إدمان الطعام من العادات الجديدة في عالم الإدمان خاصة بما يتعلق بالإدمان السلوكي الذي يؤثر في سلوكيات الشخص وعاداته اليومية، وتؤثر في خلايا المخ وأعضاء الجسم المختلفة.
لذلك نلقي الضوء بالتفصيل على هذا النوع الخطير من الإدمان في محاولة لمعرفة الأضرار والمخاطر التي تحدث عندما ندمن الطعام.
ما هو إدمان الطعام؟
كل إنسان في هذه الحياة يحتاج إلى الطعام، فلا عيش لنا بغير الطعام والشراب، لكن الآن نتحدث عن إدمان الطعام وتحكمه في خلايا المخ.
فظاهرة الإدمان هي الاعتياد على الطعام بشكل غير طبيعي وغير مألوف، حيث أن السلوكيات ارتبطت بشكل رئيسي بأكل المزيد من الطعام حتى يؤثر ذلك في خلايا الشعور في المخ، وفي إفراز المزيد من هرمون الدوبامين أو هرمونات السعادة والنشوة.
إن الإفراط في الطعام له تأثيرات في خلايا المخ مثل التأثير الناجم عن المخدرات والكحول و الأقراص المهدئة و المخدرة.
وذلك لأنه يؤثر في خلايا مركز المكافأة والشعور لذلك يحاول المدمن على الطعام في زيادة الجرعات من الأكل وبالتالي يزيد ارتباط مكافأة النشوة والسعادة وزيادة الحالة المزاجية بالأكل و الطعام ومن هنا يحدث الإدمان.
وبصفة علمية فإن إدمان الطعام يسمى النهام العصبي أو النهام العصابي أو الشره العصبي وغيرها من المسميات الطبية، ولقد صنفته الكثير من الدراسات الطبية أنه إدمان له العديد من المخاطر الجسيمة على الدماغ والجسم البشري.
وهناك العديد من المخاطر والمظاهر الإدمانية الخطيرة التي تظهر جراء إدمان الطعام وهو ما نحاول إلقاء الضوء عليه خلال السطور القليلة القادمة.
ماذا يحدث للدماغ البشري وأجسادنا عندما ندمن الطعام؟
عندما نعتاد الإفراط في الطعام ويصل إلى درجة الإدمان أو عدم الاستغناء عنه سنشعر أننا أمام مخاطر جسيمة للغاية على الدماغ البشري وعلى الجسم وهذه المخاطر تتمثل في:
- زيادة الوزن بشكل ملفت للنظر في وقت قليل، وهو ما ينتج عنه العديد من المشاكل الصحية مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم والإصابة ببعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وغيرها.
- الإصابة بمرض هشاشة العظام، وهو أحد الأمراض الخطيرة التي تصيب العظام بسبب زيادة الوزن وأحد أعراض إدمان الطعام الخطيرة.
- التهاب المفاصل في شتى أنحاء الجسم، وهو بسبب أيضاً ارتفاع ضغط الدم والاضطرابات في جميع أعضاء الجسم.
- الإصابة بأمراض الكُلى.
- الإصابة بنوبات القلب والسكتات الدماغية والتي تؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
- مشاكل التنفس الخطيرة خاصة أثناء النوم.
- الإصابة بمرض السكري من الدرجة الأولى وهو ما يزيد من المشاكل الصحية التي تعاني منها في مرحلة لاحقة.
- الإصابة ببعض المشاكل النفسية مثل العزلة عن الآخرين بسبب زيادة الوزن بشكل ملفت والشعور الدائم بالإحراج تجاههم بسبب الشكل العام للجسم.
- يصاب المدمن على الطعام بالاكتئاب الحاد والتفكير في الانتحار وفقدان الأمل في التعافي.
- الشعور بأحلام اليقظة والإصابة بنوبات من القلق و التوتر.
- الإصابة بإدمان شراء الطعام، وهي أن تشتري جميع الأطعمة المتنوعة والمختلفة حتى الغريبة منها وتخزينها من أجل أكلها في وقت لاحق.
ما هي خطوات علاج إدمان الطعام؟
إن هذه الأخطار الجسيمة التي قد يعاني منها المدمن على الطعام، وهي أخطار أكيدة على حياة هذه المدمن تدفعه دفعاً إلى العلاج من إدمان الطعام.
ولكن ما هي هذه الخطوات الهامة التي تساعد المدمن على العلاج؟
إن خطوات علاج إدمان الطعام قد يمكن القيام بها في المنزل بدلاً من المستشفيات التي يمكن الذهاب إليها للاستشارة الطبية فقط.
وهذه الخطوات جميعها خطوات ذاتية لضبط الطعام والفترات التي يمكن تقليلها حتى ترجع الأمور إلى نصابها الطبيعية.
هذه الخطوة السابقة إذا كانت الحالة الإدمانية متوسطة أما إذا كانت الحالة الإدمانية خطيرة وتحتاج إلى رعاية داخلية في المراكز والمستشفيات التي تعالج الإدمان فإن الخطوات التالية هي الحل الوحيد:
خضوع الشخص المدمن على الطعام لبرامج داخلية للعلاج
هناك العديد من البرامج الهامة لعلاج إدمان الطعام مثل برنامج العلاج ذو الـ28 يوماً وهو برنامج يعتمد على العلاج البدني في حوالي أربعة أسابيع أو شهر كامل وقد يصل الأمر في العلاج إلى حوالي شهرين وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى عام كامل.
برامج إدمان الطعام تعمل على علاج الحالة الصحية
بسبب الشراهة في الطعام، أدى ذلك غلى العديد من المشكلات الصحية التي أثرت على كل من أعضاء الجسم المختلفة أو المخ.
لذلك فإن العلاج يعتمل على الحمية الغذائية وضبط تناول الطعام، وتناول الطعام الصحي البعيد عن مصادر العناصر الضارة للجسم وغيرها من المظاهر العلاجية.
كما يعتمد العلاج بالتركيز على علاج المضاعفات مثل مرض السكري أو هشاشة العظام و التهاب المفاصل وغيرها من المظاهر.
ممارسة الرياضة جزء هام من العلاج
إن ممارسة الرياضة جزء من العلاج، حيث آن علاج إدمان الطعام خاصة في المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة بعلاج الإدمان عموماً وإدمان الطعام خاصة تعتمد على ممارسة الرياضة بشكل رئيسي عبر المسابح و الملاعب والعلاجات البديلة والعلاج بالإبر الصينية والتدليك وغيرها من مظاهر وخطوات العلاج.
العلاج النفسي و السلوكي هو أهم خطوات علاج إدمان الطعام
علاج إدمان الطعام يعتمد بشكل رئيسي على العلاج النفسي السلوكي و المعرفي وهذا العلاج يعتمد على:
- تحديد الأفكار و المشاعر التي تجعل الطعام هو أولى أولويات الشخص المدمن، وتغيير هذه الافكار بأخرى إيجابية عن الإنجاز في الحياة وتحقيق الأهداف وغيرها. فمن المعروف ان الدراسات الطبية الحديثة أكدت على على ان اضطرابات الطعام و الأكل تنشأ من الأساس بسبب الاضطرابات في المشاعر والأفكار التي تدفع المدمن على الطعام إكمال هذا الطريق وعدم الاهتمام بالمخاطر التي تحدق به جراء الإدمان على الطعام.
- التدريب على العديد من السلوكيات و المهارات الجديدة البعيدة عن السلوكيات الإدمانية التي تسيطر على المدمن خلال فترات ما قبل العلاج أو فترة الإدمان، وهذه المهارات والسلوكيات عبارة عن سلوكيات حل المشكلات والبعد عنها.
- التخلص من سلوكيات الشره وتناول الطعام بإفراط وهذا السلوك هو المؤدي للإدمان وتجنب جميع الأسباب التي تؤدي إلى هذه السلوكيات، وذلك من خلال العلاج النفسي الفردي عبر الجلسات مع الطبيب النفسي وكذلك الجلسات الجماعية مع زملاء يعانون من جميع مظاهر إدمان الطعام.
- العلاج من خلال مجموعات الدعم، وهذه المجموعات تعالج من خلال طرح المشكلات بين الجميع وحلها وتشجيع المجموعات على ترك السلوكيات الإدمانية التي تساعد على زيادة مظاهر الإدمان، وهذه المجموعات في حد ذاتها تساعد على عدم العودة إلى مظاهر وسلوكيات الإدمان مرة أخرى بعد التعافي و العلاج من إدمان الطعام.
وإلى جانب الخطوات السابقة تعتمد المراكز الطبية و العلاجية على بعض الأدوية الهامة التي تساعد على الانتهاء من العلاج وتحسين حالة المدمن الخاضع للعلاج البدنية والنفسية فهي عامل مساعد وهام في العلاج البدني و النفسي.
في النهاية؛ فإن إدمان الطعام وخطوات العلاج منه من الأمور الضرورية لمعرفتها والوعي بها، لأن إدمان الطعام أصبح من المظاهر الخطرة بالفعل التي تنتشر في جميع دول العالم سواء في الدول الغنية أو الفقيرة، فهو من ضمن انواع الإدمان السلوكي الخطير على سلوكيات الإنسان.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان