إذا أردنا علاج ادمان الافيون يجب علينا أن نعرف ما هو الأفيون أولاً، فالأفيون هو المادة الأخطر على الإطلاق التي قد تستخرج من نبات الخشخاش.
حيث يكفى أن تعلم أن الأفيون هو العنصر الرئيسي في تصنيع الهيروين المخدر الأكثر فتكا على الإطلاق.
وتعد أفغانستان هي المصدر الرئيسي للأفيون في العالم، والأفيون كمادة مخدرة تحتوى على العديد من المواد التي قد يكون بعضها لها تأثير تخديري متدرج من الأقوى إلى الأضعف مثل المورفين والكودايين والناركوتين والبابافارين.
ومما سبق يتضح لدينا أننا نناقش مادة مخدرة إن شئت أن تقول عليها زعيم عائلة المخدرات على الإطلاق.
ومن ثم التعامل معها للحد من خطرها يستلزم معرفة نبذة عنها قبل الخوض في علاج ادمان الأفيون وهذا ما ذكرناه في السطور الماضية وسنكمله في سطور لاحقة فمن المهم أن نتعرف على طريقة استخراج الأفيون من نبات الخشخاش.
كيفية زراعة الأفيون واستخراجه
الأفيون يُستخرج من كبسولة نبات الخشخاش بتشريطها في وقت مبكر من الصباح ليخرج الأفيون على هيئة مادة لبنية لزجة تبدأ في التجمد فور تعرضها للهواء وتغمق تدريجيا في اللون.
ويأخذ الأفيون بعد استخراجه وتهيئته لتصنيع المخدرات أو التداول في الأسواق أشكال محددة على هيئة قوالب أو عصى أو أقماع ولكي تكتمل لك الرؤية فإن للأفيون استخدامات طبية لا ريب أنها تفيد كثيرا في حالات معينة مثل تسكين وتخدير الألآم في حالات العمليات الجراحية وأمراض السرطانات.
للتواصل معنا من أجل استشارة مجانية اضغط على الرابط التالي:
فوائد الافيون واضراره
في حديثنا عن علاج الادمان من الافيون نريد أن نوضح إذا كان له فوائد أم لا. إن الجهاز العصبي للإنسان هو المسئول الأول عن إدارة المشاعر الإنسانية وردود الأفعال السلوكية والحركات الإرادية واللاإرادية داخل الجسد.
والأفيون يؤثر على المستقبلات الموجودة على سطح الأعصاب مما يؤدى إلى تغير في الإشارات الطبيعية التي تصدرها الأعصاب للجسد موجدا حالة من النشوة وتسكين للآلام.
لكن، إن الإفراط في تعاطي الأفيون سواء بشكله الخام أو داخل مركبات طبية خارج إشراف الطبيب يؤدى إلى:
- ضيق شديد في التنفس.
- إمساك مزمن وتقلصات في الجهاز الهضمي.
- مع الوقت يدخل مدمن الأفيون في حالة من الاكتئاب خاصة عند انتهاء تأثير الجرعة مما يدفعه إلى أخذ جرعة أكبر في المرة التالية وكل هذا يؤدى إلى تدمير الجهاز العصبي وإصابة المدمن بالهلوسة والتخيلات.
خطوات علاج ادمان الافيون
بداية إن علاج الادمان على الافيون لا يجب أن يتم في المنزل أو بالاعشاب ومن المهم أن يتم في اغلب الحالات في مستشفى علاج ادمان متخصص وتحت إشراف ورعاية طبية جسدية ونفسية متكاملة حتى تنجح رحلة العلاج ونتقى شر الانتكاسة وعودة المدمن مرة أخرى للأفيون.
وهناك ثلاث طرق متبعة في علاج ادمان الأفيون وهي:
- أولا: الامتناع الفوري والمباشر عن تعاطي الأفيون
- ثانيا: استعمال مضادات دوائية لتأثير الأفيون
- ثالثا: الاستعانة بالأفيون الآمن
وفى حقيقة الأمر فإن اختيار الطريقة الملائمة والمناسبة من أجل علاج تعاطي الافيون تتوقف على عوامل محددة هي:
- رغبة وإرادة المدمن ومدى قناعته بنجاحه في الإقلاع عن الأفيون.
- مدة تعاطي المدمن للأفيون.
- مدى ارتباط وتعلق المدمن بمخدر الأفيون.
- العوامل النفسية والاجتماعية والبيئية المحيطة بالمدمن.
ولتفصيل الأمر وشرح الرؤية بشكل أوضح سنناقش سريعاً كل طريقة من طرق علاج ادمان الأفيون في السطور التالية:
أولا: الامتناع المباشر عن تعاطي الأفيون: تلائم المدمنين الذين قرروا بإرادة مستقلة دون إجبار أن يقلعوا عن الإدمان وغالبا تكون مدة تعاطيهم للمخدر قصيرة..
ثانيا: استعمال مضادات دوائية لتأثير الأفيون: مثل مضاد نالتركسون التي تقلل وتحد من فاعلية الأفيون داخل الجسد فلا تجعله يسبب المتعة للمدمن ويستخدم هذا الأسلوب في العلاج مع الحالات التي تعاطت الأفيون لمدة كبيرة لكن المشكلة في تلك الطريقة أن الآلام في فترة الانسحاب من المخدر تظل ملازمة للمدمن فترة من الوقت.
ثالثا: الاستعانة بالأفيون الآمن: وهو مخدر ميثادون وهو أفيون يمتد تأثيره ليوم كامل لكنه ضعيف لا يسبب المتعة وتسكين الآلام التي قد يحدثها الأفيون ولتلك الطريقة فائدة في الحد من الأوجاع التي قد تظهر في مراحل العلاج الأولى.
علينا أن ندرك أن الأفيون يأتي غالبا متخفيا في هيئة دواء شافي ثم يتحول بجهل الإنسان وعدم استعانته بالنصيحة الطبية إلى قاتل بلا رحمة، فكن دائما حذرا ولا تصنع نهايتك بيدك.
ونحب أن نطمئنك أننا هنا في مستشفى دار الشفاء للطب النفسي نمد يد العون إلى كل مدمن يريد التعافي من ادمان الأفيون حيث نقدم برنامج علاجي متميز وراقي جداً يساعد المدمن على رؤية الحياة من منظور جديد بحيث نستطيع سوياً علاج ادمان الأفيون نهائياً.
أسئلة مختلفة عن الأفيون وعلاجه
الأفيون هو أحد أقوى المخدرات التي ظهرت في تاريخ الإنسانية، حيث يعتبر هذا المخدر من المخدرات التي كان ومازال لها نفع لدى الإنسان في اكتشاف المسكنات وبعض الأدوية، لكن الاستخدام السيء له جعله عدواً للإنسان بسبب الأخطار التي يواجهها كل من يدمن مخدر الأفيون. ويُستخرج الافيون من نبات الخشخاش، والذي يتم زراعته في العديد من دول العالم، ويعتبر الخشخاش النبات الأهم في عائلة المخدرات، حيث يتم استخراج الأفيون منه، وهو العنصر الرئيسي في تصنيع الهيروين أحد أكثر المخدرات خطورة على حياة الإنسان. والأفيون مادة مخدرة بها العديد من المركبات الكيميائية الخطيرة والتي تختلف كثيراً ما بين الضعف والشدة مثل المورفين والكودايين والناركوتين والبابافارين، وهذه المركبات لها تأثير كبير على الإنسان خاصة من يتعاطى الأفيون. أما عن شكل الأفيون فهو عبارة عن مادة لبنية لزجة تتجمد على الفور عندما تتعرض للهواء الطلق، ويتغير لونها تدريجياً بعد استخراجها أو خروجها من الخشخاش، ويتم تصنيع مخدر الأفيون على هيئة قوالب أو أقماع، وهي الأشكال الرائجة في سوق المخدرات.
هناك فوائد لبعض المخدرات الطبيعية ومنها الأفيون، فهذه المادة المخدرة لما لها من مكونات طبيعية كيميائية لها بعض الفوائد خاصة في تسكين الآلام، وعمليات التخدير في حالات العمليات الجراحية، كما يتم وصفه في بعض الأدوية المعالجة للسرطان، وتسكين الجهاز العصبي المركزي وغيرها من الجوانب الصحية. هذه الفوائد التي أكدتها الدراسات العلمية هي فوائد طبية بحتة، وهو ما جعل الأطباء أو المتخصصين في عالم الدواء الاستعانة بمركبات الأفيون في تصنيع بعض مركبات الدواء، لكن هذه الفوائد محظورة على كل من يتعاطى جرعات الأفيون الإدمانية، حيث تتحول هذه الفوائد إلى أخطار جسيمة على صحة الإنسان.
يمكن إدمان الأفيون بسهولة، وذلك بسبب سيطرة مركبات الأفيون على الجهاز العصبي المركزي، وتحكمه في مراكز الشعور داخل المخ، وبالتالي فإن الأفيون يتحكم في الأفعال السلوكية والحركات اللاإرادية داخل الجسم. هذه الحالة من التسكين والسيطرة على الأعصاب، لها العديد من الجوانب، منها زيادة السعادة والنشوة، وإفراز هرمونات الأندروفين والدوبامين وغيرها من الهرمونات، مما يعني زيادة في السيطرة على أعصاب من يتعاطى الأفيون. كما يؤثر الأفيون على جميع مستقبلات المخ البشري، وهو ما يزيد من حالة الهدوء والسكينة المؤقتة التي يحتاج إليها المتعاطي، وبالتالي يزيد من الجرعة لمزيد من النشوة التي يحتاجها، وهنا يكون المؤثر الخارجي أقوى من المؤثرات الداخلية المعروفة بهرمونات وكيمياء المخ. هذه الحالة السابقة تؤدي بالضرورة إلى ادمان مخدر الأفيون وهو ما ينتج عنه زيادة الأخطار التي يعاني منها المدمن على الأفيون لما لها من مركبات قوية وخطيرة على الدماغ ومن ثم الجسم.
كل المخدرات لها أخطارها الخاصة على حياة الإنسان، خاصة الجوانب العضوية على مخ وجسم المدمن على هذه المخدرات، ومن ضمن هذه المخدرات الأفيون الذي يحتوي على عدة مركبات خطيرة على الجسم وأعضاء الجسم المختلفة، وسوف نتعرف على بعض هذه الجوانب والمضاعفات التي يعاني منها الإنسان جراء إدمان مخدر الأفيون، وهي على سبيل المثال الضيق الشديد في التنفس والإصابة بالاضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك المزمن والتقلصات في كلاً من المعدة والقولون، وهو ما يستمر مع المدمن طوال تعاطي مخدر الأفيون. بالإضافة إلى تدمير خلايا المخ، وتلف مراكز الشعور، وخلايا الجهاز العصبي المركزي، وهذه هي أكبر الأخطار التي تواجه الدماغ البشري بسبب ادمان مخدر الأفيون. كما يُصاب المدمن أيضاً بالعصبية الشديدة، والسلوكيات العدوانية تجاه الآخرين، والهلوسة السمعية والبصرية بسبب السيطرة على مراكز المخ والجهاز العصبي المختلفة. هذه الأخطار على المخ والجسم تزداد و يعاني المدمن من الاضطرابات العضوية والمضاعفات الشديدة خاصة إذا زادت الجرعات من الأفيون والتي قد تؤدي إلى الموت المفاجئ، وهذا يعني ضرورة علاج ادمان الافيون في المستشفى العلاجي من أجل إنقاذ حالة المدمن الصحية، وإنقاذه من الموت.
مرض الاكتئاب هو مرض العصر، ويصاب ملايين البشر سنوياً بالاكتئاب، ومن ضمن أسباب الإصابة بالاكتئاب إدمان المخدرات، ويعتبر الأفيون من المخدرات القوية التي تؤدي إلى الاكتئاب خاصة عند انتهاء تأثير الجرعة. هذا يعني أن المدمن يكون في دائرة مفرغة من الخطر، فهو يعاني من الاكتئاب بسبب انتهاء تأثير جرعة الأفيون، فيزيد من الجرعة الإدمانية ليختفي هذا الاكتئاب، ومن ثم يزيد مرض الاكتئاب ومضاعفاته على المدمن، والذي قد يؤدي به إلى الانتحار في نهاية المطاف.
بالطبع، توجد العديد من العوامل التي تساعد على اختيار العلاج المناسب، والطريقة المنهجية الصحيحة في علاج ادمان الأفيون وهذه الطريقة تتألف من عوامل ذاتية من المدمن، وعوامل طبية أخرى يضعها الأطباء. وهذه العوامل هي إرادة المدمن، ورغبته الحقيقة في البدء في العلاج المناسب، وإجراء التحاليل والفحوصات الطبية المختلفة التي يتعرف الأطباء من خلالها على الحالة الصحية للمريض. بالإضافة إلى عامل معرفة مدة التعاطي والعوامل النفسية المحيطة بالمدمن.
يتم وضع الخطة العلاجية والتي تشمل في الغالب عدة مراحل للتخلص من خطر مخدر الأفيون، وهذه المراحل هي التوقف الفوري عن الجرعات الإدمانية لمخدر الأفيون، وهذه هي الخطوة الأولى من العلاج، وفي هذه المرحلة يتم سحب السموم من الجسم، وكذلك علاج الأعراض الانسحابية التي تظهر بسبب توقف ادمان الأفيون. كما يتم استعمال مضادات الأفيون لتقليل نسبة الأفيون في الجسم حتى الوصول إلى الشفاء والتعافي من بعض الأمراض التي تصاحب إدمان الأفيون. ثم يتم الاستعانة بالأفيون الآمن مثل مخدر الميثادون الآمن، والذي يتم تأثيره على الجسم لفترة قصيرة، ولا يسبب المتعة والنشوة ولا يكون له أخطار جسيمة مثل الأفيون، وبالتالي يبدأ الجسم في إفراز الهرمونات الطبيعية التي تساعد على الرجوع إلى الحالة الطبيعية قبل الإدمان. ثم تأتي مرحلة علاج الأمراض النفسية التي يعاني منها المدمن بسبب ادمان الأفيون، وذلك من خلال الجلسات الفردية والجماعية وعملية التأهيل السلوكي الذي قد يمتد شهور طويلة للقضاء على كافة الأمراض النفسية وغيرها من السلوكيات الإدمانية التي يعاني منها المدمن خلال فترة ادمان الأفيون السابقة. ثم مرحلة التأهيل لما بعد التعافي، وهذه المرحلة تمتد حتى بعد خروج المدمن المتعافي من المستشفى العلاجي، من خلال المتابعة المستمرة للمدمن ومتابعة سلوكياته الخاصة في الحياة، وتدريبه على سلوكيات جديدة تبعده عن طريق الإدمان.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان