إذا أردنا التحدث عن اسباب تعاطي النساء للمخدرات علينا أن نعرف أنه في عام 2017 أصدرت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية في تقريرها الصادر عن إدمان المخدرات أن نسبة النساء المدمنات على جميع أنواع المخدرات في البلاد وصلت نحو 27% بين إجمالي المتعاطين للمخدرات في هذا العام، بنسبة زيادة كبيرة عن باقي السنوات التي تم فيها إصدار التقارير الخاصة بتعاطي المخدرات.
وقد شكلت الفئات العمرية في النساء المدمنات الفتيات من سن 15 عاماً حتى النساء في سن الستين عاماً.
بينما أظهر المسح الشامل الذي قامت به الوزارة والهيئات التابعة لها أن نسبة 7% هي النسبة التي زادت خلال السنوات الأخيرة.
حيث كانت تشكل النساء نسبة قليلة في خلال العشر سنوات الأخيرة عن المدمنين من الرجال، إلا أن النسبة وارتفاعها بهذه الطريقة يعني أن هناك خللاً ما يحدث في المجتمع المصري خاصة والمجتمعات العربية عامة.
في هذا المقال نتعرف سوياً على أهم 6 أسباب لتعاطي النساء على المخدرات من حيث انتشار تلك الظاهرة، ومناقشة الأسباب الحقيقية التي تدفع النساء لتكون المخدرات هي العامل والمؤثر الذي يهربن من خلاله إلى آفاق بعيدة عن الواقع.
الشعور أن المرأة ليس لها فائدة في الحياة قد يدفعها إلى الإدمان
من المعروف ان الأهداف في الحياة مثل الوقود الذي يدفع الإنسان دفعاً نحو التميز والنجاح وما يرتبط به من إبداع.
لذلك فإن النساء اللواتي يعشن حياة فارغة بدون هدف حقيقي قد يجدن انفسهن عرضة لتعاطي المخدرات، لذلك جعلنا هذا هو السبب الأول من أسباب تعاطي النساء للمخدرات.
فالكثير من الفتيات والسيدات يجدن انفسهن بدون هدف حقيقي سواء هدف علمي أو عملي أو حياتي، هذا بالإضافة إلى الشعور الدائم بالإحباط من الحياة والذي قد يكون سببه التعرض لبعض الضغوط النفسية والحياتية التي تتعرض لها الفتاة أو المرأة عموماً.
غياب دور الأسرة من أسباب تعاطي النساء للمخدرات
الأسرة لها الدور الأساسي في أسباب تعاطي النساء للمخدرات وذلك لأن الغياب الكامل للدور الأسري يؤدي بالضرورة إلى نتائج عدة وخيمة قد تؤدي بدورها إلى تعاطي النساء على المخدرات ومن هذه النتائج ما نوضحه خلال النقاط التالية:
- قلة الوازع الأخلاقي والديني للفتاة وعدم التنشئة الصحيحة على القيم الأخلاقية وهذا يؤدي إلى سهولة الوقوع في فخ تعاطي المخدرات أو الوقوع في الزلل والخطأ عموماً، وهذا بسبب غياب الرقابة الكاملة على الفتاة.
- العنف ضد الفتاة في تربيتها قد يؤدي إلى هروب الفتاة والمرأة من الواقع المرير والمؤلم إلى واقع افتراضي آخر تعيش فيه المرأة من خلال مؤثرات عقلية خارجية وهي المخدرات، التي تجعلها في واقع جميل من الهلاوس السمعية والبصرية ثم بعد ذلك تجد نفسها تنسحب من الحياة الواقعية إلى عالم المخدرات الخطير والمدمر.
- التدليل قد يؤدي أيضاً إلى تعاطي النساء للمخدرات فضلاً عن الفتيات المراهقات، ومن مظاهر التدليل على سبيل المثال توافر الأموال الزائدة عن الحد وعدم التصرف الصحيح في هذه الاموال قد يكون منفذاً نحو التجربة، ومن المعروف ان التجربة هي أولى خطوات تعاطي وإدمان المخدرات.
- العنف الأسري وزيادة المشكلات الأسرية بالنسبة للفتيات الصغيرات المراهقات، حيث تؤدي هذه المشكلات إلى هروب تلك الفتيات نحو عوالم اخرى من بينها عالم المخدرات وتعاطيها، أو من جهة اخرى قد تكون المشكلة الأسرية التي تتعرض لها المرأة السبب في ضغوط نفسية تهرب المرأة منها نحو تعاطي المخدرات.
تلك المظاهر بالضرورة هي من أسباب غياب الاسرة والرقابة الكاملة، وكذلك المشكلات الأسرية والتي تعتبر من أهم أسباب تعاطي النساء للمخدرات.
المشاكل العاطفية والاجتماعية والإحباط
إن المشاكل العاطفية والإحباط حول المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها الفتاة أو المرأة تشكل سببا مهماً من أسباب تعاطي النساء للمخدرات.
لأنها تعتبر من المشكلات التي يمكن أن تعاني الفتاة في حياتها وتمثل ضغطاً كبيراً على الاعصاب والجوانب النفسية.
ففي تلك الحالة فإن نسبة من النساء والفتيات مما تيسر لهن وجود المخدرات من الممكن أن يقبلن عليها دون وازع لإيقافهن عن ذلك الأمر.
لذلك فإن المشكلات الاجتماعية ومن بينها العاطفية يصاحبها الاحباط وربما الاكتئاب وبعض المشكلات النفسية الأخرى وهذا جانب آخر من أسباب تعاطي النساء للمخدرات
المشكلات النفسية سبباً من أسباب تعاطي النساء للمخدرات
من المعروف أن تعاطي وإدمان المخدرات في العموم ينتج عنه العديد من المشكلات والأمراض النفسية ومنها الاكتئاب ونوبات القلق والاضطرابات العصبية والنفسية وغيرها من المظاهر النفسية.
لكن ماذا عن وجود هذه المشكلات النفسية بالأساس هل قد تكون سبباً من أسباب تعاطي النساء للمخدرات؟
أظهرت الدراسات العلمية أن نسبة من النساء لا بأس بها تكون العزلة والتعرض للمشكلات النفسية والإكتئاب المرضي الشديد سبباً من أسباب تعاطي النساء للمخدرات هو إحساسهن بالوحدة والعزلة والاكتئاب.
مما يدفعهن إلى تجربة تعاطي المخدرات للتخلص من المشاعر السلبية التي تلاحقهن على الدوام.
التعرض للأمراض المزمنة سبب مهم وشائع
وذلك لأن تلق الاقراص هي في الأصل أقراص علاجية مخدرة للآلام والأعصاب التالفة الناتجة عن بعض الأمراض المزمنة مثل السرطانات وأمراض الكبد والتهابات الأعصاب وغيرها الكثير.
إن تلك الأمراض المزمنة تزيد من آلام النساء، وبالتالي هذا يؤدي إلى البحث عن طريقة للتخلص من الألم الشديد الذي قد تعاني منه المرأة وبالطبع فإن الاقراص المخدرة قد تكون مساعداً لها في تلك الحالة.
لذلك فإن نسبة تعاطي النساء للمخدرات في إزدياد واضح بسبب هذا السبب بالتحديد وهو التخلص من الآلام والرغبة في الاسترخاء وتخدير الأعصاب بعد فترة عصيبة من العمل الشاق أو التعرض لمشاكل مزمنة في الجسم.
تعاطي الزوج أو الأب للمخدرات سبب
هذا السبب واضح ومباشر للغاية وهو التعرض للمواد المخدرة إما عن طريق الأب المدمن أو من خلال الزوج.
فهناك بعض الحالات خاصة للزوجات المدمنات تعرضت للعنف الاسري من أجل تجربة وتعاطي المخدرات، ظناً من الأزواج أن تعاطي المخدرات قد يحسن من العلاقة الجنسية.
ولكن هذا الاعتقاد والخطأ الشائع انتقل إلى بعض النساء اللاتي يتعاطين المخدرات قبل إقامة العلاقة مع الرجل ظناً منها أن هذا يساعد على الاستمتاع بتلك العلاقة، لذلك فإن هذا يعد سبب آخر من أسباب تعاطي النساء للمخدرات.
كذلك فإن الفتاة غير المتزوجة قد تتعاطي الكحول أو المخدرات على سبيل التجربة في حالة وجود تلك المواد وتعاطيها من قبل الأم أو الأب فإن هذا سبباً آخر من أسباب التعاطي.
في النهاية، فإن تلك الأسباب تتفاوت من منطقة إلى أخرى، ومن أسرة إلى أسرة، حسب العوامل الأسرية أو الحياتية أو المادية وغيرها من تلك العوامل التي تزيد من النسبة أو تقللها.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان