إن علاج ادمان الشاشمندي أو “البنقو الجديد” كما يطلق عليه شباب الجامعات في السودان من الخطوات التي تهتم بها مراكز الإدمان سواء في مصر أو السودان أو في الدول المجاورة لها.
وذلك بسبب ما تواجهه السودان من أخطار كبيرة جراء إنتشار هذا المخدر الذي يهدد الشباب السوداني.
وهنا نعرض بالتفصيل قصة مخدر الشاش أو الشاشمندي أو البنقو وما هو السر وراء انتشاره في السودان وسبب إقبال الشباب السوداني عليه.
وما هي خطوات علاج ادمان الشاشمندي العلمية والعملية جسدياً ونفسياً وكيفية القضاء عليه وتبيان أخطاره وأضراره على الفرد والمجتمع.
لماذا ينتشر الشاشمندي في السودان خاصة؟
إن الشاشمندي أو البنقو الجديد أو الشاش ليست السودان من تنتجه، ولكن تعتبر السودان من أكبر الدولة التي يعبر من خلالها الشاشمندي، فما هي قصة إنتشاره.
إن كلمة الشاش مندي كلمة حبشية إثيوبية في الأساس، لذلك فإن الموطن الاصلي لهذا المخدر من إثيوبيا حيث تنشط تجارته وتنتقل عبر الحدود السودانية معها.
حيث ترتبط تجارة الشاشمندي بتجارة تهريب البشر والدعارة وغيرها من التجارة المحرمة التي تنتشر في هذه المناطق وتتوغل نحو الأراضي السودانية التي تعتبر معبراً لهذه العصابات.
هذا ما جعل عصابات المخدرات في السودان تفضله عن غيره من المخدرات الأخرى، بل أصبح هذا المخدر من المخدرات المحلية شديدة الخصوصية ولا توجد دولة أخرى يوجد بها هذا المخدر بكثرة إلا السودان.
ما هي الأسباب التي جعلت الشباب السوداني يفضلونه عن غيره من المخدرات؟
إن كثيراً من المغريات التي تتعلق بمخدر الشاش أو الشاشمندي وهو ما يدفع الشاب السوداني إلى تفضيله ليكون مخدره المفضل فما هي تلك المغريات؟
يصل كيلو مخدر الشاش لحوالي 900 جنيه سوداني وهذا ثمن رخيص للغاية بالنسبة للمخدرات الأخرى، وهو ما يجعل الإقبال عليه مرتفعاً من العديد من الفئات في المجتمع السوداني خاصة شباب الجامعات.
بسبب هذا السعر وجد عصابات المخدرات فرصة جيدة في ترويج هذا المخدر بشكل قوي للغاية، واستطاعوا ترويجه بين الشباب لأنها الفئة الاكثر إقبالاً على هذا المخدر.
ما يجعل الشاشمندي مروجاً هو أنه يشبه إلى حد بعيد نبات البانجو او بالسوداني ” البنقو” وهو ما جعل الشباب يطلقون عليه البنقو الجديد.
وهو يشبهه إلى حد بعيد من حيث اللون والشكل لكن الاختلاف الجوهري بينهما أن البنقو له رائحة نفاذة ومميزة عن الشاشمندي الذي يكون في أغلب الأحيان ليس له هذه الرائحة.
بالطبع إن أكثر المغريات على الإطلاق في جميع المجتمعات ومن ضمنها المجتمع السوداني، أن الرجال يعتقدون أن المخدرات لها تأثيرات جنسية قوية.
ومن ضمن هذه المخدرات الشاشمندي، حيث يعتقد الرجال أن إدمان الشاشمندي يساعدهم على أداء جنسي قوي، لذلك يرتبط تعاطي الشاشمندي بعصابات الدعارة أيضاً.
إلى جانب الأسباب و ” المغريات” السابقة هناك سبباً هاماً للغاية ألا وهو حب التجربة والفضول الذي ينتشر بين الشباب السوداني وغيرهم من شباب المجتمعات العربية، حيث يحب الشباب دائماً المغامرة و والفضول خاصة فيما هو جديد دائماً في عالم المخدرات والإدمان.
تلك المغريات جعلت من الشاشمندي مخدراً واسع الانتشار، وهو ما جعل الإقبال عليه يتزايد خلال السنوات الأخيرة مما جعل علاج ادمان الشاشمندي من الضرورة بمكان أن يخصص له العديد من البرامج العلاجية مكان وتخصص المصحات العلاجية والمستشفيات المتخصصة في طب الإدمان سواء في السودان أو مصر أو غيرها من الدول المجاورة برنامج علاجي لعلاج مدمني الشاشمندي أو البنقو الجديد.
ولا نجد مثالاً أقوى من أن الإحصائيات الرسمية تتحدث عن 70% من مدمني المخدرات من الشباب السوداني ” الشباب و الفتيات” على حد سواء يعتمدون على مخدر الشاشمندي بشكل رئيسي في عملية التعاطي.
تحدثنا إذن أن أسباب إنتشار الشاشمندي في السودان على وجه الخصوص، في النقطة التالية نفرد الحديث تفصيلياً عن أعراض وأخطار إدمان الشاشمندي.
للتواصل معنا من أجل استشارة مجانية اضغط على الرابط التالي:
أخطار وأعراض إدمان الشاشمندي
يعتبر الشاشمندي من المخدرات شديدة الخطورة على حياة الإنسان الذي يتعاطاه، لذلك فهناك أمرين لا ثالث لهما يجب التفريق بينهما عند الحديث عن الأخطار والأضرار، أولهما؛ الأعراض المؤقتة لتعاطي الشاشمندي، وثانيهما هي الأخطار الصحية والنفسية طويلة المدى لإدمان هذا المخدر.
أولاً أعراض تعاطي الشاشمندي
لكي نتحدث بفهم عميق عن علاج إدمان الشاشمندي لابد لنا ان نتعرف أولاً عن أعراض تعاطي وإدمان الشاشمندي، وما هي العلامات التي يمكن القول بعدها أن هذا المدمن يتعاطى بالفعل الشاشمندي؟
هناك العديد من الأعراض الظاهرية المؤقتة التي سرعان ما تتحول للمضاعفات شديدة الخطورة على الصحة النفسية والعصبية والجسدية وهذه الأعراض والعلامات هي:
لكي نتحدث بفهم عميق عن علاج إدمان الشاشمندي لابد لنا ان نتعرف أولاً عن أعراض تعاطي وإدمان الشاشمندي، وما هي العلامات التي يمكن القول بعدها أن هذا المدمن يتعاطى بالفعل الشاشمندي؟
هناك العديد من الأعراض الظاهرية المؤقتة التي سرعان ما تتحول للمضاعفات شديدة الخطورة على الصحة النفسية والعصبية والجسدية وهذه الأعراض والعلامات هي:
- الشعور الدائم بالنعاس والكسل وعدم القدرة على العمل أو التركيز في الدراسة والقراءة.
- سرعة دائمة في نبضات القلب، بسبب ما يسببه الشاشمندي من خلل في الدورة الدموية الخاصة بالقلب.
- ضعف القدرة الجنسية، بالرغم من اعتقاد المدمنين ومتعاطي الشاشمندي أو البنقو الجديد أنه يعمل على تحسين القدرة الجنسية، إلا أنه يكتشف في النهاية أن القدرة الجنسية تتأثر كثيراً من الشاشمندي.
- اضطرابات عديدة في الجهاز الهضمي متمثلاً في كثرة الغازات والإسهال والإمساك والشعور بالتخمة.
- اضطرابات في الجهاز التنفسي، حيث يعاني متعاطي الشامندي دائماً بضيق في التنفس وسرعة في حركته بشكل لافت مع الدوار والغثيان.
- يعاني متعاطي الشاشمندي من احمرار في العينين.
هناك فقط ملاحظة، إن هذه الأعراض المؤقتة والظاهرية في غاية الخطورة ليس فقط جسدياً ولكنها لأنها تتشابه مع العديد من أعراض الأمراض العادية حتى يظن المحيطين بالمدمن أنه يعاني من بعض الأمراض العادية التي تحتاج إلى العلاج، وهو لا يدري أنه تأثير الشاشمندي، مما يجعل نسبة لا بأس بها من المدمنين ينتقلون للمرحلة التالية ألا وهي الإدمان المزمن الذي يؤدي للأخطار التي تجعل علاج ادمان الشاشمندي ضرورة لا غنى عنها.
فما هي تلك الأضرار والمضاعفات النفسية والعصبية والجسدية؟
ثانياً: أضرار إدمان الشاشمندي الجسدية والعصبية والجسدية
إن مضاعفات جسدية خطيرة تحدث بسبب إدمان الشاشمندي وهذه الأخطار الجسدية تتمثل في:
- التهابات مزمنة في كل من المعدة والأمعاء والقولون وغيرها من مناطق الجهاز الهضمي.
- الخلل التام في خلايا المخ وضمور في حجم تلك الخلايا بسبب مكوّنات الشاشمندي الخطيرة والسامة مثل التتراهيد روكانيبول وغيرها من المواد الخطيرة التي صنفتها الدراسات الطبية أنه مواد شديدة السمية.
- بسبب المواد المسببة للسرطان تزيد الفرصة من الإصابة بسرطان الرئة.
- قد يحدث خرف وخلل في وظائف المخ.
- إنهيار كامل في منظومة عمل الكبد وإفراز الإنزيمات و غيرها من الوظائف الحيوية الهامة.
- ضعف وانهيار الجهاز المناعي بشكل تام مما يجعل الجسم معرضاً للعديد من الأمراض التي تدمر أجهزته بشكل تام.
هذا عن الأضرار الجسدية فماذا عن الأضرار النفسية لتعاطي وإدمان الشاشمندي؟
تتمثل الأضرار النفسية في:
- الإصابة بنوبات الاكتئاب والقلق بسبب التغيير في خلايا الشعور في المخ وضمور تلك الخلايا وتدمير أجزاء منها.
- يعاني مدمن الشاشمندي من الإحساس الدائم بالعظمة.
- الاضطراب الدائم في المشاعر واختلاط الأمر عليه في الشعور سواء في مشاعر الحزن أو الغضب والفرح والسرور.
- تغييب الوعي بشكل كامل خاصة بسبب تعاطي الجرعات الزائدة مما يسبب الكثير من الحوادث أو الجرائم المرتكبة في المجتمع بسبب إدمان الشاشمندي.
بعد كل هذه الأعراض، فإن علاج إدمان الشاشمندي من الأمور الضرورية الهامة للغاية، فما هي مراحل علاج إدمان الشاشمندي، هو ما نتعرف عليه خلال النقطة التفصيلية الأخيرة من هذا المقال.
علاج ادمان الشاشمندي (الشاش)
هناك العديد من مراحل علاج ادمان الشاشمندي وهذه المراحل تنقسم إلى:
مرحلة تنقية الجسم من السموم
هذه المرحلة بشكل رئيسي تعتمد على تنقية الجسم من كافة السموم التي لحقت بالدم وأجهزة الجسم المختلفة، وذلك من خلال مرحلة الديتوكس والتي تعتمد بشكل رئيسي على نزع السموم.
وهذه المرحلة قد تستمر ما بين خمسة أيام متواصلة وما بين أسبوع على أكثر تقدير، وهناك العديد من المصحات والمستشفيات العلاجية التي تتخذ برامج آمنة وغير مؤلمة في عملية نزع وإزالة السموم من الجسم استعداداً للمراحل الأصعب في العلاج بعد ذلك.
علاج الاعراض الانسحابية لإدمان الشاشمندي
إن الأعراض الانسحابية هي من أخطر المراحل والأعراض التي قد تهاجم المدمن جسدياً وعصبياً، ومن أهم تلك الأعراض الشعور بالاكتئاب والقلق والآلام الشديدة في الجسم خاصة في اليدين والقدمين والعصبية الشديدة وغيرها.
لذلك تعتمد المرحلة تلك على علاج ادمان الشاشمندي دوائياً للتخفيف من تلك الأعراض والقضاء عليها بشكل تام، وهذه الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والمهدئات وغيرها من الأدوية التي تناسب تلك المرحلة وتناسب العوامل الإدمانية مثل صحة المريض وعمره وحالته الإدمانية و مدة الإدمان وغيرها من تلك العوامل.
علاج ادمان الشاش (الشاشمندي) من الناحية النفسية
هذه المرحلة من أهم المراحل وهي العلاج النفسي والسلوكي للمدمن، ويعتبر من المراحل التي تعتمد على البرامج العلاجية النفسية المتمثلة في جلسات العلاج النفسي الفردي والجماعي.
لكن السؤال هنا لماذا تعد هذه المرحلة من أهم مراحل علاج ادمان الشاشمندي على الإطلاق؟
لأنه بدونها تعني أن المراحل السابقة ما هي إلا مسكنات مؤقتة وسرعان ما يعود المدمن للإدمان مرة أخرى.
لأن هذه المرحلة تعتمد على حل المشكلات السلوكية والنفسية التي ارتبطت بالإدمان في السابق، مثل علاج نوبات القلق والاكتئاب من ناحية، وعلاج السلوكيات الخطيرة التي ارتبط بعملية التعاطي نفسها.
لأن تلك المرحلة تعتمد أيضاً في العلاج على إدخال دور الأسرة شديد الأهمية والذي يحتاجه المدمن بشدة خلال مرحلة العلاج النفسي.
مرحلة ما بعد علاج ادمان الشاشمندي
وهذه تعتبر من مراحل علاج الادمان على الشاشمندي الهامة للغاية لأنها تعتمد على برامج علاجية مهمة لعدم ضمان عدم عودة مدمن الشاشمندي للتعاطي مرة أخرى، وتساعده على التعافي والشفاء من سلوكيات الإدمان تماماً.
وهذه المرحلة تأتي بعد خروج المدمن من مصحة علاج الادمان أو المستشفى العلاجي، حيث تعتمد على علاج سلوكي وتدريب على بعض السلوكيات والمهارات الهامة التي تساعد المدمن على حل مشكلات حياتية وضغوط يواجهها في المستقبل دون اللجوء لعالم المخدرات والهروب إلى العالم المزيف الذي يضع نفسه فيه.
كانت هذه جوانب علاج ادمان الشاشمندي المخدر القاتل الذي يدمر شباب السودان، حيث يعتبر هذا المخدر من المخدرات الخطيرة بحسب الإحصائيات الرسمية للحكومة السودانية التي تؤكد أن ” البنقو الجديد” أو الشاش أو الشاشمندي أضحى من المخدرات التي تستولي على نسبة كبيرة من سوق المخدرات الإجرامي.
وأنه على الأقل 70% من الشباب يتعاطون هذا المخدر مما يجعل هناك مسؤولية جسيمة تجاه ضرورة جعل علاج ادمان الشاشمندي واسع الانتشار داخل السودان.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان