هل يعاني طفلك من تقلبات مزاجية حادة غير عادية تؤثر على سلوكه في المدرسة والمنزل؟ هل وجدت أن طفلك يعاني من فترات يكون فيها منفعلًا ونشيطًا بشكل غير طبيعي وفترات أخرى يعاني فيها من اكتئاب غير مبرر؟ أنه الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال الذي يؤثر بشكل عميق على سلوكيات طفلك ومزاجه، كما أنه قد يؤدي به لتناول المواد المخدرة والكحول للهروب من أعراض الاكتئاب، وقد تتفاقم حالته إلى التفكير في الانتحار، لذلك ينبغي الوعي بطبيعة هذا المرض النفسي الخطير وعلاجه، وفي مستشفى دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الإدمان نهتم بتقديم التوعية الكافية لكي تستطيع التعامل مع طفلك المصاب بهذا الاضطراب.
الاضطراب ثنائي القطب عند الاطفال
هو اضطراب نفسي خطير يعاني فيه الطفل من نوبات هوس حادة تتبعها نوبات اكتئاب، وتتكرر هذه التقلبات المزاجية بوتيرة متسارعة لفترات طويلة، وذلك يؤكد أنها ليست تغيرات مزاجية عادية، لذلك يجب عرض الطفل على طبيب نفسي للأطفال عند ملاحظة هذه التغيرات التي تشير إلى مشاكل في الصحة النفسية.
يمكن أن يصيب الاضطراب ثنائي القطب الأفراد في نهاية مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، حيث يعاني منه حوالي ٤٪ من الأفراد الأقل من ١٨ عامًا، وقد يصاب به الأطفال من عمر ٥ سنوات، ولا فرق في ذلك بين الذكور أو الإناث.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال
لم يتمكن العلماء من تحديد أسباب معينة للإصابة بهذا الاضطراب أو الوقاية منه، ولكن أثبتت الدراسات أن هناك مجموعة عوامل تزيد من فرص إصابة الأطفال به، ومن هذه العوامل ما يلي:
عوامل وراثية تتمثل في إصابة أحد أفراد الأسرة بهذا الاضطراب من قبل.
عوامل بيولوجية تتعلق بتغيرات في حجم بعض المناطق في المخ.
ضغوطات الحياة ومواجهة الطفل لصدمات مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو التعرض للإساءة يزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.
اعراض الاضطراب ثنائي القطب عند الاطفال
تتضمن اعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الاطفال تغيرات مزاجية واضحة ومستمرة، بالإضافة إلى تغير في مستوى الطاقة، وتختلف أعراض فترات الهوس عن أعراض نوبات الاكتئاب لدى الطفل كالتالي:
أعراض نوبات الهوس
- الشعور بسعادة مفرطة.
- التصرف بسخافة وغباء وعشوائية على غير المعتاد.
- سرعة الغضب والانفعال خاصة إذا تم رفض طلباته.
- التحدث بسرعة مع عدم التركيز.
- عدم الرغبة في النوم.
- ممارسة سلوكيات خطيرة.
- القيام بممارسات غير لائقة في المدرسة مثل الغناء أو الهروب من المدرسة أو عدم الاستماع لأوامر المعلمين.
- الشعور بثقة مفرطة في النفس، والاعتقاد بأن لديه قدرات تؤهله للقيام بأمور كبيرة لا يمكن للآخرين القيام بها.
أعراض نوبات الاكتئاب
- الشعور بحزن شديد وتعب وفقدان الطاقة.
- عدم الرغبة في اللعب أو ممارسة أي أنشطة ممتعة كان يمارسها من قبل.
- شكوى من ألم في البطن والعضلات وصداع.
- النوم لفترات طويلة.
- الشره لتناول الطعام أو فقدان الشهية تمامًا.
- التفكير في الانتحار.
- صعوبة التركيز.
- شعور بالتدني.
- الانعزال عن الآخرين.
كيف يتم تشخيص اضطراب ثنائي القطب عند الاطفال؟
لا يوجد اختبارات أو فحوصات دم أو فحوصات دماغية من أجل تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الاطفال كما أن أعراضه تتشابه عادة مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل القلق واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، واضطراب السلوك، واضطراب التحدي المعارض، لذلك ينبغي أن يتم التشخيص من خلال طبيب نفسي متخصص لعلاج الأطفال، لأنه يتبع مجموعة إجراءات تشخيصية تتضمن ما يلي:
- معرفة التاريخ المرضي لأسرة الطفل، والأمراض التي أصيب بها من قبل.
- تقييم نفسي للطفل، وسلوكياته، ومزاجه، ونمط نومه، وتاريخ الإصابة بالأعراض، ومستوى نشاطه.
- فحص جسدي لاستبعاد إصابة الطفل بأي أمراض عضوية أخرى.
الفرق بين اضطراب ثنائي القطب ونقص الانتباه مع فرط الحركة
عادةً ما يتم الخلط بين اضطراب ثنائي القطب في الاطفال وبين اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة بسبب تشابه الأعراض المتمثلة في التهيج وفرط النشاط، مما قد يصعب عملية التشخيص، لكن هناك بعض الفروق بين الاضطرابين كالتالي:
نوبات ثنائي القطب عند الاطفال تستمر لعدة أسابيع أو شهور يتخللها فترات يكون فيها الطفل مستقر نفسيًا، بينما تستمر أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه لفترة طويلة.
نوبات الاكتئاب تحدث في اضطراب ثنائي القطب لكنها لا تحدث في اضطراب فرط الحركة.
نوبات الهوس الشديدة التي يصاب فيها الطفل بسعادة عارمة لا تحدث إلا في اضطراب ثنائي القطب.
لا يحتاج الطفل في نوبات الهوس في اضطراب ثنائي القطب إلى النوم، لكنه يشعر بالنعاس ويقاومه في اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
علاج الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال
يتطلب علاج الاضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال المتابعة مع طبيب متخصص في العلاج النفسي للأطفال، حتى يمكنه تشخيص الحالة بدقة، والتأكد من أن الطفل غير مصاب باضطرابات نفسية أخرى، ثم يقدم العلاج المناسب بناءً على الحالة، وتتكون الخطة العلاجية من مزيج من هذه العلاجات:
العلاج الدوائي
يتضمن تناول الطفل لبعض الأدوية مثل مضادات الذهان، ومثبتات المزاج، ومضادات الاكتئاب، وعلى الرغم من أن هذه الأدوية لا تعالج الاضطراب بشكل نهائي، لكنها تساعد الطفل على إدارة الأعراض، وينبغي تناولها تحت إشراف الطبيب بالجرعات المحددة المناسبة لعمر الطفل، ولا يجب أن يتوقف عن تناولها إلا بعد استشارة الطبيب، حتى لا تحدث أي مضاعفات.
العلاج النفسى
يحقق هذا العلاج نتائج فعالة مع الأطفال الأكبر في العمر والمراهقين، حيث يساعدهم على معرفة طبيعة المرض وأعراضه، ويتعلمون من خلاله كيفية التعامل مع النوبات والأعراض، وتحسين سلوكياتهم.
أما في الأطفال الأصغر قد يقترح الطبيب العلاج باللعب كأحد العلاجات النفسية التي تعلم الطفل الثقة بالنفس، بالإضافة إلى جلسات مع الطبيب المعالج لمنح الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه.
العلاج الأسري
يركز هذا العلاج على تعليم الطفل وأسرته عن الاضطراب، والاهتمام الأكبر يكون بتوعية الأسرة بالأعراض، وتدريبهم على التواصل مع الطفل بفعالية خاصة خلال نوبات الهوس والاكتئاب.
شاهد أيضاً: علاج الاضطراب ثنائي القطب
كيف يمكنني مساعدة طفلي المصاب بالاضطراب ثنائي القطب؟
إذا كنت تريد مساعدة طفلك المصاب بالاضطراب ثنائي القطب فهناك بعض النصائح:
- استمع إلى طفلك وهو يعبر عن مشاعره ويتحدث عن أفكاره، ولا تحكم عليه أو تنتقده، بل ادعمه فقط واجعله يشعر بأهميته ومكانته لديك.
- كن صبورًا، لأن إيجاد العلاج المناسب قد يستغرق وقتًا طويلًا.
- تواصل مع جميع الأفراد في حياة طفلك، وتابع الأعراض التي يعاني منها، وتواصل مع الطبيب النفسي فورًا إذا وجدت تغيرات ملحوظة.
- تتبع مزاج طفلك والمحفزات التي تدفعه لتغيير سلوكه فجأة.
- ثبت مواعيد النوم، لأن مواعيد النوم المضطربة تؤثر في الحالة المزاجية للطفل.
- علم طفلك كيف يتحكم في التوتر والقلق من خلال ممارسة اليوغا، والتأمل، وتمارين التنفس العميق.
- تأكد من أن الطفل يتناول دواءه بانتظام، وتحدث معه عن أهمية العلاج في تحسن حالته.
علاقة الاضطراب ثنائي القطب بالإدمان
المرض النفسي كغيره من الأمراض يحتاج إلى علاج حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة في حياة المريض، وفي حالة الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال لابد من التزام الطفل بالعلاج النفسي، حتى يمكنه التعايش مع المرض، لأن من مخاطره ظهور اضطرابات سلوكية غير مرغوبة، وتوجه الطفل في كثير من الأحيان إلى الإدمان كنوع من أنواع الهروب من الأعراض، لذلك يجب علاجه قبل تفاقم الحالة.
دور مستشفى دار الشفاء في علاج الأمراض النفسية والإدمان
تتميز مستشفى دار الشفاء للطب النفسي بخبرة كبيرة في علاج الأمراض النفسية والإدمان من خلال اتباع أفضل الممارسات، والاستراتيجيات العلاجية المعتمدة والموثوقة، ويتوفر في المستشفى أطباء نفسيون متخصصون في تشخيص الحالات بدقة، وتقديم خطط علاجية متكاملة تمزج بين العلاج الأسري، والعلاج النفسي والدوائي.
نهتم بمتابعة جميع الحالات حتى بعد انتهاء فترة العلاج، لضمان عدم الانتكاس، ونوفر بيئة مثالية لعلاج المدمنين من جميع المراحل العمرية ومن جميع أنحاء العالم، ونحافظ على معلومات المرضى، لأن العلاج يتم بكل سرية، ونتميز بقدرتنا على علاج كل أنواع الإدمان على المخدرات وتقديم الحلول الفعالة للتعامل مع أعراض الانتكاس.
تواصل معنا الآن في مستشفى دار الشفاء للحصول على استشارة متخصصة وحجز موعد مع الطبيب المختص سواء كنت تعاني من مرض نفسي مزمن أو إدمان على أحد المواد المخدرة، مهما كانت خطورة الحالة نحن جاهزون للتعامل معها وتقديم العلاج المناسب بسرية تامة، حتى نخلصك من الأعراض المزعجة، وتعيش حياتك بشكل طبيعي.
أسئلة شائعة
عادةً ما يتم تشخيصه خلال فترة المراهقة، لكنه يصيب الأفراد في أي مرحلة عمرية.
تتضمن الأعراض التصرف باندفاع وتهور خلال فترات الهوس مع زيادة النشاط بشكل ملحوظ، أما خلال فترات الاكتئاب ينعزل الطفل ويتصرف بحزن شديد، ويفقد طاقته.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب في النمو ينتج عنه نقص الانتباه، وتصرف الطفل باندفاع، ويعاني منه الطفل طوال حياته، أما اضطراب ثنائي القطب فهو مرض نفسي تتمثل أعراضه في نوبات متتالية من الهوس والاكتئاب يتخللها أوقات يكون فيها الطفل طبيعي المزاج.
تم التحديث في 3 نوفمبر، 2025 بواسطة دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الادمان

