إذا كنتِ ممن تشغل طفلها بما يسليه من ألعاب إلكترونية حتى تقضي ما ورائها من واجبات منزلية، ولاحظتِ أنه عند شرائك له الأيباد أو الموبايل أصبح تفاعلاته ونشاطاته مع من حوله تنحصر، وأن تعلق طفلك بالألعاب الإلكترونية أصبح أكثر من الطبيعي حتى إنه تحول إلى إدمان إلى أن انتهت بهم في النهاية إلى القتل والانتحار من خلال أوامر افتراضية أثرت بهم، فإذاً كل ما عليكِ عزيزتي القارئة هو أن تتابعي معنا قراءة هذا المقال والذي يتناول الآثار السلبية التي تنتج من إدمان الألعاب الإلكترونية وأخطر الألعاب الإلكترونية التي تسبب الإدمان وكيفية حماية طفلك من هذا الإدمان والتخلص منه.
فمنذ عشرة سنوات كانت لدى كثير من الأمهات شكوى من كثرة شغف طفلها وعدم سيطرتها عليه عند أداء واجباتها المنزلية، ولكنها ما لبثت إن وجدت الحل في الأشياء التي صُنعت مؤخراً خصيصاً للأطفال وهي الألعاب الإلكترونية المتواجدة على جوجل بلاي أو بلاي ستور.
فهذه الألعاب نجحت بالفعل في تسلية الأطفال وانشغالهم عن أمهاتهم لتأدية أعمالها المنزلية.
ومع مرور الوقت بدأت الكثير من الأمهات يلاحظون أن أطفالهم أصبحوا قليلون الحركة، نادرون الكلام، ليس لديهم الرغبة في اللعب مع أصدقائهم أو أخواتهم>
بالإضافة إلى سيطرة الألعاب على عقولهم في يقظته وحتى في أحلامه! وتحول شغفه بالألعاب إلى إدمان دائم، ومن ألعاب إلكترونية ذات صورة ثلاثية الأبعاد إلى ألعاب فيديو عنيفة، إلا أن وجدت الكارثة الحقيقة وهي إنتحار البعض من أطفالهم.
وباتت تشتكي الكثير من الأمهات من هذه الكارثة التي حُلت بطفلها ولا تعرف حلاً لها، وبدأوا يتسألوا كيف أنقذ طفلي من خطرإدمان الألعاب الإلكترونية ؟
لم أكن أقصد إيذاء طفلي بتلك الألعاب، فأنا أخاف عليه وعلى مستقبله، وظننتها في البداية وسيلة للتعرف على العالم.
ونجحت هذه الألعاب في أن تقع بالكثير من الأطفال من حول العالم في نفس الفخ، حتى أصبحت الأمهات والأباء عاجزين عن منع أطفالهم عن ممارسة الألعاب ومتابعة الإنترنت بكثرة.
بل وصل الأمر مع الكثيرات منهن إلى انتحار أطفالهن تنفيذًا لأوامر ألعاب عنيفة سيطرت على عقولهم ووجدانهم.
فبرغم الفائدة المعرفية التي قد تمنحها هذه الألعاب الإلكترونية للأطفال، إلا أنه يظل لإدمانها مع عدم وجود مراقبة من الوالدين آثاره السلبية التي يجب على كل أب وأم معرفتها وتوخي الحذر منها.
الآثار السلبية الناتجة من إدمان الألعاب الإلكترونية
تعرض طفلك لمشاكل صحية
إذا كان طفلك يقضي جميع أوقات فراغه أمام هذه الألعاب الإلكترونية، فإنه سيصبح مع الوقت متجاهلاً أوقات الطعام وستقل رغبته في الأكل، أو على الكعكس فإنه قد تزاد شهيته للأكل حتى ينسى نفسه، فيتناول كميات كثيرة من الطعام، وهذه من أحد علامات إدمان الألعاب الإلكترونية.
وبالإضافة إلى زيادة الأرق وقلة النوم، وعدم ممارسته للرياضة أو اللعب مع أصدقائة ويظل حبيس غرفته، وإذ تجدين طفلك يفضل التركيز على الألعاب الإلكترونية غير سواها، وربما تجعله مع الوقت يعاني من السمنة في مرحلة طفولته، وقد يؤدي إدمان الألعاب الإلكترونية فيما بعد إلى مشاكل أخرى كآلام الظهر والصداع وإجهاد العين.
البعد عن المشاركة الاجتماعية
إذ تجدين طفلك أصبحت ميوله نحو العزلة عن الإنخراط المجتمعي والتجمعات العائلية، ورغبته في اللعب بمفرده، إذ تجدينه يقضي العديد من الساعات أمام التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر أو الموبايل منفرداً.
بالإضافة إلى أنه قد تنعدم رغبته في الذهاب إلى النادي أو اللعب مع أصدقائه أو التحدث معهم، وهذا الأمر قد يُفقده حياته الاجتماعية بالتدريج، ويقلل من فرص اندماجه مع المجتمع وتكوين صداقات جديدة، وقد يجعله هذا الأمر أكثر شعورًا بالوحدة وأنه شخص غير مرغوب فيه بالمجتمع.
التراجع الدراسي
إذ يميل طفلك للسهر ليلاً للعب، وبالتالي سيعاني من الأرق، وسيذهب إلى مدرسته بتركيز أقل، ويحصل على أدني الدرجات في الاختبارات من أقرانه، الذين لا يقضون جميع أوقات فراغهم أمام الألعاب الإلكترونية، حيث أنه ليس لديه الوقت في المنزل لمراجعة دروسه، وفي مدرسته لا يعطي التركيز الكافي لسماع وفهم ما يقوله مدرسه.
التأثير الأخلاقي والتربوي
العديد من الألعاب الإلكترونية تروج إلى العديد من المظاهر اللاأخلاقية كالسب والشتم الذي يحدث بين المتنافسين عند اللعب، وقد تتضمن بعض الألعاب على إعلانات بها صوراً عارية غير أخلاقية، كما تشتمل على تشكيك في العقيدة باحتوائها على أشياء منافية لها.
حيث يوجد في بعض الألعاب وحتى أفلام الكرتون تحتوي على وجود آلهة وكل إله مسئول عن أمر معين، كإله للثلج وإله مسئول عن إحياء الموتى.
وهذا الأمر الذي يغرس في نفس الطفل أفكارًا غير سليمة عن قضية التوحيد، إذا لم يوجد من الأهل رقابة وتوضيحًا وشرحًا لأصول العقيدة بطريقة مبسطة.
تحريض طفلك على القتل والانتحار
فمؤخراً بات يظهر بعضاً من الألعاب التي تحرض على القتل والانتحار، حيث يبدأ الطفل اللعب لإكتشاف هذه اللعبة وتبدأ اللعبة أيضاً بإعطاء الأوامر حتى ينتهي الأمر بالقتل والانتحار.
أخطر الألعاب الإلكترونية التي قد تسبب الإنتحار
لعبة الحوت الأزرق
تعد من أحد أخطر الألعاب الإلكترونية الموجودة في العالم، وعلى ما رفق هذه اللعبة منذ ظهورها عام 2015 من جدل وشكاوى بسبب حالات الانتحار التي نتجت عنها، إلا أنه لم يتم حظرها وما زالت متاحة للجميع على شبكة الإنترنت، فمنذ ظهور تسببت هذه اللعبة بإنتحار 100 طفل حول العالم.
لعبة مريم
انتشرت هذه اللعبة في دول الخليج وتسببت في إثارة الرعب في نفوس لاعبيها وخصوصاً الأطفال، حيث تتميز هذه اللعبة بجو من الغموض والإثارة، فاللعبة عبارة عن فتاة تُدعي مريم (تبه الأشباح) والتي تاهت عن منزلها، ويقوم اللعب بمساعدتها للعودة إليه، وأثناء ذلك تطرح عليه مجموعة أسئلة شخصية عن حياته وأخرى سياسية، وفي إحدى المراحل تطلب منه الدخول للغرفة لمقابلة والدها، وفي النهاية تحرضه على الانتحار وإذا لم يتم الاستجابة لها تهدده بإيذاء أهله.
لعبة البوكيمون جو
استحوذت على عقول الأطفال والشباب، وبالرغم من التسلية والمتعة التي حققتها هذه اللعبة لكل من لاعبيها، إلا أنه تسبب في العديد من الحوادث بسبب إنشغال لاعبيها بمطارة والتقاط البوكيمون وعدم الإنتباه خلال سيرهم في الشارع.
وفي نهاية هذا المقال نود أن نطلعك على بعض النصائح الهامة التي تحمى بها طفلك من خطر إدمان الألعاب الإلكترونية، فكل ما عليكي هو أن تنظمي أوقات فراغ طفلك أن تخبريه أن لديه ساعتين في عطلة نهاية الأسبوع للعب أمام شاشة الكمبيوتر بالإضافة إلى ساعة واحدة في اليوم الدراسي، وعليكي أن تقرأي محتوى كل لعبة يلعبها طفلك وقراءة التحذيرات التي توجد التي توجد عليها لعدم إيذاء طفلك دون قصد، وعليكِ أيضًا تفعيل جهاز مراقبة على مواقع الألعاب الإلكترونية كي تتعرفي على نوعية الألعاب التي يفضلها طفلك ومن ثم تتدخلين في الوقت المناسب.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان