الفصام أو انفصام الشخصية هو مرض عقلي خطير ومزمن ومُعقد يؤثر على أفكار الشخص وسلوكياته، وإذا لم يعالج فقد يصل بالشخص إلى إيذاء أقرب الناس إليه.
يصاب بالفصام مايقارب ١-٢٪ من سكان العالم، ويعاني المصابون به من الهلوسات واضطرابات التفكير والضلالات الباطلة، وغالبا ما تجعل هذه الأعراض الشخص منعزلا خائفا يصعب فهمه والتعامل معه.
تكابد عائلات مريض الفصام خسائر كبيره، حيث يجد الشخص نفسه عاجزا عن الحفاظ على وظيفته أو العيش المستقل.
يظهر في الرجال أكثر مايكون في سن ٢١-٢٥ وفي النساء ٢٥-٣٠، وقد يظهر لدى النساء بعد ال٤٥ بسبب تغييرات هرمونية مرتبطة بانقطاع الطمث.
نادرا ما يحدث الانفصام في الأطفال، وكذلك يصعب تحديده لدى المراهقين؛ لأن علامات المرض الأولى تشتمل على:
- الانعزال عن الأصدقاء
- اضطرابات النوم
- تدهور الاداء الدراسي
وهي ما يتواجد بشكل طبيعي في مراحل حياة كثير من المراهقين.
يظهر بعض المصابين بالفصام أعراض عنف وعدائية تجاه أنفسهم والآخرين والبعض الآخر تكون أعراض المرض مسالمة تماما.
وعادة ما تكون الاصابة بالفصام مزمنة ولكن قد يتخلص المرء منها ويعودا فردا قابلا للتعايش مع المجتمع.
أعراض الفصام وأسبابه
تنقسم أعراض الفصام لاعراض إيجابية وأخرى سلبية، وقد تكون هناك أعراض معرفية أخرى أيضا يصعب تحديدها.
ولكي يتم التشخيص يجب أن تكون الأعراض الحادة موجودة لمدة شهر على الأقل، وأن تستمر الاضطرابات السلوكية لمدة ٦ أشهر.
وعلى الرغم من خطورة الأعراض فإن العديد من المصابين بهذا المرض لا يدركون أنهم مصابين به.
أولاً أعراض الفصام الإيجابية
الهلوسة
ويكون من خلال سماع أصوات أو رؤية أشخاص أو أشياء غير موجودة أو شم روائح وأحساس بأصابع غير مرئية تلمس الجسم.
الضلالات
وهي اعتقادات راسخة وثابته وغير حقيقية ولا منطقية مثل الاعتقاد بأن المخابرات تسيطر عليهم بموجات مغناطيسية.
اضطراب التفكير
حيث يكون التفكير بصورة غير طبيعية وعدم القدرة على تنظيم الأفكار وترتيبها والتنقل المفاجئ بين مواضيع غير مترابطة.
اضطرابات الحركة
الكتاتونيا عندما يتوقف الشخص عن الحركة او الاستجابة للمؤثرات الخارجية.
ثانياً أعراض الفصام السلبية
وهي مرتبطة بتشويش العواطف والسلوكيات الطبيعية ويمكن أن تشخص خطأ على أنها اكتئاب. وتكون في صورة انعزال وعدم اهتمام بالنظافة الشخصية وانعدام المتعة وتنفيذ المهام اليومية وتعابير الوجه الصلبة.
ثالثاً أعراض الفصام الإدراكية
- ضعف العمليات المعرفية والتنفيذية
- مشاكل في الانتباه والتركيز
- بطأ القدرة الاستيعابية
- ضعف القدرة على التذكر
أسباب الفصام
(1) الجينات والبيئة
حيث تزداد نسب الاصابة بالمرض إلى ١٠٪ إذا كان هناك أحد المصابين به في العائلة وقد تصل إلى ٥٠٪ إذا ما كان الأخ التوأم مصاب.
وتسهم العديد من الجينات في ذلك وليس جينا واحدا. وتلعب البيئة دورها أيضا كالصدمات النفسية الشديدة والبيئة الغير مستقرة والمليئة بالضغوطات.
(2) تعاطي المخدرات
حيث تشير الابحاث إلى أن تعاطي المخدرات خلال سنوات المراهقة وسن الرشد يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالفصام.
وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن الحشيش يزيد من خطر الاصابة وخصوصا إذا كان الشخص معرضا جينيا لذلك. وكلما كان المتعاطي أصغر سنا كلما زادت احتمالية إصابته. وتتعرض نسبة تتجاوز ٦٪ من المرضى للانتحار، و٢٠٪ يحاولون ذلك.
علاج الفصام
يركز علاج الفصام على القضاء على أعراض المرض. وقد يكون من الضروري حجز المريض في مستشفى الطب النفسي إذا كان يشكل خطرا على نفسه وعلى الآخرين أو إذا كان غير قادر على رعاية نفسه أو يرفض تعاطي العلاج.
وتشمل العلاجات على أدوية مضادات الذهان وعلى العلاج النفسي.
أولاً: أدوية مضادات الذهان
بالنسبة لمضادات الذهان فقد ساهمت كثيرا في تحسين الأعراض الذهانية وتسمح في بعض الحالات للمريض بالعمل على نحو أكثر فاعلية. تقوم بتهدئة الأعراض ولكن لا تعالج المرض نهائيا ولا تضمن عودته مرة أخرى.
وهناك جيل أول وجيل ثان من مضادات الذهان وعادة ما يفضل الأطباء استعمال الجيل الثاني لتجنب الآثار الجانبية الشديدة.
وتعمل تلك الأدوية على تهدئة الأعراض الايجابية للمرض ولا تكون مفيدة بنفس القدر في علاج الأعراض السلبية.
ومن تلك الأدوية الاولانزابين والكيوتابين والريسبيردون. وتكون عادة في شكل أقراص أو حقن ممتدة المفعول تعطى مرة أو مرتين شهريا. وتتحسن الأعراض في فترات من ٤- ٦ أسابيع.
بعض المرضى قد يتعرضون للانتكاس فتعود الأعراض أو تسوء ويحدث ذلك عادة عند التوقف عن تعاطي العلاج لاحساسهم بالتحسن وعدم الحاجه للعلاج دون الرجوع إلى الطبيب.
ومن الاثار الجانبية للعلاج الرعشة وجفاف الفم وسرعة ضربات القلب وزيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول واضطراب الحيض عند المرأة.
وأحد الأعراض نتيجة تعاطي بعض الأدوية لفترات طويلة يتميز بظهور حركات لا ارادية تظهر على الفم والشفتين واللسان، ولذا ينبغي تعاطي الدواء تحت اشراف طبي.
ثانياً العلاج النفسي للفصام
حيث يقوم العلاج النفسي بمساعدة مريض الفصام بعد تحسنه على مضادات الذهان. وبوسع تلك العلاجات مساعدة الناس على مواجهة التحديات اليومية الناتجة عن مرضهم كصعوبة التواصل والاعتناء بالذات وتشكيل العلاقات والحفاظ عليها.
ويشمل ذلك شرح أعراض المرض للشخص المريض لتكوين استبصار يكتشف به الأعراض عند ظهورها. ويشتمل العلاج على:
- برامج إعادة التأهيل لتنمية مهارات الشخص على أعمال معينة قد يتكسب منها لاحقا.
- العلاج المعرفي السلوكي، حيث يتعلم الشخص كيفية تجنب الاستماع للأفكار الخاطئة المسيطرة عليه.
- العلاج الأسري لتعليم الأهل طرق التعامل مع المريض وتفاصيل المرض وأعراضه.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان
أريد العلاج من الفصام ما هو العنوان