لقد أصبح التأمل أو ال Meditation أحد الوسائل الفعالة نفسياً خلال السنوات الأخيرة، وانتشر استخدامه بين فئات المجتمعات المثقفة رغم انه لا يحتاج إلى الكثير من التدريب.
كما تم طباعة الكثير من الكتب ذات الرسائل اليومية للتأمل بعضها للأزواج وبعضها للمراهقين والأمراض النفسية وغيرها من كتب التامل المختلفة.
ما هو التأمل؟
التأمل هو ممارسة يستخدم فيها الفرد أسلوب استرخاء في حالة اليقظة وتركيز العقل على شيء أو فكرة أو نشاط محدد للتدريب على الانتباه والإدراك وتحقيق حالة ذهنية واضحة وهادئة ومستقرة عاطفيا.
مصطلح اليقظة هو الحالة العقلية التي يتم تحقيقها من خلال تركيز وعى الفرد على اللحظة الحالية، مع الاعتراف بهدوء وقبول مشاعر المرء وأفكاره واحاسيسه الجسدية.
وحتى نفهم مدي أهمية اليقظة الذهنية والتي هي بمثابة المفتاح للحصول على أكبر قدر ممكن من التأمل، فلو استطعت التركيز على الأحداث في محيطك الحالي، فمن الممكن أن تجد الراحة من بعض القلق والخوف من أحداث الماضي أو ما قد يحدث في المستقبل.
أنواع طرق التأمل المستخدمة في علاج الادمان والعلاج النفسي
أولا: تنبيه الذهن
على الرغم من أن هذه التقنية هي واحدة من أبسط التقنيات إلا أنها مازالت فعالة جداً. والهدف منها هو تعزيز وعيك ومراقبة افكارك وأحاسيسك لضبط السلوك والافعال للمدمنين او المرضي النفسيين.
ثانيا: تأمل التنفس
الغرض من تأمل التنفس هو تهدئة العقل وتنمية السلام الداخلي.
ثالثا: التأمل المتحرك
الهدف من هذه التقنية هو الانغماس في عالم الطبيعة المحيط بك، بمعني غياب الفكر والاندماج مع الطبيعة والأشياء.
رابعا: التأمل اليقظ
وهذه التقنية هي من أكثر الطرق استخداماً وفاعلية في تقنيات العلاج من الادمان والعلاج النفسي.
وكل ما سبق هو تجهيز الجسد والروح والعقل لاستقبال رسائل الحياة بشكل أو بآخر وتنظيم التفكير والابتعاد عن الضغوط.
أما عن كيفية إدخال التأمل في عملية علاج الادمان فإننا في مستشفى دار الشفاء للطب النفسي نبدأ بالتأمل في بداية كل مجموعة من مجموعات الاسترداد.
وقد وجدنا أن هذا يساعد المتعالجين على ابطاء تفكيرهم ومشاعرهم واجسادهم. وهذا يتيح لهم الانتقال بسهولة إلى التركيز على الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال وقت المجموعة.
وخلال هذه التأملات يتعلمون كيف يتم التخلص من القلق والخوف والإحباط واستبدال هذه الأشياء بروح هادئة واستعادة السلام واستقرار العقل.
ويتم استخدام موضوعات وكتيبات خاصة بالتأمل تحمل رسائل يومية لتوجيه العقل والوجدان إليها. وعليه يتم تصحيح العقل الواعي واللاواعي داخل المريض.
الفوائد النفسية والجسدية للتأمل
- انخفاض ضغط الدم للأشخاص المعرضين لخطر ارتفاع ضغط الدم وتقوية جهاز المناعة
- إزالة الألم
- القدرة على إدارة الاجهاد
- تقليل اعراض الاكتئاب
- نوم بشكل أفضل
- من الممكن أن يسبب التأمل، خصوصا لمدمني المخدرات والكحوليات، تغييرات إيجابية طويلة المدى في بنية الدماغ ووظيفته.
- إذا كنت تعاطيت مادة ما بكميات كبيرة أو لفترات طويلة من الزمن، فمن المؤكد أنك لاحظت تغيرات في تفكيرك وذاكرتك.
- وتشير الدراسات أن ممارسة التأمل طويلة المدى من الممكن أن تشفي أو تعيد الوظائف التي فقدها أو تضررت في السابق في دماغ المتعاطي.
كيف يحسن التأمل وظيفة الدماغ؟
- تسريع معالجة المعلومات
- تحسين اتخاذ القرار
- تحسين وظيفة الذاكرة
- تباطؤ التغيرات المرتبطة بالعمر في الدماغ
- انخفاض المادة الرمادية في اللوزة، والتي تلعب دور كبير في القلق والتوتر
فمن الممكن جداً أن قوة التفكير الإيجابي تجدد العقول والأجساد، ومن أجل ذلك كن متفائلاً من أنك يمكنك استعادة ما فقدته خلال إدمانك واسمح للتأمل أن يكون جزء من شفائك وعلاجك من الادمان.
أسئلة شائعة حول ممارسات التأمل
قم بالجلوس جلسة معتدلة وحافظ على أن يكون عمودك الفقري وعنقك ورأسك في خط واحد، ثم اجعل يدك حرة. وإذا كنت قد جربت اليوجا أو الاطالة فمن الممكن أن تشعر بالراحة في وضع القرفصاء التقليدي. قم الآن بإغماض عينيك واجلس بهدوء وثبات واسمح لأفكارك وأحاسيسك بالتجول داخل وخارج جسمك. ومن الممكن أن تفتح عينيك إذا أحببت ولكن عليك بتوجيههم على بعد خطوات منك مع تثبيت نظرك على جسم ثابت على الأرض. إذا وقفت التركيز على أفكارك فمن الممكن أن تركز على أنفاسك مثلاً.
اجلس في نفس وضع تقنية التأمل عن طريق تنبيه الذهن وأغمض عينيك وركز على أنفاسك. قم بالاستنشاق بعمق وأخرج النفس ببطء. أرخ العضلات، وحاول أن تستغل الطاقة التي ينفقها عقلك على التفكير في رغباتك الشديدة وتحويلها لجسمك. كن منتبهاً للتنفس، وحاول أن تشعر بالهواء وهو يدخل ويخرج من خلال أنفك. إذا بدأت بعض الأفكار بتشتيت انتباهك، فارجع وركز مع التنفس.
قم بالبحث عن أي مكان مثالي مثل حديقة أو بحيرة أو نهر أو محيط طبيعي قريب من بيتك. ومن الممكن أن تمشي أو تركض أو تركب دراجة هوائية. وإذا قمت باختيار المشي أو الركض فاحرص أن يكون تركيزك على ارتطام ساقيك بالأرض. وإذا اخترت ركوب الدراجة فركز على ساقيك أثناء التبديل على الدواسات. ومع كل خطوة تخطوها تخيل كيف تبدل الطاقة السلبية بالطاقة الإيجابية وحاول الانتباه للعمليات في جسمك مثل تقلص العضلات واسترخائها، والهواء الداخل والخارج، والدم الذي يتدفق عبر الأوردة، والتأمل في الحياة والتفاصيل من حولك والاندماج معها عقليا.
أغمض عينيك واشعر بالكرسي الذي تجلس عليه واشعر بساقيك على الأرض وركز على تنفسك .. هل هو سريع أن مرهق، هل هو بطيء أم منضبط وعميق. ثم ابدا في تركيز انتباهك على تهدئة جسمك جسديا عن طريق إرخاء عضلات وجهك ورقبتك وأكتافك وذراعك ويدك. ثم ابدأ بإرخاء صدرك وساقيك مع إبطاء تنفسك بوتيرة طبيعية ومريحة. من الممكن أن يكون في البداية العلاج بالتأمل مع اليقظة تقنية نحتاج أن نتعلمها ولكنها في النهاية مع الممارسة ستكون شيئاً فطرياً وسيبدأ جسمك وعقلك بممارستها بشكل طبيعي وبدون مجهود.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان