إن الآثار السلبية لإدمان النساء كثيرة، وذلك بسبب دور النساء في المجتمع وبالنسبة للأسرة، حيث أن المرأة هي أهم فرد من أفراد الأسرة.
وبالتالي لها دور كبير في تنشئة الأجيال القادمة على القيم والوازع الأخلاقي والديني وغيرها من أسس التربية الصحيحة.
وفي حالة إدمان المرأة فإن هذا يعني دمار كبير للأسرة وتفككاً كبيراً لها، ونتناول من خلال سطور هذا المقال الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء خاصة على الأسرة والأبناء.
جدول المحتويات
الإدمان والحمل .. علاقة انتحارية من الدرجة الأولى
من الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء هو ما يتعرض إليه الجنين من مخاطر كبيرة من النواحي الصحية هو أولى الأخطار الشديدة الناتجة عن إدمان الأم الحامل، وفيما يلي بعض من تلك المخاطر التي تخص الجنين والطفل الرضيع.
مخاطر ادمان الأم على الجنين
- تشوهات كبيرة للجنين في جميع أعضاء الجسم والأجهزة الحيوية التي تنمو خلال شهور الحمل المختلفة، مما يعني أننا أمام جنين يعاني من العديد من الأمراض، وهذا بسبب إدمان المرأة الحامل إما قبل الحمل أو أثناء الحمل.
- تعرض الجنين للإجهاض أو الموت المحقق بسبب إدمان المرأة على المخدرات، حيث تتعرض المرأة للولادة المبكرة مما يعني موت الجنين.
- نقص نمو الجنين من المظاهر الشائعة التي يمكن أن تحدث بسبب إدمان الأم على المخدرات، كما يمكن أن يكون نقص الوزن والنمو مسبباً للعديد من الأمراض العضوية الخطيرة في مستقبل حياة الطفل.
- إصابة الطفل بالعديد من المشكلات النفسية والعقلية والعصبية بشكل مباشر بسبب إدمان المخدرات بالنسبة للأم أثناء الحمل وهذا بسبب عدم وجود نمو كامل للمخ من ناحية، وبسبب الآثار السلبية للمخدرات على الطفل المولود من رحم أم مدمنة على المخدرات.
- من الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء على المخدرات، أنه بحسب الدراسات الطبية الهامة والتي تناولتها العديد من الجهات البحثية أن متلازمة الامتناع بالنسبة للطفل تظهر إذا كان هذا الطفل مولوداً من أم مدمنة على المخدرات، كما بيّنت الأبحاث المختلفة أن الطفل يعاني معاناة كبيرة من أعراض انسحابية على المخدرات تشبه في الكثير من الأحيان الأعراض الانسحابية للمخدرات عند المدمن البالغ، مثل تهيج الأعصاب والتشنجات العضلية والبكاء الشديد والآلام المبرحة، وهذه الأعراض تبدأ بعد ولادة الطفل بنحو 72 ساعة فقط.
للمزيد فيما يخص علاقة ادمان المخدرات بالحمل راجع المقالات التالية:
مخاطر ادمان الأم على الرضيع
أما عن الطفل بعد الولادة، فإن الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء على المخدرات بالنسبة للطفل الرضيع تمتد آثارها لسنوات كثيرة، حيث يعاني الطفل الرضيع من:
تشنجات عصبية وتشوهات في الجهاز العصبي المركزي مما يعني زيادة فرصة الإصابة بالأمراض العقلية.
- أمراض متعددة في الجهاز التنفسي و الهضمي واضطرابات في وظائف الكبد والقلب والبنكرياس.
- أمراض نفسية خطيرة مثل نوبات القلق وفرط الحركة غير الطبيعي والإصابة بالنوبات العصبية.
- من الممكن ان يتعرض الطفل للموت في حالة زيادة الجرعات المخدرة للأم المرضعة والتي تقوم بإرضاع ابنها في فترة تعاطيها للمخدرات.
هذه الأخطار بالطبع قد تشكل نسبة بسيطة لأن الأمهات المرضعات اللاتي يعانين من تعاطي المخدرات قد تمتنع عن إرضاع طفلها خوفاً عليه من حليبها المسمم بالمخدرات.
إلا أن ذلك الأمر في حد ذاته يعرض الطفل لنقص النمو وحرمانه من الحليب الطبيعي الذي يشكل فيتامينات وعناصر غذائية ومعدنية هامة للغاية، لذلك فإن الخطر قائم وإن كان بنسبة أقل بالطبع.
الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء .. مشاكل أسرية لا حصر لها
قد يبدو الأمر غريباً في تلك النقطة، فمن المعروف ان الرجال هم اكثر الفئات التي قد تشكل نسبة كبيرة من متعاطي المخدرات وهذا صحيح.
لكن بحسب التقارير الهامة التي أصدرتها الحكومات المختلفة خاصة في المنطقة العربية فإن النساء يشكلن نسبة الربع أو ما يزيد قليلاً من نسبة متعاطي المخدرات خاصة الاقراص المخدرة والحشيش والكحول والخمور وغيرها.
هذا بالطبع يؤدي لتأثر الأسرة، ورأينا في النقطة السابقة بداية التأثر على الجنين والطفل الرضيع، لكن ماذا عن بناء الأسرة هل يتأثر من إدمان النساء؟
بالطبع فإن الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء خطيرة على حياة الاسرة وذلك بسبب ما يمكن ان تتعرض له الأسرة بسبب هذه الحالات الإدمانية والتي نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
- يشكّل الإدمان العديد من المشكلات الأسرية والتي تؤدي إلى الطلاق والانفصال في نهاية الأمر.
- عدم مسؤولية الأم تجاه أبنائها أو زوجها بسبب إدمانها للاقراص المخدرة أو المخدرات، مما يعني تفكك الأسرة وازدياد الخطر حول الأبناء في حياتهم المستقبلية.
- قد ينتقل هذا الإدمان إلى الأبناء بسبب وجود المواد المخدرة في متناول أيديهم، وهذا يعتبر من الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء بشكل مباشر وخطير للغاية، بل إن إدمان الأطفال بدأ بسبب تناول أحد الوالدين للكحول أو الأقراص المخدرة أو غيرها من المخدرات.
- الضغط المالي الملقى على عاتق الاسرة بسبب إدمان أحد أفرادها وهي الأم وبالتالي فإن هذا الضغط المالي يتمثل إما في شرائها للمخدرات أو من خلال علاجها فيما بعد، وكان الأولى بتلك الأموال الاستفادة منها وصرفها في مصارفها الطبيعية المشروعة.
- زيادة نسبة العنف الأسري بسبب إدمان النساء، أو بسبب الإدمان عموماً فقد أشارت الدراسات المختلفة حول ازدياد نسبة الجريمة بسبب تعاطي المخدرات بشكل جنوني خلال السنوات الأخيرة، بل إن النساء كن جزءًا من هذه الجرائم بسبب إدمانهن على المخدرات. ويتمثل العنف الأسري في زيادة المشكلات بين الرجل والمرأة بسبب إدمان المخدرات وقد يصل هذا العنف إلى مستويات قياسية كبيرة للغاية حيث قد يصل الأمر إلى الإيذاء البدني العنيف والمباشر.
- قد تشكل الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء على الأسرة زيادة فرصة إدمان باقي أفراد الأسرة مما يعني أننا أمام أسرة مفككة ومستقبل مجهول.
- ومن الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء على الأسرة الإصابة بأمراض خطيرة قد تدمر آخرين من أفراد الأسرة، حيث أن هناك نسبة لا بأس بها من النساء المدمنات يصبن ببعض الأمراض الخطيرة، ولعل المرض الأشهر المرتب بإدمان المخدرات لدى النساء هو مرض الإيدز والذي ليس بالضرورة انتقاله عبر علاقة جنسية بين المدمنة وآخر، بل قد ينتقل بسبب استخدام إبرة ملوثة بهذا المرض من مدمن آخر وبالتالي انتقاله إلى المرأة المدمنة والذي ينتج عنه عاقبة خطيرة للغاية وهو انتقاله إلى زوجها عبر العلاقة الحميمة، وهنا تجلب الكارثة على الأسرة كلها.
لذلك نعتبر أن الإصابة بالأمراض المعدية ومن بينها الإيدز نتيجة من نتائج الآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء، لكنه ليس الوحيد فقد تصاب المرأة بمرض معدي آخر، مثل مرض الالتهاب الكبدي الوبائي أو الجردي او أي مرض معدي آخر، مما يعرضها للخطر وبالتالي يعرض باقي أفراد الأسرة لنفس الخطر.
إن إدمان النساء والآثار السلبية الناتجة عن إدمان النساء من المخاطر التي قد تتزايد خلال الفترة القادمة، حيث تشير الدراسات على أن نسبة إدمان المخدرات لدى النساء في تزايد مستمر وهو ما يدق ناقوس الخطر في المجتمع كله.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان