رغم التطور العلمي الذي نعيشه الآن في مجال مكافحة المخدرات والتصدي لها بكل ما أوتينا من قوة، إلا انه ما زالت الإرادة القوية والعزيمة هما الحد الفاصل الذي يتوقف عليه نجاح عملية العلاج والوصول إلى أهم مرحلة من مراحل علاج المخدرات ألا وهي مرحلة التعافي التام.
فطبقاً للدراسات التي تم إجرائها مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية فهناك واحد ما بين كل عشر أشخاص قد وقعوا في فخ الإدمان سواء ادمان المخدرات بانواعها أو ادمان المشروبات الكحولية.
وعادة ما تظهر علامات الادمان من خلال مجموعة من المؤشرات، ومن بين هذه المؤشرات ما يلي:
- عندما يقع الانسان في فخ الادمان يبدأ الانسان في البحث عن المادة المخدرة التي يتعاطاها بشكل جنوني وعصبي.
- يستمر في تناول هذه المواد على الرغم من كافة الأمور السلبية التي تنتج عنها والتي يراها بأعينه كل يوم مثل فقدان العمل او العائلة وغيرها.
- فقدان القدرة على التحكم في المشاعر او الذات، فلم يعد يرى امامه سواء المادة المخدرة وكيفية الحصول عليها بأي طريقة.
مراحل علاج المخدرات الطبية والنفسية
من أبرز الأخطاء التي يقع بها البعض هو تصور أن العلاج الطبي أو الدوائي للادمان ما هو إلا سحراً سيقضي على المادة المخدرة دون أي مجهود أو مساعدات أخرى.
ولكن حقيقة الأمر عكس ذلك، فالعلاج الدوائي أو الطبي يعد أحد الخطوات التي تساعد على التحرر من المواد المخدرة بمساعدة البرامج التأهيلية التي تساعد المريض على استعادة صحته مرة اخرى بشكل متوازن وسليم مع الوضع في الاعتبار كافة السياسات والبرامج التي تعمل على نجاح تلك المرحلة بشكل أكثر فاعلية.
دور المناهج السيكولوجية السلوكية في علاج الادمان والتعافي
يؤكد الاطباء على أن الوصول إلى مرحلة التعافي من الادمان لا يعتمد على العلاج الطبي فحسب، ولا غنى عن التطرق إلى المناهج الأخرى التي تساعد المريض على تعديل سلوكياته وتقديم المساعدة إليه.
هذا بالإضافة إلى ضرورة التطرق إلى أهم الأسباب التي دفعت المريض إلى الوقوع في فخ الادمان ومحاولة معالجتها بالطرق العلمية الصحيحة.
كما يشتمل العلاج السلوكي جلسات العلاج الجماعي، والتي تعد من أهم خطوات علاج الادمان ومن خلال هذه الخطوة يتم التعرف على تجارب عدد من المتعافين، والوقوف على الأسباب التي تعيق عملية التعافي سواء كانت هذه الأسباب ذهنية أو نفسية أو مادية، ومن ثم يتم العمل على معالجة هذه الأسباب بأسلوب منطقي وعلمي.
ومن أهم خطوات العلاج السلوكي هو التدريب على بعض المهارات النفسية والسلوكية التي تحمي من التعرض إلى خطر الانتكاسة وكيفية التصرف الصحيح في حال التعرض إلى مثل هذه الأمور.
بالإضافة الى تعليم بعض المهارات التي تساعد في مواجهة مشكلات الحياة دون اللجوء مرة اخرى الى تعاطي المخدرات.
فمن خلال هذه الخطوات تكتمل مراحل علاج المخدرات ويتم تحصين المريض ضد التعرض لأي انتكاسة.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان