ظاهرة الإدمان لها العديد من الأسرار التي لم تنكشف بعد، حيث تبذل الدراسات الطبية المختلفة والتجارب العديدة سواء إجتماعياً او طبياً على ظاهرة الإدمان جهودها من أجل الكشف عن أهم الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء من حيث الأسباب>
ونتعرف في هذا المقال على أهم تلك الإختلافات التي تعني الكثير من حيث الأسباب والأعراض وغيرها.
رأي الدراسات العلمية في الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء
خلال الفترة الأخيرة، أجريت العديد من الدراسات الطبية والعلمية حول ظاهرة الإدمان، وقد أثبتت هذه الدراسات أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى وجود الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء.
وهذه تتعلق بالأمور البيولوجية والهرمونية والنفسية والبيئية والاجتماعية والتربوية وما يتعلق بنفسية الرجال وأسلوبهم في الحياة وأيضاً النساء ونظرتهن إلى الحياة.
وعلى أية حال نتعرف سوياً من خلال هذه النقطة الجوهرية من هذا المقال على أهم 7 اختلافات بين إدمان الرجال والنساء وهذا من خلال النقاط التالية:
اختلافات بين إدمان الرجال والنساء من حيث الميل أو الرغبة في الإدمان
أثبتت الدراسات العلمية العديدة التي أجريت مؤخراً على الحالة المزاجية لكل من الرجال المدمنين والنساء المدمنات، إلى كشف النقاب عن العديد من هذه الاختلافات مثل:
زيادة الاعتماد على المهدئات والأدوية النفسية وبالتالي فرصة الإدمان عالية لدى البنات والفتيات عن الذكور الذين يكونون أكثر تكيفاً مع الحياة بسبب تكوين علاقات اجتماعية كثيرة خارج الاسرة ويميلون نحو المخاطر مثل القيادة المجنونة للسيارات او ممارسة الجنس او ارتكاب بعض المخالفات الاخرى والتي تدل على تمردهم عن الحياة التي يعيشونها أو التمرد على المحيط الأسري.
الأمر السابق يختلف تماماً لدى الإناث والذين يعيشون في حياة قوامها الكبت والضعف وعدم التكيف مع المشكلات الإجتماعية والعاطفية والتي قد يعانين منها فيلجأن في هذه الحالة غلى إدمان المخدرات للتخلص من الضغط النفسي والعصبي عليهن، كما إن المهدئات والمسكنات تعتبر حافزاً كبيراً للفتيات والنساء لبداية إدمانهن للمخدرات.
أثبتت الدراسات المختلفة أن زيادة الإعتمادية والرغبة في تناول المسكنات والمهدئات وبالتالي الاعتماد على زيادة الجرعات الإدمانية يكون أكثر من الذكور.
اختلافات بين إدمان الرجال والنساء من حيث الناحية الهرمونية
قد يكون الأمر أكثر وضوحاً من حيث الإختلافات بين إدمان الرجال والنساء من الناحية البيولوجية والهرمونية والجسمانية.
فالرجال لا يعانون من تغيرات هرمونية عنيفة تؤثر على الحالة المزاجية اللهم إلا بعض التغيرات الهرمونية في سن المراهقة والتي تزيد فيها بعض السلوكيات الخطرة للشباب مثل التمرد على الاسرة والمجتمع وارتكاب المخالفات القانونية والاخلاقية والتعدي على الغير، ومحاولة التجربة والتي من بينها بالطبع تجربة إدمان المخدرات وغيرها.
بينما تعاني الفتيات من امور اكثر خطراً من الناحية الجسمانية والهرمونية سواء كان في سن المراهقة أو غيرها من مراحل العمر المختلفة.
ومن هذه الاختلافات العميقة هي الهرمونات الشهرية والهرمونات التي تفرز بعد عملية الولادة في أثناء النفاس وغيرها من الهرمونات.
وقد اثبتت الدراسات ان هناك علاقة وثيقة بين الهرمونات والتغيرات الجسمانية بالتغيرات النفسية وبالتالي تعاطي المخ مع الاستجابات والرغبة في إدمان المخدرات أكثر من الرجال الذين لا يعانون من هذه الهرمونات في مختلف مراحل عمرهم.
اختلافات بين إدمان الرجال والنساء من الناحية الجسمانية
ليس صحيحاً على الإطلاق أنه لا يوجد اختلافات بين إدمان الرجال والنساء من الناحية الجسمانية.
وفيما يلي نتعرف من خلال النقاط التالية على أهم هذه الإختلافات في ضوء الدراسات الطبية وأهم تأثيراتها على ظاهرة الإدمان لدى الرجال والنساء على السواء:
أثبتت الدراسات الطبية أن إنزيمات الكبد تعمل في النساء بشكل بطئ عن حركة إنزيمات الكبد لدى الرجال وهذا يعني أنه في حالة إدمان النساء على المخدرات فإن تأثير تلك المخدرات لدى النساء سيكون قوي وطويل المدى عنه في الرجال وهذه من الأخطار التي أكتشفتها التجارب المعملية على إدمان النساء واختلافه عن الرجال.
من ضمن عناصر الاختلاف بين إدمان الرجال والنساء من الناحية الجسمانية هو ما يسمى بنظام المكافأة في المخ>
حيث يعتبر هذا النظام مسئولاً رئيسياً عن الاعتمادية على المخدرات والاعتياد على الأشياء الأخرى، ونجد أن الإعتمادية أكبر لدى النساء عن الرجال>
وهنا يأتي دور الهرمونات مثل هرمون الإستروجين الذي يؤثر في عمل الخلايا في المخ بما يؤثر في عملية الاعتماد والمكافأة، وهذا في حالة الخلل في إفراز هذا الهرمون الأنثوي الهام.
بينما الرجال لا يعانون من نظام المكافأة في المخ بسبب عدم وجود اختلال في الهرمونات بنسبة أكبر مثل النساء، لذلك فإن الإعتماد على المخدرات يكون أقل.
الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء من حيث الانتكاسة والعودة لإدمان المخدرات
هذه الاختلافات والتي تثبتها الدراسات الأخيرة على إدمان النساء هامة للغاية، ولابد من معرفة هذه النتائج الهامة لدى الأطباء الذين يعالجون النساء على إدمان المخدرات>
لأن هناك إختلافاً هاماً وهو أن العودة والانتكاسة مرة أخرى قد تتكرر في النساء بنسبة أعلى عن الرجال، وذلك بسبب الضغوط النفسية والعصبية التي تتعرض لها النساء سواء بسبب الأمور البيولوجية أو العاطفية وزيادة الحساسية النفسية لهن والتي تعمل على صعوبة العلاج في بعض الحالات.
وبالتالي الانتكاسة والعودة إلى الإدمان مرة أخرى أكثر من الرجال المدمنين الخاضعين للعلاج.
لذلك ينصح الأطباء والفرق العلاجية ان تكون فترة التعافي والشفاء بالنسبة للنساء أكثر منه لدى الرجال من أجل التأكد من التعافي والشفاء النهائي من سلوكيات الإدمان.
الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء من حيث السلوكيات الإدمانية ومظاهرها
إن السلوكيات المرتبطة ببعض أنواع الإدمان الحياتية متعددة وقد أثبتت الدراسات الأخيرة حول إدمان النساء أن هناك العديد من السلوكيات مثل إدمان الإنترنت والهواتف المحمولة وايضاً القمار أو إدمان الشراء دون داعي وغيرها من السلوكيات تؤكد ان الاعتمادية ونظام المكافأة في المخ به خلل>
وهذا يعني زيادة الإعتماد على المخدرات وصعوبة العلاج في بعض الأحيان، وقد تكون هذه السلوكيات طويلة المدى مما يعني جهداً أكبر في علاج تلك السلوكيات الناتجة وهذا يختلف في حالة إدمان الرجال.
المظاهر و الأعراض النفسية من الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء
من الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء أيضاً الظواهر والأعراض النفسية والتي تظهر بوضوع عند إدمان النساء بنسبة أكبر من إدمان الرجال.
حيث تعاني النساء المدمنات من بعض الظواهر النفسية والأعراض وذلك على المدى الطويل مثل النوبات العصبية والقلق والاضطراب النفسي والإحساس بالذنب بشكل أكبر من الرجال بسبب المسؤولية الملقاة على عاتقهن بما يتعلق بتربية الأطفال في حالة إذا كانت المدمنة أم.
وهذا نجده بشكل أقل لدى الرجال الذين يتخلصون من هذه الأعراض النفسية بشكل أسرع من النساء.
لعل هذه كانت اهم الاختلافات بين إدمان الرجال والنساء، وقد نكتشف في المستقبل القريب العديد من الاختلافات الأخرى التي تعكف الدراسات العلمية في الكشف عنها ومن ناحيتها تقوم مستشفى دار الشفاء للطب النفسي بدراسة مستفيضة من حيث العلاج المقدم لكل الرجال والنساء.
حيث تمر مراحل العلاج لدينا بمعرفة السبب الرئيسي للإدمان حتى نجد طريقة الحل والتخلص من هذه الظاهرة لدى الرجال والنساء على السواء.
تم التحديث في 25 يونيو، 2023 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان