تتناول الدراسات الطبية العالمية حول العالم خلال الفترة الاخيرة العديد من التقارير الهامة التي تتحدث عن إدمان النساء للكحوليات وآثارها الخطيرة للغاية على حياة هؤلاء المدمنات، والآثار السلبية التي تعاني منها المرأة التي تدمن الكحول، فما هي خطوات علاج ادمان النساء على الكحول وما السبيل للخروج من تلك الدائرة المفرغة؟
إن الكحول أكثر خطراً على النساء من حيث معايير الشراهة والشراب الكثيف ومن ثم فإن علاج إدمان النساء من الكحول يصير أكثر صعوبة من علاج الرجال.
هكذا قال المعهد الوطني الامريكي لعلاج الكحول في تقريره السنوي مؤكداً أن النساء يعانين من مراحل خطيرة في رحلة إدمان الكحوليات تجعل العلاج صعباً، لكنه على اية حال غير مستحيل بالطبع، وهو ما نتناوله خلال نقاط هذا المقال.
مراحل علاج النساء من إدمان الكحول
هناك العديد من المراحل التي يجب أن تمر بها النساء في العلاج من إدمان الكحول والخمور وهذه المراحل دقيقة للغاية نتناولها من خلال النقاط التالية والتي تشكل دليلاً شاملاً لعلاج النساء من إدمان الكحوليات والخمور.
المرحلة الأولى: الاعتراف بوجود مشكلة هو أولى خطوات العلاج
هناك بعض الحالات المرضية لا تعترف أبداً بأن هناك مشكلة ما، وهذا ينسف فكرة علاج النساء من إدمان الكحوليات.
حيث أنه لابد من مواجهة الحقيقة، وذلك لأن الكحوليات والخمور غير أنها محرمة من الناحية الدينية، إلا أنها بالطبع لها العديد من الأضرار الصحية والنفسية الخطيرة على النساء مما يشكل خطراً على الحياة.
لذلك لابد أن تعترف التي تتناول هذه الكحوليات أن ثمة مشكلة ما يجب حلها وأن حياتها في خطر بل إنها متوقفة على ضرورة العلاج من إدمان الكحول والبداية من جديد نحو حياة أفضل لها ولكل المحيطين بها.
هذا الاعتراف يجب أن يكون ذاتياً لأنه يشكل الوقود الحقيقي من أجل بدء العلاج الجسماني والنفسي ونجاح خطوات العلاج حتى التعافي والتماثل التام للشفاء.
المرحلة الثانية .. ترميم ما أفسده الإدمان
إن الترميم الصحي والجسماني وإصلاح ما أفسده إدمان الكحول واجب إذن لمن قرر العلاج وهذا يأتي بعد الاعتراف بوجود مشكلة ما.
ونظراً لأن أضرار الكحول على النساء أشد ضرراً وخطراً على الصحة أكثر بكثير على الرجال، فإن هذا يتطلب مجهوداً كبيراً سواء على المدمنة أو الفريق العلاجي الذي يقوم بعلاج المرأة المدمنة على الكحول.
وتتمثل المرحلة الثانية في علاج النساء على الكحول في العديد من النقاط الفرعية في هذا العلاج من الناحية الجسمانية.
وهذه النقاط هي:
- تنقية الجسم من السموم التي تراكمت في خلايا الجسم والتي يمكن علاجها من خمسة أيام إلى أسبوع كامل ويتم فيها استخدام بعض الأدوية مثل أدوية مهدئة الاهتزاز وعلاج الارتباك والهلاوس والهذيان الارتعاشي ولابد أن يتم العلاج من إزالة السموم في مركز استشفاء طبي يراعي مبادئ العلاج وتحت إشراف طبي دقيق.
- قد تستخدم بعض الأدوية الهامة مثل: دواء البنزوديازيبين وهو من أشهر الأدوية لإزالة السموم وكذلك دواء كلورديازيبوكسيد.
- بسبب أضرار الكحول على النساء والأمراض الخطيرة التي قد تنجم عن الإدمان، فمن الضروري علاج مظاهر هذه الأمراض بالتوازي مع مرحلة الإنسحاب وتحت إشراف طبي قائم بالفعل في مصحة علاج إدمان نفسية وعلاجية متخصصة، وعلاج الأمراض يتمثل في أدوية علاج القلب وارتفاع ضغط الدم والكبد وهي من الأمراض الناتجة عن إدمان الكحوليات.
لذلك نجد أن علاج إدمان النساء من الكحوليات به مرحلة متداخلة وهي علاج تلك الأمراض مع الأعراض الإنسحابية.
أدوية تستخدم في علاج النساء من إدمان الكحول
تلك هي الأدوية الخاصة بأعراض الانسحاب وعلاج الرغبة الشديدة في تعاطي الكحوليات والإدمان عليها.
ومن هذه الأدوية التي أثبتت فاعليتها الشديد في علاج النساء من إدمان الكحول:
- النالتريكسون، وهو من الادوية الشائعة والتي أوصت به جمعيات علاج إدمان الكحول في أوروبا والولايات المتحدة، و يعتبر هذا الدواء خاص لتقليل الرغبة في الإدمان وشرب الكحول، ويستخدم في الحالات الإدمانية الشديدة.
- ثنائي السلفيرام، وهو من الأدوية الهامة التي تعالج الرغبة في شرب الكحول ايضاً.
- هذا إلى جانب أدوية أخرى مثل الأكامبروسيت وعقار فيفيترول وغيرها من الأدوية وهي تستخدم في المرحلة الثانية من مراحل علاج النساء من إدمان الكحول.
مراحل علاج النساء من إدمان الكحول من الناحية النفسية
تشكل الأمراض النفسية والعصبية جانباً كبيراً من نتائج علاج النساء من إدمان الكحول، ومن أشهر الأمراض التي تعاني منها المرأة المدمنة على الكحوليات والخمور الاكتئاب الشديد والذي يتم علاجه من خلال مضادات الاكتئاب وغيرها.
إلا أن ملامح برامج علاج النساء من الكحول في تلك الناحية تبنى على أسس الدعم النفسي المباشر وبرامج الرعاية اللاحقة ونتعرف على تلك الخطوات من خلال النقاط التالية:
الالتحاق ببرنامج الرعاية النفسية من خلال الدعم الفردي والجماعي، فالعديد من البرامج الهامة التي تساعد المدمنين على تخطي الأمور النفسية التي قد تكون منفذاً لرجوعهم مرة أخرى إلى إدمان الكحول والخمور، مثل جماعة المدمنين المجهولين التي تساعد المدمنين على ترك الكحول سواء من الرجال أو النساء من خلال الدعم النفسي عن طريق الجلسات والرابطة الداعمة في هذه الجلسات هو الخبرات المتراكمة في مواجهة الإدمان والتي ينقلها الرجال لبعضهم البعض أو النساء لبعضهن البعض.
إنها طريقة فعّالة للعلاج النفسي من خلال مبادئ هامة تضعها هذه الرابطة المستقلة التي لها هدف هام وهو التعافي من إدمان المخدرات ومساعدة المدمن على اكتساب قدرات تؤهله في الحياة الجديدة البعيدة عن الإدمان.
برامج الرعاية اللاحقة في المصحات والمستشفيات العلاجية، وهي عبارة عن برامج متخصصة في دعم النساء المدمنات من أجل الوصول إلى التعافي وزيادة قدرتهن على تخطي المراحل النفسية السيئة التي ترتبط بالإدمان.
تساعد الطرق العلاجية النفسية على غرس المهارات والسلوكية الهامة التي تحتاجها المرأة التي تعافت من الإدمان لعدم رجوعها مرة أخرى إلى مرحلة إدمان الكحول، وهذا يعني تدريب المدمنة على سلوكيات مغايرة عن السلوكيات التي تعوّدت عليها في فترة الإدمان السابقة.
هذا يتم من خلال أمور هامة مثل العلاج النفسي الفردي والعلاج الجماعي وبرامج متعددة وضعتها مستشفى علاج الإدمان سواء كان الرعاية الكاملة والإقامة في هذه المستشفى، أو من خلال الرعاية خارج المستشفى مثل برنامج التعافي والرعاية اللاحقة.
تعتمد البرامج النفسية مسألة هامة للغاية وهي دور الأسرة التي تلحقه في العلاج وهو يشمل العديد من النقاط الهامة مثل دور الأسرة في الاحتواء العاطفي والنفسي للمدمنة المتعافية وتدريب الأسرة على حل المشكلات التي دفعت المرأة المدمنة على إدمان الكحول والخمور أو المخدرات بشكل عام، والعديد من البرامج تهتم بدور الاسرة وتضعه في أولويات عملها.
في نهاية الأمر؛ يجب أن نعرف أن علاج النساء من إدمان الكحول له مراحل شاقة وتتطلب إرادة قوية لمراحل العلاج المختلفة، وذلك لأن التقارير أوضحت ان علاج النساء من إدمان الكحول يمثل صعوبة أكبر من علاج الرجال بسبب الاعتمادية بالنسبة للنساء أكبر من الرجال، إلا أنه كلما كان العلاج سريعاً كلما كان فعّالاً ومن الممكن أن يشكّل هذا نقطة جيدة في صالح النساء المدمنات.
تم التحديث في 2 أغسطس، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان