لقد انتشر استخدام المهدئات خلال السنوات القليلة الماضية بشكل مثير للقلق، وخاصة بين فئات الشباب، فكل من يشعر باضطراب في النوم نجد في يده الحبوب المهدئة.
وعلى الرغم من الاستخدامات الطبيه المفيدة لمثل هذه العقاقير في علاج العديد من حالات الاضطراب النفسي والشعور بالتوتر والارق، إلا أنها في بعض الحالات تمثل مصدراً للخطر له العديد من الأضرار الكارثية والتي قد تصل أحياناً الى حد الوفاة.
وبالطبع يختلف تأثير مثل هذه العقاقير وفقاً للعديد من العوامل مثل المادة الفعالة به ومدي تركيزها، لذلك تم تقسيم المهدئات الى قسمين:
- المهدئات الكبرى
- المهدئات الصغرى
ولكي نتعرف على مدى تأثير هاذين القسمين من المهدئات علينا أولا ً أن نقف دقيقة أمام آلية عمل هذه العقاقير.
المجموعة الاولى: المهدئات الكبرى
وفي السطور التالية سنتعرف على آلية عمل المهدئات الكبرى وكيفية حدوث تأثيرها على الانسان، حيث تقوم العقاقير المهدئة التي تنتمي إلى هذه المجموعة بعمل تثبيط لنشاطات المخ، كما أنها تهدئ من عمل الجهاز العصبي المركزي ككل بداخل الجسم البشري.
ومن أبرز هذه العقاقير وأشهرها في مصر والوطن العربي هي العقاقير المعروفة باسم البابيتيورات، فالجرعات الصغيرة من هذه العقاقير كفيله بإزالة كافة الموانع امام العقل البشري وتجعله يتحدث ويتصرف بحالة من الحرية و اللاشعورية.
المجموعة الثانية: المهدئات الصغرى
وتتلخص آلية عمل العقاقير التي تنتمي إلى هذه المجموعة في العمل على أجزاء محدودة من المخ وعادة ما تكون هذه الأجزاء التي تتعلق بالوجدان والمشاعر.
وتعد هذه العقاقير أقل خطورة من النوع الأخر ( المهدئات الكبرى) ، ويطلق على هذه المهدئات اسم ( البنزوديازبينات).
وتمتلك هذه العقاقير خصائص التهدئة والتقليل من الشعور بالخوف دون حدوث أي تأثيرات مباشرة على عمل قشرة المخ.
الاستخدامات الطبية للعقاقير المهدئة
اثبتت هذه العقاقير دورها الكبير في علاج العديد من حالات القلق النفسي بمختلف درجاته، هذا بالإضافة إلى علاج الأرق والإضطرابات النفسية والتي عادة ما تكون ناتجة عن الامراض العضوية أو المشكلات الاجتماعية.
كما يتم استخدام مثل هذه العقاقير قبل إجراء العمليات الجراحية، كأحد أنواع التخدير وكذلك يتم استخدامها لإرتخاء العضلات عند التعرض لحالات الشد العضلي الشديد وفي علاج التشنجات الناتجة عن نوبات الصرع.
لذلك لا احد يستطيع أن ينكر أهمية مثل هذه الأدوية في حياتنا ، ولكن في ظل الاطار المحدد لها حتى لا يتحول العلاج الى اعتياد ثم ادمان.
اسباب تدفعك الى ادمان المهدئات دون أن تعلم
- الاعتقاد الخاطئ أن المهدئات تساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل وتمنع الشعور القلق، وخاصة مع زيادة الجرعة.
- عدم وجود الوعي الكافي للتفرقه ما بين مضادات الاكتئاب والوسواس القهري وما بين الأدوية المهدئة، فالنوع الأول لا يحدث تعود إنما هو علاج نفسي، أما عن النوع الثاني فهو أقرب إلى عالم الإدمان بما تحمله من مضاعفات خطيرة.
- عدم توافر المعلومات الكافية حول الأضرار النفسية والجسمانية التي تسببها هذه الأدوية، وتخطي الجرعات المسموحة دون استشارة المتخصصين.
التعامل السليم مع التسمم الناتجة عن المهدئات في خطوات
تعد الأدوية سلاحاً ذو حدين، فإذا تم تناولها في الحد المسموح كان لها دور فعال في علاج العديد من الأمراض.
اما اذا زادت عن الجرعة المسموح بها في الدم فبذلك يتحول هذا العقار الشافي الى أحد أنواع السموم التي سجلت لها الدراسات مجموعة من الأضرار الخطيرة، والتي ربما تصل إلى حد الوفاة في حالة عدم التدخل الطبي السريع.
ومن أكثر الادوية التي يمكن أن تسبب التسمم السريع هي العقاقير المهدئة والمنومة.
ما هو التسمم الدوائي، وما هي أنواعه ؟
التسمم الدوائي يعني تناول جرعات تفوق الكمية المسموح بها من أحد العقاقير، وبالتالي يزداد تركيز هذه المادة في الدم مسببة العديد من الأضرار الجسيمة.
ويتوقف مدى سمية هذه العقاقير ، والأضرار الناتجة عنها وفقاً لعدة عوامل، من أهمهم:
نوعية المادة التي تناولها الفرد ومدى سميتها
الجرعة التي تناولها الفرد
وقت تناول آخر جرعة من هذه العقاقير
الحالة الصحية العامة للشخص ووزنه
الأعراض السريعة التي تنتج عن تناول العقاقير
أنواع التسمم الدوائي
وينقسم التسمم الدوائي إلى قسمين، وهما
1- التسمم المزمن
وعادة ما يحدث ذلك نتيجة تناول كميات كبيرة من هذه الأدوية لفترات طويلة وبشكل مستمر، ومن أشهر هذه الحالات التسمم الدوائي الناتج عن تناول كميات كبيرة من الأدوية المهدئة أو المنومة، أو الادوية التي تحتوي على مواد مخدرة.
بالإضافة إلى بعض الأدوية الأخرى التي يتم تناولها لفترات طويلة بحثاً عن الوصول إلى تأثير معين.
2- التسمم الحاد
وغالباً ما يحدث هذا النوع من التسمم الدوائي نتيجة تناول جرعات كبيرة من العقاقير على دفعة واحدة، ويمثل هذا النوع من التسمم حوالي 50% من إجمالى حالات التسمم حول العالم.
أشهر أنواع الأدوية التي تسبب التسمم الدوائي
- الأدوية المهدئة أو المرخية للعضلات
- الأدوية الخاصة بالجهاز العصبي المركزي
- المسكنات ومضادات الحمى
- أدوية الجهاز الدوري
- الأدوية المضادة للهستامين
- الأدوية المخفضة للسكر والأدوية المانعة للحمل
أعراض حدوث التسمم الدوائي
من أبرز علامات ادمان المسكنات وبالتالي حدوث التسمم الدوائي:
- التعرض لحالات من الإغماء
- الشعور بالدوار والصعوبة الملحوظة في نطق بعض الكلمات
- التدلي الجزئي للجفن العلوي للعين
- الغثيان والشعور بالصداع
- انخفاض ملحوظ في ضغط الدم ، مما ينتج عنه بطء في عملية التنفس
- عدم القدرة على حفظ التوازن والترنح أثناء المشي
- الشعور بالزغللة وعدم القدرة على رؤية الأشياء بشكل واضح
التعامل الصحيح مع الشخص المصاب بالتسمم الدوائي الناتج عن المهدئات
- التأكد من استمرار التنفس والاستعانة بالتوقف باجهزة في التنفس الصناعي في حالة الحاجة اليه
- اسناد رأس المصاب إلى الخلف ورفع الذقن إلى أعلى
- طلب المساعدة الطبية في أسرع وقت ممكن
- في حالة عدم دخول المريض في مرحلة الاغماء ينصح بمحاولة اجراء تقيئ صناعي
- متابعة النبض والتنفس حتى الوصول الى اقرب مركز طبي .
تم التحديث في 1 سبتمبر، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان