أصبح البعض يعيش في حالة من التوتر الدائم، ربما نتيجة التعرض إلى ضغوطات العمل او الحياة اليومية.
مع الاستمرار في ذلك تبدأ علامات هذا التوتر في الظهور بشكل واضح في صورة أعراض نفسية و جسدية والتي تقود إلى أمراض مزمنة.
ومن هنا ظهر مصطلح جديد نوعاً ما في عالم الطب، وهو ما يسمى بـــ ” الأمراض النفس جسدية “، والتي اخذت الابحاث والاهتمامات تزداد حوله خلال الفترة الماضية لفهم هذه الظاهرة الجديدة.
كيف تحدث الأمراض النفسي جسدية ؟
حيث توصلت العديد من الابحاث إلى أن التوتر والقلق النفسي يظهر على جسم الانسان من خلال عنصران رئيسيان ، وهما :
العنصر الأول : الشعور بالتوتر النفسي
وعادة ما يتضمن هذا الشعور كافة الأعراض الخاصة بالاضطراب والقلق النفسي والانفعال الزائد ، بالإضافة الى التغييرات السلوكية والاجتماعية المصاحبة لذلك .
العنصر الثاني : التوتر الفسيولوجي
وعادة ما يظهر هذا العنصر في صورة استجابة عصبية وكيميائية ، بالاضافة الى بعض ردود الأفعال المرضية ، والتي تظهر في صورة أعراض جسدية لأمراض عضوية.
وعادة ما يحدث ذلك نتيجة حدوث بعض التغييرات الكيميائية مثل زيادة سرعة الترسيب في الدم و ما يصاحبها من آلام جسدية قد تظهرت بشكل واضح نتيجة تعرض الاشخاص الى حالات التوتر.
حيث اثبت الدراسات أن التعرض للمواقف المسببة للتوتر تؤدي إلى تزايد نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
الأمر الذي ينتج عنه مشاكل حادة في القلب، كما لوحظ ايضاً ارتفاع معدل الادرينالين و النورادرينالين في البول عند الأشخاص المعرضين الى ضغط قوي في العمل ومطالبين بإنتاج عالي في عملهم على حساب مشاعرهم مما يؤدى إلى الإنزعاج الجسدي والنفسي، بالاضافة الى الشعور بالألم.
وفي إحدى الدراسات الحديثة التي تناولت العلاقة بين التوتر النفسي وأمراض القلب، فقد ثبت أن المهن التي يمتهنها الشخص تؤثر في درجة تعرضه للتوتر والانفعال النفسي.
حيث ثبت علمياً ان الاشخاص اصحاب المهن الادارية هم الاكثر استعداداً للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشراين ، نتيجة ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثنية الناتحة عن هذا التوتر.
الأعراض النفس جسدية التي تحدث بسبب التوتر :
عادة ما تظهر الاعراض النفس جسدية في الصور التالية:
- زيادة ملحوظة في عدد ضربات القلب
- الشعور المزمن بالصداع
- ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم
- حموضة المعدة والالام الجسد
- اضطرابات في الجهاز التنفسي وصعوبة بالغة في عملية التنفس
- الام القولون
- اضطرابات الجهاز الهضمي ، والالام في المعدة
علاج التوتر لتفادي الوقوع في دائرة الأمراض
ينصح المتخصصين للتخلص من هذه المشاعر باللجوء إلى العلاج المعرفي والسلوكي للحد من هذا التوتر وتعتمد هذه الطريقة على تبديل التغيرات النفس فسيولوجية التي تحدث بسبب القلق والتوتر.
وذلك عن طريق بعض التمارين مثل تمارين التنفس البطئ والاسترخاء ، بالاضافة الى الجلسات النفسية وجلسات التأمل التي تحدث على يد متخصصين في حال زيادة الأمر عن الحد المقبول.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان