تبعاً لنوع المادة وتأثيرها الفعال على الجسم، ومع الوقت يبدأ ظهور أعراض إدمان الأدوية التالية.
أعراض إدمان الأدوية
- الحاجة الدائمة لتعاطي الدواء يومياً أو عدة مرات في اليوم الواحد.
- زيادة الجرعة كل فترة للحصول على التأثير المطلوب.
- تناول كمية أكبر من الدواء لمدة طويلة أكثر من المخطط له.
- تقلب المزاج بدون أي أسباب.
- إنفاق الكثير من الأموال لشراء الدواء، وقد يصل الأمر أحياناً إلى السرقة.
- عدم الاهتمام بالضروريات والمسؤوليات أو الانقطاع عن الحياة الأسرية والمهنية والإجتماعية.
- الفشل في محاولة التوقف عن تعاطي الدواء.
- ظهور أعراض انسحاب بمجرد التوقف عن تناول الدواء.
- الاستمرار في تناول الدواء على الرغم من معرفة مخاطر هذا الدواء النفسية والجسدية وتأثيرها على الحياة.
- الشعور بأعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تناول الدواء.
- اسهال غير متحكم فيه وإمساك.
- ميول المدمن إلى الأفكار الانتحارية لشعوره بالاكتئاب.
- قلة النوم وفقدان الشهية.
- الغثيان.
- القئ.
- الارتباط والقلق الدائم.
- فقدان التوازن وعدم التحكم بالسلوكيات.
- فرط النشاط، واليقظة المفرطة.
- عدم التحكم في البول.
- العطش الزائد عن الحد.
- الدوار المستمر وعدم السيطرة على النوم (الأرق).
- الرجفة التي يصاحبها تشنجات.
وبالتالي فإن الشخص المدمن على الأدوية لا يعاني من أعراض جسدية فقط وإنما يعاني أيضاً من أعراض نفسية وإجتماعية بالمثل.
فإذا كان الشخص مدمن على الأدوية فبوسعك أن تلاحظ هذا من خلال العلامات التي ذكرناها لك والتي ترشدك إلى إدمانه من قلقه وارتباكه الدائم وأيضاُ من الورطة المادية التي يقع فيها ومعاناته من الضغوط.
كيف نحمي أبنائنا من إدمان الأدوية؟
- كن على التواصل مع أبنائك، فتكلم معهم عن مخاطر استخدام الدواء وإساءة استخدامه.
- استمع لهم، فكن منصتاً لحديث أطفالك عن ما يمرون به من ضغوطات بينهم وبين أصدقائهم، وكن داعماً لمهاراتهم وجهودهم.
- كن قدوة حسنة لهم، فلا تسيء استعمال الأدوية التي تسبب الإدمان؛ فالوالدين الذين يفرطون في استعمال الأدوية أو الكحول يكون أطفالهم أكثر عرضة للإدمان.
- قوي علاقتك بإبنك.
وخلاصة الأمر أنه عند إصابتك بإدمان الأدوية عليك باللجوء إلي الطبيب المتخصص لمساعدتك على العلاج، والإلتزام بخطة العلاج المقررة لك.
وعليك أيضاً بتجنب المواقف شديدة الخطورة، فلا تعود للأماكن التي كنت تحصل منها على الدواء وكن بعيداً عن الرفقة التي كنت تتناول الدواء معهم.
ويمكنك أيضاً الانضمام لجماعات الدعم لتشجيعك للاستمرار في العلاج، حتى لا يكون احتمالية الإصابة به مرة أخرى تكون عالية.
وننصحك عزيزي القارئ بالتركيز على بناء مستقبلك وحياتك ولا تجعل هذه الأدوية تصبح طريقك للنجاة، فإنها لا تصلح من الأمور شئ بل تزيدها تعقيداً وسوءاً.
تم التحديث في 1 سبتمبر، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان