في ظل الأهمية الكبيرة التي أصبحت تشغلها العقاقير المضادة للاكتئاب على مستوى العالم، وخاصة بعد اثبتت فاعلياتها في علاج عدد كبير من مثل هذه الحالات، اطلق المعهد الدولي للصحة الاكلينكية بالولايات المتحدة الامريكية مجموعة من المعلومات الهامة حول استخدام مثل هذه العقاقير، ولضمان الحصول على أفضل نتائج.
حيث تضمن هذه الارشادات والمعلومات ما يلي:
سجلت العديد من الدراسات نتائج تشير إلى أن الادوية المضادة للاكتئاب من أكثر الأدوية التي ينتج عنها آثار جانبية حادة.
لذلك يجب قبل الإقدام على تناول مثل هذه العقاقير مناقشة هذا الامر مع الطبيب المعالج، ويفضل الاستعانه بأي وسائل أخرى إن امكن ذلك.
ولعل من أبرز الآثار الجانبية التي تنتج عن تناول هذا العقار في الأيام الأولى هو الشعور بالدوخة وفقدان الشهية، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات البسيطة في المعدة مثل الشعور بالغثيان، وأحيانا زيادة الرغبة في النوم.
يجب ألا تقل فترة علاج الاكتئاب عن 6 أشهر وتصل إلى 9 أشهر وربما تزيد عن ذلك وفقاً لتشخيص الطبيب المعالج.
لذلك ينصح بعدم التوقف عن تناول مثل هذه العقاقير قبل انتهاء هذه الفترة حتى في حال عدم التعرض لاي نوبات من الاكتئاب، وفقاً لما يحدده الطبيب المعالج.
وفي حال الاقلاع عن تناول مثل هذه العقاقير يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي، حتى لا يتعرض المريض الى نوبات اخرى من الاكتئاب وقد تكون أشد قوة.
كما انه لا ينصح باللجوء إلى مثل هذه العقاقير في حالات الاكتئاب البسيطة والقريبه الحدوث، بل ينصح باللجوء للعلاج المعرفي والسلوكي.
بالإضافة الى بعض التمارين النفسية التي تساعد في تخفيف من حدة هذه النوبات.
وفي حالات الإكتئاب التي تتنوع ما بين المتوسط الى الشديدة ينصح بعدم الاعتماد بشكل كلي على الأدوية المضادة للاكتئاب فحسب.
وإنما يجب ان يدعم هذا العلاج عن طريق جلسات العلاج النفسي ( العلاج المعرفي والسلوكي ).
لتقييم تأثير الدواء على أعراض الاكتئاب يجب إتباع بعض المعايير القياسية المعروفة لقياس درجة الإكتئاب مثل scale Montgomery – Asberg Depresion Rating Scale – Hamilton Dep. Rating Scale.
كما ينصح بضرورة تغيير العقار في حالة استخدامه لمدة اسبوعين كحد أقصى ، لم يظهر اي تحسن ، كما لاينصح باستخدام العقاقير في حالة ظهور اي اعراض جانبية غير محتملة.
أسباب عودة نوبات الاكتئاب ” الاكتئاب المتكرر “
يؤكد المتخصصون أن هناك عدد من العوامل التي تؤدي الى تعرض الشخص الى نوبات من الاكتئاب المتكرر ، ومن اهم هذه العوامل ، ما يلي:
- الانقطاع المفاجئ عن تناول الأدوية دون اي استشارة طبية.
- وجود تاريخ عائلي للمرض
- التعرض لإحدى الصدمات العصبية المفاجئة، وعدم علاجها بشكل سريع للتخلص من آثارها.
- وجود مرض عضوي مزمن يؤدي الى الشعور بالاكتئاب
- بالاضافة الى بعض العوامل الاجتماعية مثل التعرض الى ضغط نفسي شديد او فقدان احد المقربين.
الجرعات للوقاية من الاكتئاب المتكرر
وعادة ما يلجأ الأطباء الى وصف هذه الجرعات في حال التوقف عن العلاج بجلسات تنظيم ايقاع المخ ، وتكون الجرعات مثل التي اعتاد المريض على تناولها اثناء فترة المرض او اقل قليلا وفقاً للتشخيص الطبي.
كما اكدت الدراسات ان لعنصر الليثيوم دور هام في الوقاية من عودة نوبات الاكتئاب ولكن لا ينصح بتناوله بمفرده، فيمكن استخدامه مع النور تربتالين Nortriptylene، البقاء على استخدام الليثيوم يحمي من التفكير في الانتحار.
العلاقة بين الأدوية المضادة للاكتئاب والتفكير في الانتحار
الاكتئاب أصبح أحد الأمراض الملازمة لهذا العصر، فعادة ما يصاب به الاشخاص ذوي الشخصيات الضعيفة، والتي تقع فريسة لإي إخفاق أو فشل، قد يحدث لهم اثناء رحلتهم مع الحياة، واحياناً يلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في الاصابة بهذا المرض.
في الماضي كان يتصور البعض ان الاكتئاب ما هو إلا وحش كاسر يلتهم كل من يقترب منه، ولكن مع التقدم العلمي أصبح هناك العديد من العلاجات سواء الدوائية او النفسية التي تساعد في علاج مثل هذه الحالات والتغلب على اعراضها بسهولة.
وعلى الرغم من أن هذه الوسائل اثبتت فاعليتها بشكل كبير في علاج مثل هذه الحالات إلا أن هناك من يحذر من الأخطار الجسيمة التي تسببها هذه العلاجات، وخاصة الدوائية منها على المدى البعيد.
هل حقاً الادوية المضادة للاكتئاب علاج للاكتئاب ام هلاك ؟
قبل أن نجيب على هذا التساؤل علينا أولا أن نتعرف على فاعلية عمل هذه العقاقير و المدة اللازمة لإحداث تأثير فعلي على اعراض هذا المرض.
فاعلية عمل الأدوية المضادة للاكتئاب
قبل أن نتحدث عن آلية عمل هذه الأدوية علينا أن نشير إلى انه كلما زادت أعراض الاكتئاب ، كلما زادت من فاعلية هذه العقاقير.
اي عادة ما يوصى الاطباء بتناول هذه العقاقير في حالات الاصابة بالاكتئاب من الدرجات المتوسطة الى الشديدة الخطورة.
عن المدة اللازمة لإحداث تأثير ملموس نتيجة استخدام هذه العقاقير يؤكد المتخصصين ان هناك اعتقاد خاطئ يشير إلى أن الأدوية المضادة للاكتئاب لا تحدث اي تأثير الا بعد مرور ما لا يقل عن اسبوعين الى اربعة اسابيع من الاستخدام.
فهذا الأمر غير صحيح على الاطلاق ، فكل نوع من هذه الأدوية له خواص علاجية معينة يتحدد على أساسها مدة الاستجابة لهذا العقار.
وذلك بداية من الاسبوع الاول او الثاني من الاستخدام بحد اقصى من 4 – 6 اسابيع.
لذلك ينصح بعدم استخدام مثل هذه العقاقير الا تحت اشراف طبي كامل، حتى يتم تغيير هذا العقار في حالة عدم وجود تاثير أو عدم ملاحظة اي تحسن في حال الاستخدام لمدة اسبوعين، ومن ثم الاستعانه بعقار اخر.
العلاقة بين الادوية المضادة للاكتئاب والتفكير في الموت
بالفعل اثبتت العديد من الدراسات أن هناك علاقة وثيقة تربط بين تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والتفكير في الموت والافكار الانتحارية.
وخاصة لدى المراهقين في بداية الأسابيع الاولى من العلاج، لذلك ينصح بضرورة أن يتم علاج مثل هذه الحالات تحت اشراف طبي كامل.
واحيانا يستعين الطبيب المعالج ببعض الادوية التي تساعد على التقليل السريع من هذه الاعراض ، ولكن يتم تحديدها وفقاً للحالة الصحية للمريض.
المدة الازمة لعلاج مثل هذه الحالات
يؤكد الاطباء على أن الأدوية المضادة للاكتئاب تعالج الأعراض المصاحبة لنوبات الاكتئاب، وعادة ما تستغرق حوالي 6- 9 اشهر، ولكنها لا تعالج الاسباب التي تدفع الى الاكتئاب.
لذلك ينصح ان يخضع المريض إلى جلسات من العلاج النفسي للوقوف على اسباب الاصابة بالاكتئاب ومعالجتها بشكل صحيح، كما ينصح بعدم انقطاع العلاج حتى في حال عدم التعرض الى أي نوبات إلا وفقاً لما يراه الطبيب المعالج.
تم التحديث في 3 يوليو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان