بعد ان انتشرت مادة LSD المخدرة في العديد من المجتمعات العربية والغربية بدأ الجميع يلتفت إلى هذه المادة ومدى خطورتها على الذراع الاول للمجتمعات وهو فئة الشباب.
فهناك من أكد أنها مادة جديدة مستحدثة في عالم المخدرات تم انتاجها بمزيج من المواد المخدرة التي تم معالجتها كيميائية.
وهناك من رأي أن هذه المادة ما هي إلا نوعاً قديماً مع المخدرات تم معالجتها بواسطة الإنسان لتأتي إلينا بتأثير مضاعف.
بين هذا وذاك يقف الأنسان البسيط حائراً ومتسائلاً، ما حقيقة هذه المادة ؟
لذلك ، ومن خلال التقرير التالي ، سنتطرق إلى أهم الحقائق التي اتفقت عليها الأبحاث العلمية حول مادة LSD المخدرة.
تاريخ اكتشاف مادة LSD
لم تعد مادة LSD من أنواع المخدرات المستحدثة، ولكن تم اكتشافها قديماً، وتحديداً منذ عام 1938 م على يد العالم الكيميائي ألبرت هوفمان الذي كان يعمل في إحدى شركات الأدوية.
وذلك حين قرر البحث عن عقار يساعد في التخلص من الأعراض الجانبية الناتجة عن بعض الأمراض النفسية والعقلية.
يعد الأسم العلمي لهذا المخدر هي مادة ثنائي إيثيلاميد حامض الليسرجيك وتم اختصارها في الأحرف الثلاثة الأولى وهي ( إل إس دي) هي مادة بالفعل تنتمي إلى قائمة المواد التي تسبب الهلاوس السمعية والبصرية ، لذلك يعد تداولها غير مشروع في العديد من الدول حول العالم ويشار أيضاً إلى هذه المادة باللغة العامية باسم الحامض ، وبدأ الترويج لها وتعاطيها منتصف القرن العشرين.
كيف يتم تعاطي LSD ؟
يتم تعاطي هذا النوع من المخدرات عن طريق الفم، ومن أبرز العلامات الدالة على تعاطيه هو التعرض لنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية وغيرها من الظواهر الحسية الاخرى.
وأيضاً يتعرض الشخص المدمن إلى نوبات من الذعر والخوف الذي قد يصل به إلى حد الجنون في بعض الأوقات وفقاً للكمية التي يتعاطاها الفرد.
السبب الرئيسي لإدمان LSD
اجمعت العديد من الدراسات على أن تعرض المريض لحالات من الاختلالات العقلية واضطرابات في الصحة النفسية هو أول الأسباب التي توقع بالشخص في شباك ادمان هذا النوع من المخدرات.
وتحتل مادة LSD المرتبة الأولى ضمن قائمة المواد المحظور تداولها دولياً ، وبالأخص في الدول التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة المعنية بالمؤثرات العقلية.
وقد اثبتت الدراسات ان فئة الشباب الذي يتراوح اعمارهم ما بين 18 الى 25 عاماً هم اكثر الفئات التي تقع في كابوس ادمان هذه المادة حول العالم.
تأثير مادة LSD
تختلف مدة تأثير هذه المادة في الجسم وفقاً للكمية التي يتعاطاها الفرد يومياً، كما يلعب التاريخ المرضي للشخص دوراً كبيراً في مدى تأثير هذه المادة، وعادة ما يستمر تأثيرها على المتعاطي مدة تصل إلى 12 ساعة أو أكثر.
يحتاج المتعاطي إلى جرعة صغيرة جدا من مادة إل إس دي للتعرض للهلاوس السمعية والبصرية، وتتراوح هذه الجرعة بشكل عام ما بين 30 – 200 ميكروجرام.
ولكن هناك بعض المتعاطين الذين سجلوا تعاطيهم لهذه المادة بجرعات كبيرة وصلت إلى 1000 ميكروجرام أو أكثر.
وكلما زادت الجرعة كانت الآثار أشد وأكثر قوة، ولكن قد تتباين شدة الآثار من شخص لآخر.
ويميل متعاطوا هذه المادة الى ان يجدون أنفسهم في حاجة إلى زيادة الجرعة كي يحصلوا على نفس الآثار التي كانوا يشعرون بها من قبل.
ولم تسجل الدراسات حدوث التسمم القاتل بالجرعات الزائدة من مادة إل إس دي حتى الآن.
ويرجع ذلك إلى أن الجرعة القاتلة للانسان تتراوح ما بين حوالي عشرة وإثني عشرة ألف ميكروجرام أي ما يزيد عن الجرعة المعتادة بحوالي مائة مرة.
تعد مادة ثنائي إيثيلاميد حامض الليسرجيك هو الأسم العلمي لمادة LSD . وغالباً ما يطلق عليها الأسم التجاري الحامض ، وقد يطلق عليها في بعض الأحيان أيضا اسم حامض الليسرجيك.
الأسماء الدارجة لطوابع LSD
ويطلق على الطوابع LSD الدارجة في الأسواق العديد من المسميات، ومن أشهر هذه المسميات هي هيتس و تريبس و بلوترز و دروبس و رينبوز و صن شاينز و سمايلز وويندوز وويندو بينز.
كما يطلق على القطع الورقية الكبيرة الحجم و المغموسة في عقار إل إس دي اسم شيتس أو الصحائف الورقية.
أشكال مادة LSD المخدرة
ولم يتوقف أسلوب ترويج هذه المادة على الطوابع فحسب، انما ايضاً تظهر هذه المادة المخدرة في العديد من الأشكال الأخرى.
فيمكن بيعه على شكل سائل في قارورة صغيرة الحجم، أو في صورة حبة جيلي يتم تحضيرها عن طريق خلط سائل إل إس دي بالجيلاتين.
ويمكن بيعه أيضا على شكل حبات صغيرة أو حبيبات مصغرة تسمى ( حبات ميكرودوتس ).
وفي بعض الأحيان يتم بيع هذه المادة على شكل مكعبات من السكر والتي يتم غمسها بالمادة المهلوسة، ولكن أوراق الطوابع هي الأكثر انتشارا في العديد من الأماكن.
تأثير مادة LSD المخدرة على الجسم
عندما يتم امتصاص المادة المخدرة الموجودة على الطوابع لا تظهر أعراضها بشكل سريع، بل تستغرق بعض الوقت كي تبدأ هذه الاعراض في الظهور.
وتتراوح مدة ظهور تأثير هذه المادة ما بين نصف ساعة إلى ساعتين. وبسبب هذا التأخر النسبي في ظهور الآثار المنشودة، فقد يأخذ المتعاطي عديم الخبرة جرعة أخرى مبكرة مما يؤدي إلى زيادة الجرعات.
وعن سبب تأخير ظهور هذه الأعراض، فلا يوجد اتفاق علمي دقيق على السبب الحقيقي وراء تأخير تأثير عقار إل إس دي.
ولكن بمجرد وصول هذه المادة المخدرة الى المخ فإنها تقوم بمحاكاة الناقل العصبي السيروتونين وهو أحد المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي لتحسين الشعور العام.
وهذا بدوره يشوش الحواس مما ينتج عنه اختلال الأداء الوظيفي الطبيعي واختلال الإدراكات الطبيعية فيبدأ المتعاطي في رؤية مشاهد ملهوسة ويسمع أصواتاً غير حقيقية وينحرف عن الواقع الفعلي.
وهذا ما يعرف بين المتعاطين باسم رحلة الخيال العلمي، وقد يسمع بعض المتعاطين أصواتا مخيفة ويرى مشاهد مرعبة، في حين يسجل آخرون المرور بالخبرات السارة.
وخلال هذه الرحلة قد لايدرك المدمن تصرفاته، فقد يتعرض المتعاطي لخطر إيذاء النفس، وذلك بسبب انفصاله التام عن الواقع المحيط به أو نتيجة للبارانويا أو الضلالات و الأوهام المترتبة على العقار.
و بسبب الخواص المهلوسة ذات التأثير القوي لهذه المادة فإن تأثير العقار على المصابين بالحالات العقلية والنفسية سواء تم تشخيصها أم لا يمكن أن يكون تأثيرا كارثياً.
ويتوقف ذلك على كمية المادة التي يتعاطاها الشخص، الامر ينذر بضرورة التدخل الطبي السريع والوقوف على الطريقة المناسبة للعلاج.
طوابع LSD … هل فعلاً تذهب العقل ؟
طوابع LSD هي نوع جديداً ظهر حديثاً في عالم المخدرات، فهناك من يعتقد بقدراته ويرى به أحد أنواع المخدرات التي تأخذك الى عالم آخر.
وهناك البعض الآخر الذي يؤكد على أن التأثير الناتج عن تناول هذا النوع من المخدرات ما هو إلا تأثير نفسي، ولم يمت للواقع بصله.
وبين هذا وذاك يبقى الحد الفاصل هو رأي العلم ونتائج الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع ، وهذا ما سنتطرق اليه في السطور التالية.
بعد فترة من الإختفاء أطلت علينا هذه المادة مرة أخرى، ولكن هذه المرة في ثوباً جديداً؛ فقد بدأ انتشارها وتداولها مرة أخرى بين أوساط المدمنين على شكل قطع من الورق الصغير.
أي على شكل طوابع وأحياناً تكون هذه الطوابع تحمل بعض الأسماء الدارجة مثل تابس أو بلوترز بمعنى ورق النشاف حيث يتم غمسها بالمخدر.
وعن طرق تعاطي هذا النوع من الطوابع، فعادة ما يقوم المتعاطون بوضع ورقة النشاف في الفم لتتحلل بداخله ثم يقوم ببلع المتبقي منها.
وبالعودة الى سؤالنا السابق، هل حقاً الطوابع تسبب الهلاوس السمعية والبصرية ؟
يجيب على هذا التساؤل أحد المتخصصين مؤكداً على أن مادة ال إس دي هي إحدى المواد المهلوسة والتي لها تأثير قوي جداً على العقل يصل إلى حد رؤية الهلاوس السمعية والبصرية، ويطلق عليه متعاطو المخدرات اسم الرحلة أو الخيال العلمي.
وفي هذه التسمية إشارة واضحة إلى بدأ تأثير هذه المادة، والذي يظهر في صورة رؤية وسماع الهلاوس وغيرها من الاختلالات في الحواس و الإدراكات اليومية.
تحضير مادة LSD
ويتم تحضير عقار إل إس دي في المختبر، وقد تم تحضيره لأول مرة عام 1938 بواسطة العالم الكيميائي ألبرت هوفمان الذي كان يعمل في إحدى شركات الأدوية.
وعلى الرغم من أن أبحاثه في البداية كانت تهدف إلى اكتشاف منتج طبي ليتم استخدامه في علاج أمراض الجهاز التنفسي والأمراض النفسية، إلا أنه قد اكتشف بالمصادفة في عام 1943 أنه له تأثير مهلوس قوي.
ثم بعد ذلك تم تجربة هذا العقار بشكل واسع النطاق في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من البلدان خلال فترة الخمسينيات لكي يتم استخدامه بشكل فعال في علاج مرضى الاضطرابات العقلية و النفسية وكعامل مساعد للباحثين على اكتشاف ما يدور بداخل العقل.
ولكن برغم التجارب الإكلينيكية و التوصية بالعقار لآلاف المرضى لا يوجد للعقار أي استعمال طبي نفسي مؤكد.
وبمرور الوقت وباكتشاف تأثيره المهلوس أصبح العقار واسع الانتشار كجزء من حركة الهيبيز للعقاقير المخدرة.
وغالباً ما ينسب انتشار تعاطي عقار إل إس دي إلى شخصيات الثقافة المضادة مثل تيموثي ليري.
وفي منتصف الستينيات قامت العديد من البلدان بحظر العقار مما أدى إلى اختفائه تدريجياً إلى حد كبير وخاصة مع بدء انهيار حركة الهيبيز في الستينيات.
والآن عاد مرة اخرى بشكل أكثر قوة حيث اصبح تعاطي هذه المادة امراً دارجاً في الدول الغربية المتقدمة ولكن ليس بنفس انتشار القنب والحشيش أو العقاقير المخدرة الأخرى مثل الكوكايين، إلا أنه يظل أحد أكثر العقاقير المخدرة التي يتم تعاطيها والمتوفرة في عالم المخدرات.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان