عندما تشعر بالتوتر تناول المشروبات الكحولية، وعندما تشعر بالغضب فلا أمامك سوى الكحول سيجعلك تهدئ سريعاً.
والكثير والكثير من هذه العبارات التي يتم تداولها بين الشباب من أجل الترويج للمشروبات الكحولية والوقوع بأصدقائهم بكابوس الادمان الذي وقعوا به هم من قبل.
ولكن ما مدي صحة هذه العبارات ؟ هل بالفعل انماط تعاطي الكحوليات يتحكم في درجة الادمان ؟
يجيب المتخصصون علي هذا التساؤلات مؤكدين على أن هناك مجموعة من الأنماط المختلفة لتعاطي الكحوليات.
والتي يمكن على أساسها أن توصف درجة الإدمان الخاصة بالمتعاطي، وتتمثل هذه الأنماط في :
النمط الأول: تناول كميات قليلة يقود إلى الإدمان النفسي
وفي هذه الحالة عادة ما يلجأ المتعاطي إلى تناول الكحوليات بهدف التخلص من أي ضغوطات إجتماعية أو نفسيه يتعرض إليها.
أو من أجل إزالة التوتر والقلق الذي يشعر به الشخص تجاه موقف معين.
وغالباً ما يبدأ أصحاب هذا النمط بتعاطي كميات قليلة ثم تزيد حتي لا يستطيع الإستغناء عنها.
وعند الشعور بهذا الأحساس فقد وقع في فخ الإدمان النفسي، وتعد هذه المرحلة الأقل ضرراً بين مراحل الإدمان.
النمط الثاني: الاستخدام المفرط الذي يؤدي إلى الاعتماد الجسدي
من أبرز ما يدل علي هذا النمط هو عدم قدرة المتعاطي على التحكم في كميات الكحول الذي يتعاطاها.
وغالباً ما تظهر الأعراض الانسحابية لهذا النوع من الإدمان فور التوقف المفاجئ أو في حالة عدم تناول الجرعات التي يتعاطاها يومياً.
وعند ظهور هذه الأعراض يبدأ المتعاطي بزيادة الجرعة للتغلب علي هذه الأعراض.
وعادة ما يصاحب هذا النمط من الإدمان بعض الاضطراب بالحياة الإجتماعية والنفسية للمتعاطي.
كما أنه يلجأ الى التدخين بشراهه للتغلب علي الأعراض الإنسحابية مما يضاعف من أضرار الكحول.
النمط الثالث: الاستخدام المفرط الذي يؤدي الى مرحلة الإدمان المزمن
وأصحاب هذا النمط من الادمان عادة ما ينتهي بهم الأمر الى أشخاص بلا مأوي أو يعانون من الأمراض العقلية المزمنة، لذلك يطلق عليهم اسم المتشردين أو Skid row.
ومن أبرز العلامات التي تظهر علي مدمني هذا النمط من الكحول هو:
- احمرار زائد في العينين والوجه
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- القيام ببعض السلوكيات البذيئة والغير لائقة والألفاظ المؤذية والخادشة للحياء
- التلعثم أثناء الكلام
- فقدان الأتزان والتأرجح أثناء المشي
- حدوث رعشة في الأطراف كاليدين والارجل
ويصاحب هذا النمط العديد من المشكلات الصحية كتليف الكبد وضمور الخلايا العصبية، حدوث القرح في المعدة والأثني عشر ، بالإضافة الي المشكلات الاجتماعية والنفسية.
ماذا عن تناول الخمور والكحول مع المخدرات الأخرى ؟
تنتمي المشروبات الكحولية إلى قائمة المواد التي تعمل علي تهدئة وارتخاء الجهاز العصبي.
لذلك فإن تم تعاطيه مع أحد الأقراص المهدئة أو المنومة فقد يعرض حياة المتعاطي إلى الخطر.
ويزيد ذلك من احتمالية الموت المفاجئ، ومن أبرز علامات الخطر في هذه المرحلة هو التقيئ.
أما عند تناوله مع الحشيش فقد يصل معدل الخطورة إلى ذروته، حيث أن مادة الحشيش تعمل على إيقاف عمل مركز التقيئ في المخ مما قد يعرض الإنسان الي الموت المفاجئ دون سابق إنذار.
كما أن التدخين مع تناول الخمور يشكل عامل خطر كبير، اذ أن الكحوليات تساعد علي امتصاص الجسم للمواد الكيميائية الموجودة في التبغ بشكل أسرع مما يزيد من نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان