إن علاج الإدمان على الإنترنت يعتبر من الطرق العلاجية النفسية التي يعتمد عليها أطباء علاج الإدمان في المستشفيات والمصحات المتخصصة في علاج الإدمان.
فهذه الطرق العلاجية من الوسائل التي يمكن تسميتها علاج الإدمان السلوكي لذلك يعتبر الإدمان على الإنترنت من أنواع الإدمان السلوكي الخطيرة التي يستوجب علاجها بشتى الطرق النفسية والسلوكية والمعرفية.
في هذا المقال نتناول بعض من طرق علاج الإدمان على الإنترنت حسب الدراسات الطبية والسلوكية، وحسب برامج علاج الإدمان التي يعتمدها الأطباء النفسيون في المصحات العلاجية المتخصصة في علاج الإدمان، كما نتناول أسباب الإدمان على الإنترنت وأضراره وأعراضه.
أعراض الإدمان على الإنترنت
قبل إلقاء الضوء على طرق علاج الإدمان على الإنترنت لابد أن نفهم جليّاً ما هو الإدمان على الإنترنت والأعراض الناتجة عنه.
من المعروف أن شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” أحد المظاهر التكنولوجية الهامة التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة.
ففي العالم أجمع أصبح الإنترنت أحد المظاهر الحياتية التي نقلت حياة المجتمعات إلى الأفضل، فالإنترنت أصبح فاعلاً في كل شيء في الحياة بداية من الأعمال المرتبطة به حتى وسائل الترفيه، كما عمل الإنترنت على تحسين حياة الناس نحو الأفضل.
وبالرغم من فوائد الإنترنت العديدة في حياة المجتمعات، إلا أنه نتج عن الإفراط في استخدامه إدماناً سلوكياً ينتج عنه العديد من الأعراض والمظاهر التي يجب علاجها، ومن هنا ظهرت طرق العلاج من إدمان الإنترنت.
أما عن الأعراض التي تظهر على الشخص المدمن على الإنترنت فهي تتمثل في:
- الرغبة الشديدة في إستخدام الإنترنت خاصة إذا كانت تلك الرغبة في غير محلها، أو ان الاستخدام هذا غير ضروري.
- الشعور بالإحباط والاكتئاب والعصبية في حالة انقطاع الإنترنت لساعات طويلة أو لأيام، حيث تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور والتي تتمثل في الاكتئاب والشعور بالحزن.
- الجلوس لفترات طويلة على مواقع الإنترنت أو على الهاتف المحمول بغير سبب هام، فقد يكون السبب للجلوس هو العمل على الإنترنت فهذا لا يعتبر إدماناً بل جلوساً ضرورياً لكن الجلوس لمجرد الجلوس فهو الإدمان بعينه.
- المدمن على الإنترنت قد يترك جلسة الأصدقاء والأسرة من أجل الجلوس على الإنترنت، وهذا يزيد من عزلة المدمن وبعده عن الحياة الواقعية مما يؤثر في كيمياء مخه التي تتأثر بشكل كبير وهذا يعني تغيّراً سلوكياً هاماً.
- الخلط بين الواقع والخيال، أو بمعنى أدق هدم الجدار الفاصل بين العالم الواقعي الذي من المفترض ان يعيش الإنسان في تفاصيله، وبين العالم الإفتراضي الذي يمثله الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص.
- هذه العلامات نضيف إليها تاثر الحياة العامة للمدمن على الإنترنت حيث تتاثر حياته المهنية كثيراً وكذلك حياته الدراسية جرّاء مظاهر الإدمان على الإنترنت، مما يعني أن العلاج من إدمان الإنترنت بات ضرورياً وهاماً للغاية إذا وصلت تلك العلامات لذروتها.
ما هي الأسباب التي تدفع الإنسان لعلاج الإدمان على الإنترنت؟
هناك بعض الأسباب التي تدفع الإنسان من أجل العلاج من إدمان الإنترنت وهذه الأسباب تمثل ما يفعله الإدمان على الإنترنت في الإنسان حيث أضرار صحية ونفسية كبيرة تجعل العلاج من إدمان الإنترنت ضرورياً، فما هي تلك الأضرار؟
- يعاني المدمن على الإنترنت من بعض المظاهر الصحية مثل الإرهاق والتعب العام سواء كان هذا التعب على المستوى الجسدي او المستوى النفسي.
- يعاني المدمن من إرهاق العين، وذلك جرّاء النظر طويلاً إلى شاشة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة المحمول، وهذا الإرهاق قد يسبب مضاعفات شديدة للغاية بالنسبة للعينين.
- ينتج عن الإدمان على الإنترنت مضاعفات جسدية أخرى مثل آلام العمود الفقري بسبب الجلوس الخاطئ لفترات طويلة على الهواتف أو شاشات الحاسوب دون تغيير وضعية الجلوس.
- إن السمنة المفرطة تعتبر أحد المظاهر الهامة الناتجة عن الإدمان على الإنترنت، وذلك بسبب عدم الحركة لفترات طويلة مما يعني تراكم الدهون في الجسم، وهو ما يمكن أن يؤدي لمضاعفات شديدة في المستقبل.
هناك بعض المظاهر النفسية الصعبة مثل العزلة والابتعاد عن المناسبات الاجتماعية وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية طبيعية، وقد يؤدي الإدمان على الإنترنت إلى فشل الحياة الزوجية بسبب عدم الاهتمام بالمسؤوليات الملقاة سواء على الزوج أو الزوجة.
كل هذه الأضرار تدفع المدمنين إلى علاج الإدمان على الإنترنت وهو ما نتحدث عنه بعد قليل.
5 طرق هامة لعلاج الإدمان على الإنترنت
نلقي الضوء بالتفصيل على طرق هامة لعلاج الإدمان على الإنترنت وهذه الطرق تتمثل في:
1) الذهاب للطبيب النفسي من أولى خطوات علاج الإدمان على الإنترنت
إذا كنت تعاني من إدمان الإنترنت، فإن أولى خطوات علاج الادمان على الإنترنت هو الذهاب للطبيب النفسي والتحدث معه، وذلك لأنه لديه من الطرق العلاجية والنفسية التي تساعدك على التخلص من مظاهر وسلوكيات الإدمان على الإنترنت.
2) حارب الإدمان على الإنترنت بالوقت
استغلال الوقت من أهم طرق علاج الإدمان على الإنترنت فلا تترك لنفسك وقتاً فارغاً لكي يكون الإنترنت هو من يملأ هذا الفراغ، بل استغله في أي شيء نافع.
كما يمكنك استغلال هذا الوقت في تعلم لغة جديدة أو زيادة دخلك بعمل إضافي وغيره، وهذا يساعدك على الدخول على مواقع الإنترنت باعتدال يومياً.
3) ممارسة الرياضة والهوايات المختلفة من طرق علاج الإدمان على الإنترنت الهامة
لكل إنسان بعض الهوايات الهامة مثل الرسم أو القراءة أو أحد الرياضات وغيرها، لذلك فإن التخلص من الإدمان السلوكي، ومنه طريقة العلاج من إدمان الإنترنت جزء منه هو تنمية السلوكيات والعادات الجيدة، ومنها تنمية الهوايات والرياضيات والانخراط في الأنشطة الجماعية و غيرها.
4) تحديد ما يفيدك من الإنترنت فقط
من الأمور الهامة التي تمثل طريقة من طرق علاج الإدمان على الإنترنت هو تحديد مدى الاستفادة من مواقع الإنترنت، وتسأل نفسك سؤالاً واضحاً وهاماً ما هو وجه استفادتي من الإنترنت.
فإذا كان عملاً يجب عليك فعله، فعليك القيام بهذا العمل فقط وعدم الجلوس لساعات إضافية، أو إذا كانت لأي شيء آخر فحدد مدى الاستفادة وتخلص من الأمور السلبية التي تؤثر على علاقتك بالإنترنت ومنها مظاهر الإدمان.
5) تكوين علاقات بينك وبين أصدقاء جدد
إن العزلة من مظاهر الإدمان على الإنترنت، لذلك فإن علاج الإدمان على الإنترنت يستوجب بشكل عام كسر هذه العزلة والتخلص منها من خلال تكوين علاقات بينك وبين اصدقاء جدد، أو تكوين علاقات اجتماعية بشكل عام.
هذا بلا شك يجعل من الحياة الواقعية أكثر فاعلية تجعلك تتخلص من الحياة الافتراضية التي يمثلها الإنترنت في حياتك.
كانت هذه من أهم الطرق لعلاج الإدمان على الإنترنت، وهي في مجملها تدريب على سلوكيات جديدة ومغايرة لسلوكيات الإدمان على الإنترنت.
ومن النصائح الهامة والضرورية هو الاستشارة الطبية من خلال الذهاب للطبيب النفسي المتخصص الذي يساعدك على وضع خطة علاج الإدمان على الإنترنت للقيام بها والتخلص نهائياً من السلوكيات المرتبطة بهذا الإدمان الخطير.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان