إدمان النظافة أو هوس النظافة كلها مصطلحات تطلق لحالة مرضية مصاب بها بعضاً من الأشخاص، وينتج عن هذه الحالة تآثر حياة هؤلاء الأشخاص بشكل كبير بسبب خوفهم المبالغ فيه من الإصابة بالأمراض والجراثيم.
وقد يعتقد البعض أن الأمر إذا تعلق بالنظافة فهذا ليس سيئاً، ولكن هذا المعتقد خاطئ فالغالبية منا يعلم أن الشيء الزائد عن حده ينقلب ضده.
وهذا ما سنوضحه في هذا المقال والذي يتكلم عن أعراض إدمان النظافة والأسباب التي أدت إلى ذلك.
وأجمع الأطباء على أن إدمان النظافة من أشهر الاضطرابات التي يعاني منها العديد من الناس.
ويُعرف إدمان النظافة بأنه عبارة عن فكرة تسيطر على عقل صاحبها، وعندما يحاول صاحبها تجاهل هذه الفكرة أو التخلص منها فإن هذا يعرضه لضغط نفسي كبير.
وتعتبر هذه الفكرة هي من صنع صاحبها، وبالرغم من أن صاحبها يدرك أن هذه الفكرة غير صحيحة إلا أن رغبته في تنفيذ هذه الأفكار اقوى واشد من رغبته على إيقافها.
بل إن ما لا يعرفه الذين يعانون من إدمان النظافة أن أجسامنا تحمل ملايين الأعداد من البكتيريا ويوجد أيضاً على أسطح جلودنا العديد منها.
وليست كل البكتيريا ضارة حيث أن البكتيريا التي توجد بأجسادنا مفيدة وإذا قمنا بالقضاء عليها فهذا يسبب لنا الكثير من الأمراض.
ما الفرق بين مفهوم النظافة وإدمان النظافة ؟
يعتبر الإهتمام بالنظافة أمر صحي للحفاظ على صحة الإنسان من الأمراض وكذلك لتحسين المظهر الجمالي والشكلي للإنسان وبيئته.
ولكن عندما يتحول إلى نظافة مفرطة، ويصبح عبء ومعاناة ثقيلة على صاحبها رجلاً أو مرأه، وإن كان كانت المرأة تحتل النسبة الغالبة عن الرجال.
وتقدر الإحصائيات إلى أن من بين كل مائة ثلاث سيدات، كما أن الآثار الجانبية للمرض لا تقتصر على صاحب المرض بل تؤثر على المحيطين بها أيضاً.
ولكن السؤال الذي احتار فيه الجميع ما هي الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الإدمان.
ما هي الأسباب التي نتج عنها إدمان النظافة؟
وغالباً ما يكون سر بدايتها في مرحلة الطفولة عندما حدثت أمام الطفل حادثة أثرت فيه وغيرت مجرى حياته، حتى ظل حبيساً بداخل نفسه.
حتى إنه لم يستطع مغادرتها أو تجاوزها مع مرور الزمن، حيث أن هذه الحوادث تبدأ بالتدريج بالتأثير على النفس حتى تصل إلى الدرجة القصوى وتستمر معه لسنين.
أو ربما قد أصابه مرض شديد أو ربما قد فقد أحد الأشخاص المهمين بحياته بسبب مرضاُ ما ولهذا أصبح يهاب من هذا المرض.
وبدأ مع الوقت يقلق ويهلع إذا اصابه هذا المرض أو اصاب أحد أحبائه، ولهذا نجد الأم التي تصاب بإدمان النظافة تفرط في نظافة أبنائها بغرض حمايتهم.
وربما قد تتسبب في إصابة أحد أبنائها بذلك الإدمان ويصاحبه بقية حياته، وكأنه حالة وراثية يتوارثها الأجيال، وهذا ما يقال عنه بالأمر الكارثي الذي يجب العلاج منه فور حدوثه.
حيث أن إدمان النظافة يمثل أمر غير عادي فنجد من يدمنون على النظافة يفعلون كالآتي.
أعراض إدمان النظافة
- يغسلون أيديهم في اليوم مرتين كل خمس دقائق.
- يهرعون إلى المغسلة بعد كل مصافحة يد، بالإضافة إلى أنهم لا يصافحون العديد من الأشخاص.
- الاستحمام أكثر من مرة في اليوم.
- التغيير الدائم للملابس.
- عدم استخدام أدوات الغير مطلقًا.
- تجنب مسك أو لمس الأشياء خارج المنزل.
- الخوف والهلع لمجرد تفكيرهم في ملايين الأشخاص الذين استخدموا هذا المكان قبله وكمية الجراثيم التي تركوها فيها.
- استخدام الأماكن العامة أو كل ما هو متاح الآخرين يعتبر كابوساً بالنسبة لهم ويحاولون تجنبها بقدر الإمكان.
- استحالة التقاط أي شيء سقط على الأرض، أو إعادة استعماله، فيتركه أو يطلب من آخر حمله إن كان شيئًا ثمينًا.
- نجدهم في العمل يقضون أغلب أوقاتهم في البحث عن الغبار وتنظيفه، وكأن العالم متسخ ويحتاج إلى تنظيفه.
الأعراض اللحظية لإدمان النظافة
- العرق وبرودة الأطراف.
- طريقة الكلام ، حيث يكثرون من الحديث عن الأمراض التي قد يصابون بها إذا لم يتخلصوا من الجراثيم.
- عدم الثبات في المكان والملل مع قلق وزيادة نبضات القلب.
- الهلع عندما ينسكب شيء أو يسير أحدهم بالحذاء في بيوتهم، ويقومون بغسل أيديهم كل فترة بسببٍ أو بدون سبب.
- إحساسٍ ظاهر بالقلق والتوتر وعدم السيطرة على تمالك الأعصاب مع حالة من الفزع تبدأ في الظهور بهدوء، ولكن تزداد كلما زادت حاجتهم للنظافة بدون أن يشبعوا تلك الحاجة.
وتظهر هذه العلامات في بيوتهم أو الأماكن التي يجلسون فيها بسبب حرصهم الوسواسي الدائم على المحافظة على نظافة المكان.
وهذا ما يشعرون به مرضى إدمان النظافة على حسب ما أكده بعض الباحثين.
ويختلف كل منا في تحديد مفهومه للنظافة، ولكن نتفق كلنا أن النظافة هي نصف الصحة، ولكن مع الحذر كي لا تصل إلى أمر مبالغ فيه ينتج عنه إدمان وهوس النظافة.
حيث أنها يمكن آن تهدد وظائف الجهاز المناعي للجسم، ويمكن أن تسبب أنواع مختلفة للحساسية، حيث ينتج إدمان النظافة من عدة أسباب.
العوامل التي أدت إلى إدمان النظافة
(١) القلق الصحي
هو قلق يسيطر على عقل المريض، حيث أنه يتوهم أن البكتيريا توجد في كل مكان ويجب تنظيفها، وهذا ما يقلق المريض ويجعله متوتراً، ويجعله هذا التوتر مستمراً في التنظيف للتخلص من البكتيريا.
(٢) وسواس الترتيب
إدمان المدمنين على النظافة دائماً ما يكونون مهوسين ببقع التلوث، وهذا الأمر لا يمكنهم تحمله فدائماً ما تراهم يرتبون أشيائهم بشكل مثالي سواء في العمل أو المنزل.
(٣) الوسواس القهري
الوسواس القهري هو عبارة عن اضطرابات نتيجة لأفكار غير منطقية تؤدي إلى اضطرابات قهرية، مما ينتج عنه تكرار الشخص المريض للعمل الكثير من المرات للتخلص من البكتيريا والجراثيم، وتكرار هذا العمل ممكن أن يؤدي إلى إحداث جروح وندوب جلدية.
ويؤكد الأطباء النفسيين أن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من إدمان النظافة يكونون أحياناً واعين بأن سلوكياتهم الوسواسية سلوكيات غير منطقية.
ويحاولون تجاهل هذه الأوهام أو تغييرها، ولكن هذا يزيد من توترهم أكثر، حيث أن هذه التصرفات بالنسبة إليهم ضرورية لتخفيف هذا التوتر.
ويعتبر إدمان النظافة مثله كمثل أي مرض يحدث له تقدم أو تطور، حيث أن المرض إذا لم يتلقى العلاج فقد يتطور الأمر ويغرق المريض في قلقه ويصبح أكثر هوساً بالنظافة.
حيث أنها ستسيطر على عقله بالكامل ويصبح أكثر انشغالاً بها، مما ينتج عنه عدم ممارسة حياته بشكل طبيعي أو قريب حتى من الطبيعي، ولهذا ينبغي على المصاب أن يتلقى العلاج ليتخلص من كل هذا التوتر.
وخلاصة الأمر أن من يعاني من إدمان النظافة يجب عليه أن يلجأ إلى الطبيب نفسي متخصص، حيث أن الطبيب سيضع له برنامج علاجي طويل لتخليصه من كابوس النظافة، وينبغي ألا يعالج المصاب على يد غير متخصصين، حيث آن الطريقة الغير مهنية تزيد الأمر سوءاً ويغرقهم في حالتهم أكثر.
تم التحديث في 31 يوليو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان