عندما يكون لديك طفل في مرحلة المراهقة عادةً ما تواجه العديد من التحديات، ومع ذلك هناك عدد قليل من الأشياء التي يمكن أن تؤثر على حياة طفلك بنفس درجة الكحول أو المخدرات.
ولهذا السبب سوف نضع لك بعض طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين خصوصاً وأنّ الإدمان على المخدرات أو الكحول – أو أشياء أخرى – يمكن أن يؤثر على الصحة، أو العلامات الدراسية، أو العلاقات الاجتماعية، أو حتى يؤثر على المسار المهني للأب والأم.
الآن دعونا ندخل في طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين التي يمكنها تقليل مخاطر الكحول والمخدرات.
طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين
علّم طفلك المراهق ألا يخاف من كلمة لا
في بعض الأحيان يكون خوفنا من رد الفعل السلبي من الأصدقاء أو الآخرين الذين لا نعرفهم حتى يمنعنا من فعل الشيء الصحيح.
وقد يبدو أن الجميع يفعل هذا الشيء – تعاطي المخدرات – لكن هذه ليست الحقيقة أبداً.
عوّد طفلك على ألّا يدع شخص آخر يتخذ قراراته بالنيابة عنه، وإذا هناك شخص ما من أصدقائه يضغط عليه للقيام بشيء ما غير مناسب مثل تعاطي المخدرات، يجب أن يتعلم طفلك أن يقول لا بدون إبداء أي أسباب.
التواصل مع الأصدقاء وتجنب الضغط السلبي
يجب أن ينتبه طفلك المراهق إلى الصُحبة التي يجالسها دوماً، فإذا كان يمشي مع صحبة ليس لديها مشكلة في تعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات، يجب أن يذهب لتكوين صداقات جديدة ويبتعد عن صُحبة السوء.
واعلم أن طفلك قد يصبح مدمن على المخدرات أو الكحوليات أو كلاهما في يوم ما بسبب صحبته السيئة الذين يتعاطون هذه المواد الضارة بشكل مستمر.
تقوية الاتصال مع الأبناء
كلما كبر طفلك المراهق سناً كلما كان من الضروري أن يكون على اتصال بك وبالآخرين من البالغين حوله، فسوف يحتاج إلى أشخاص يمكنه الاعتماد عليهم، ويتحدث معهم حول القرارات الحياتية التي يتردد في اتخاذها، والتحديات الحياتية المختلفة التي تواجهه بخصوص المخدرات والكحوليات.
لذا يجب تقوية الاتصال مع الأبناء وجعلهم يثقون في النصائح التي توجهها لهم.
الاستمتاع بالحياة والقيام بما يحبه
علّم طفلك كيف يستمتع بالحياة والقيام بالأشياء التي يحبها والأشخاص الذين يحبهم بعيداً عن المخدرات والكحوليات.
فهذه الأخيرة يمكنها أن تغير طفلك المراهق تماماً وتزيد حياته تعقيداً.
في كثير من الأحيان يكون الملل سبب للانخراط في تعاطي المخدرات أو الكحوليات، لكن مع تقديم المشورة لطفلك وتوجيهه نحو النشاطات الممتعة الصحية، سوف يعتاد على أن الاستمتاع بالحياة ممكناً بعيداً عن المخدرات أو المواد الضارة الأخرى.
يمكنك حتى أن تساعده على الاشتراك في نشاط خيري تطوعي، أو الذهاب إلى النادي الرياضي والانضمام إلى فريق رياضة ما.
وضع حدود العائلة للمخدرات والكحوليات
عندما يكبر طفلك ويرغب في المزيد من التحكم في حياته، يجب أن يعلم أن وجود ثقة واحترام والديه أمر مهم للغاية، وأن تعاطي المخدرات أو الكحوليات يمكن أن تصنع حاجز كبير بينه وبينهما.
كما يجب أن يعتاد طفلك على الحديث معك بحرية وراحة بخصوص الكحوليات والمخدرات، وتأكّد من تثقيفه وتعريفه بالأضرار الهائلة لها.
تثقيف الأبناء حول أخطار المخدرات
بدلاً من اعتماد طفلك على المفاهيم الخاطئة حول المخدرات والكحوليات من أصدقائه أو على الإنترنت، يجب أن تكون متواجداً بجانبه لتعليمه حول هذه المواد الضارة وتعريفه بأضرارها النفسية مثل الاكتئاب والقلق وغيرها، والأضرار الصحية على المدى البعيد مثل أمراض القلب والكبد والجهاز التنفسي.
كن نموذج وقدوة حسنة لطفلك
تذكر أن “ما تفعله أكثر أهمية مما تقوله” ولهذا السبب يجب أن تكون أفعالك متماشية مع ما تنصح به طفلك المراهق.
لأنه ببساطة إن وجد أن ما تفعل بعيد كل البعد عن ما تقوله فإنّه لن ينصت لك أبداً، وحتى إن بدا أنّه ينصت له فإنه سوف يفعل ما يحلو له دون أن تعرف.
الحصول على المساعدة
إذا كنت تبحث عن طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين لأن طفلك على شفا الإدمان، يمكنك أن تحصل على المساعدة من افضل مستشفى لعلاج الادمان في بلدك، وإجراء بحث بسيط على الإنترنت سوف يعلّمك بالمراكز القريبة منك.
لماذا الوقاية من الإدمان للمراهقين؟
إن وقاية المراهقين من تعاطي المخدرات يعني الوصول بهم إلى بر الأمان خلال مرحلة حرجة من حياتهم، وهنا يأتي دور طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين.
حيث تظهر الأبحاث ارتفاع نسبة تحوّل الشخص إلى مدمن إذا بدأ في تعاطي المخدرات في فترة سن مبكرة.
وغالباً ما يكون الهدف من وقاية المراهقين تأجيل التجربة الأولى للمخدرات حتى يتطور دماغهم بما يكفي لتمكين المهارات المسئولة في المخ من اتخاذ القرار.
الآثار الضارة لتعاطي المخدرات في المراهقة
من المهم جداً عدم التقليل من شأن تعاطي المخدرات في سن المراهقة، فقد يتعرض المراهق لعواقب سلبية من تعاطي المخدرات تدوم لوقت طويل في المستقبل، وتشمل هذه العواقب:
- مشاكل الصحة العقلية (مثل الاكتئاب واضطراب القلق)
- توتر العلاقات – أو قطعها – مع الأصدقاء وأفراد العائلة
- مشاكل الصحة الجسدية
- مشكل في التعليم والتأخر الأكاديمي
- انتهاء الأمر بدخول المراهق منظمة رعاية الأحداث
حسب بعض الإحصائيات، قد يكون بعض المراهقين في خطر تعاطي المخدرات أكثر من غيرهم، ويمكن التعرف على هؤلاء وتقديم المساعدة الوقائية الذين هم في أمس الحاجة إليها عبر طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين، وتشمل عوامل الخطر الشائعة عند المراهقين الذين:
في فترات الانتقال
الانتقال من المدرسة الابتدائية إلى المتوسطة أو من المتوسطة إلى الثانوية يعني أنّه غالباً ما يتعرف المراهق على ضغوط وتأثيرات جديدة، وقد يتشجّع المراهقين الأصغر سناً على تعاطي المخدرات للتماشي مع الأكبر سناً.
يعانون من اضطرابات نفسية
يمكن للاكتئاب والقلق والمخاوف الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية أن تظهر لدى الأطفال في سن مبكرة، وفي كثير من الحالات، يكون المصابون بهذه الاضطرابات النفسية أكثر احتمالية لتعاطي المخدرات.
إهمال الآباء والأمهات
نادراً ما يدرك المراهقون الذين يأتون من منازل مُدمرة أو أسر متفككة عواقب تعاطي المخدرات، وأضف إلى ذلك أن المراهقين الذين نشأوا في أسرة بها أحد يتعاطى المخدرات، هناك احتمال كبير بتجربتهم المخدرات وربما إدمانها في وقت ما من حياتهم.
نجاح أساليب الوقاية للمراهقين
تعمل الدوائر الحكومية وقادة المجتمع ومسئولو المدارس دوماً على البحث عن طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين وذلك في محاولة للحد من هذا الخطر الداهم.
وعلى الرغم من أنها كانت مشكلة كبيرة حول العالم في الماضي، إلا أن نسبة تعاطي المخدرات بين المراهقين انخفضت في دول العالم الأول خلال السنوات الأخيرة.
لكن للأسف الشديد لم يكن هذا حال دول العالم الثالث حيث ارتفعت فيها نسب الإدمان وتعاطي المخدرات بين الأطفال لأسباب عدّة من بينها غياب دور الأسرة والمجتمع.
تعريف المراهق بمخاطر الإدمان
المخ في سن المراهقة يكون في حالة تطور ونمو دائم، مما يمكن أن يؤدي إلى سلوك غريب الأطوار، وتشير الأبحاث إلى أن دماغ الإنسان لا ينضج تماماً حتى عمر 25 عام، وأن أكثر التغيرات في النمو تحدث خلال فترة المراهقة.
ولهذا السبب لا يمكن ائتمان المراهقين لاتخاذ القرارات الصحيحة بشأن صحتهم أو مستقبلهم.
وهنا يأتي دور العائلة، حيث أن تثقيف المراهق وتعريفه بشأن المخاطر المحتملة من تعاطي المخدرات يمكن أن يتيح له اتخاذ قرارات أفضل، وربما البحث في طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين.
وتم تصميم بعض البرامج حالياً لاستهداف الأنواع المختلفة من المراهقين.
عام
تم إنشاء هذه المبادرات التعليمية لجميع المراهقين، بغض النظر عن الخلفية أو إمكانية تعاطي المخدرات، وتقوم هذه البرامج بتدريس المهارات الشخصية والاجتماعية ومقاومة المخدرات عبر جلسات أسبوعية قصيرة.
انتقائي
تم تصميم هذا النوع للمراهقين الذين تم تحديدهم على أنهم معرضون لخطر تعاطي المخدرات بسبب عوامل عائلية أو شخصية أو مجتمعية، ويساعد التعليم الانتقائي على تعريف المراهقين بمخاطر تعاطي المخدرات.
محدد
هذا البرنامج مخصص للمراهقين الذين بدأت بالظهور لديهم مشاكل في السلوك، وتركز هذه البرامج المحددة على تقليل أو السيطرة على استخدام المخدرات أكثر من الوقاية منها.
دور العائلة في حياة المراهق
يأتي التأثير الأكبر لتعاطي المراهق للمخدرات من الوالدين، فالمراهق الذي يكبر مع أب وأم يتحدثون معه دوماً عن مخاطر الكحوليات والمخدرات يكون أقل احتمالاً بكثير لتعاطي المخدرات.
وهذه بعض طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين التي يمكن للوالدين من خلالها ترسيخ قيم قوية لمكافحة الإدمان في مرحلة المراهقة:
القدوة
يجب أن يكون الآباء والأمهات مسئولين كفاية عن حياة أبنائهم من المراهقين، وأن تكون أفعالهم مماثلة لأقوالهم خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنصيحة ضد تعاطي المخدرات.
تبديد المفاهيم الخاطئة
قد يعتقد الطفل في مرحلة المراهقة أن الجميع من حوله يتعاطون المخدرات أو يشربون الكحوليات، أو حتى أن بعض المخدرات ليست ضارة وهو أمر ليس صحيح على الإطلاق.
من المهم أن يكون الوالدين على دراية بهذه الاعتقادات وتصحيحها من خلال ذكر مساوئ تعاطي المخدرات.
تشجيع التواصل المفتوح
يجب أن يشعر الطفل المراهق بالراحة في مشاركة أي شيء مع الأب والأم، بما في ذلك الأسئلة التي تراوده حول تعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات.
ويبدأ هذا الأمر عندما يفتح الآباء قناة تواصل مع الأبناء بشأن تعاطي المواد المخدرة وآثارها الصحية والنفسية السيئة على الإنسان، والتنويه إلى أنّ الحديث في هذا الأمر ليس محظوراً، وأن الطفل بإمكانه السؤال عن أي شيء في هذا الأمر.
فضح وسائل الإعلام
الكثير من وسائل الإعلام تُظهر المواد المخدرة وكأنّها شيء عادي ومقبول من المجتمع، وخصوصاً إذا كانت هذه المواد أشياء مثل السجائر التي تُنفق شركات التبغ على إعلاناتها مليارات الدولارات سنوياً.
هنا يأتي دورك كي تكشف لطفلك المراهق أن وجود هذه الأشياء في وسائل الإعلام لا يعني أبداً أنها مقبولة، وأنّ الأضرار الصحية والنفسية لها في الحياة الواقعية تجعلها منبوذة على عكس ما يتم تصويرها به في الأفلام.
في النهاية يمكن القول أن طرق الوقاية من الإدمان للمراهقين تبدأ من الأسرة وتحديداً من الأب والأم، حيث أن الحفاظ على حياة وصحة طفلهم تتطلب بعض الجهد في التربية والتوجيه.
خصوصاً وأن مرحلة المراهقة مليئة بالتغيرات المختلفة الغير متوقعة، ومن أهم الأشياء التي يجب على الآباء والأمهات القيام بها هو توجيه الطفل بعيداً عن الصُحبة السيئة، والانتباه لعلاماته المدرسية وتشجيعه على التفوق في حياته، وممارسة الرياضة قدر الإمكان.
تم التحديث في 29 نوفمبر، 2022 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان